الإمام الحسن العسكري (ع) والتمهيد لولادة و غيبة الإمام المهدي(عج)
422
شارك
بعد أن أدّى الإمام العسكري (ع) مسؤوليته بشكل كامل تجاه دينه و أُمّة جدّه(ص) و ولده(ع) نعى نفسه قبل سنة ستين و مائتين، و أخذ يهدّئ روع والدته قائلاً لها: “لا بد من وقوع أمر الله فلا تجزعي”…، و نزلت الكارثة كما قال، والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن اعتلّ(ع) في أوّل يوم من شهر ربيع الأوّل من ذلك العام. ولم تزل العلة تزيد فيه والمرض يثقل عليه حتى استشهد في الثامن من ذلك الشهر.
الإمام العسكري (ع) و متطلبات الجماعة الصالحة
تعتبر الجماعة الصالحة المحور الأهمّ الذي كان يشغل بال و اهتمام أهل البيت(ع) لأنّها الأداة الوحيدة الصالحة لتحقيق الأهداف الرسالية الكبرى، وهي الوسط الحقيقي الذي يفهم ثقافة أهل البيت(ع) و رسالتهم و يستطيع التعاطي الإيجابي معهم و ينقاد الى أوامرهم و توجيهاتهم الرسالية.
من هنا نجد أنّ الإمام الحسن العسكري (ع) يكثّف جهوده لفترة الانتقال من عصر الحضور الى عصر الغيبة؛ لخطورة المرحلة من شتى النواحي ولقصر الفترة الزمينة التي يعيشها الإمام(ع) و هو يرى سرعة التقلّبات السياسية على مستوى الحكّام والخلفاء، كما يرى سوء تعاملهم جميعاً مع أهل البيت (ع) و شيعتهم من جهة، و رصدهم للإمام(ع) وكل تحركاته من جهة اُخرى، و سعيهم الحثيث للبحث عن المهدي الموعود والمنتظر الذي بشّر الرسول(ص) بأنه القائم بالقسط والعدل، والمقارع لكل رموز الظلم والعدوان.
فمهمّة الإمام الحسن العسكري (ع) خطيرة جدّاً تجاه ولده المهدي (عج)، كما هي خطيرة تجاه شيعته الذين سيُصابون بهذه الأزمة والمصيبة الجديدة التي لم يألفوها مع أئمتهم و هم يعيشون معهم و بين ظهرانيهم خلال قرنين و نصف قرن و يتلقّون التعاليم والتربية المباشرة منهم.
إنّ الشعور بوجود إمام و قائد حي يرتبطون به و يرتبط بهم ـ رغم صعوبة الظروف ـ له آثاره النفسية الإيجابية، بينما الشعور بوجود إمام لا يستطيعون الإرتباط به ولا يدرون متى سيظهر لهم و ينفّس عنهم كرباتهم و يجيبهم عن أسئلتهم يحمل معه آثاراً نفسية سلبية إلاّ إذا كانت الغيبة عندهم كالحضور، و يكون البديل قادراً على تلبية حوائجهم و سدّ خللهم.
إنّ هذه المهمّة قد اشترك في انجازها أهل البيت(ع) جميعاً غير أنّ دور الإمام الحسن العسكري(ع) خطير للغاية و صعب جدّاً لشدّة المراقبة و شمولها بحيث كان الإمام(ع) يتعمّد الاحتجاب والانقطاع عن كثير من شيعته، و يشهد لذلك أنّ أغلب ما روي عنه كان بواسطة المكاتبات دون أُسلوب المشافهة بالرغم من أنّ الإمام(ع) طيلة ست سنوات كان يخرج الى البلاط كل اثنين و خميس، ولكنه لم يكن ليتكلم أو ليرتبط حتى بمن كان يقصده من مكان بعيد، إلاّ في حالات نادرة و بشكل خاص و هو يتحفّظ في ذلك من كثير ممّا يحيط به.
على هذا الأساس يقع البحث عن متطلبات الجماعة الصالحة في عصر الإمام الحسن العسكري(ع) في نقطتين:
الإمام الحسن العسكري (ع) والتمهيد لولادة و غيبة الإمام المهدي(عج)
إنّ أهم انجاز للإمام العسكري(ع) هو التخطيط الحاذق لصيانة ولده المهدي(عج) من الوقوع بأيدي العتاة العابثين الذين كانوا يتربصون به الدوائر منذ عقود قبل ولادته، و من هنا كانت التمهيدات التي اتّخذها الإمام(ع) بفضل جهود آبائه السابقين (ع) و تحذيراتهم تنصب أوّلاً على إخفاء ولادته عن أعدائه و عملائهم من النساء والرجال الذين زرعتهم السلطة داخل بيت الإمام(ع)، الى جانب إتمام الحجّة به على شيعته و محبّيه و أوليائه.
ففي مجال كتمان أمر الإمام المهدي(عج) عن عيون أعدائه قد أشارت نصوص أهل البيت(ع) الى أنّه ابن سيدة الإماء و أنّه الذي تخفى على الناس ولادته، و يغيب عنهم شخصه. وفي هذه النصوص ثلاثة إرشادات أساسية تحقق هذا الكتمان، أوّلها أنّ اُمّه أمة وهي سيدة الإماء، وقد مهّد الإمام الهادي(ع) لهذه المهمّة باختيار زوجة من سبايا الروم للإمام الحسن العسكري(ع) ولم تكن للزواج أية مراسم ولا أية علامة بل كل ما تحقق قد تحقق بعيداً عن أعين كثير من المقرّبين.
وقد خفيت الولادة حتى على أقرب القريبين من الإمام، فإنّ عمّة الإمام(ع) لم تتعرّف على حمل اُم الإمام المهدي(ع) فضلاً عن غيرها، و من هنا كانت الولادة في ظروف سرّية جداً و بعد منتصف الليل، و عند طلوع الفجر و هو وقت لا يستيقظ فيه إلاّ الخواصّ من المؤمنين فضلاً عن غيرهم.
وقد خطّط الإمام العسكري(ع) ليبقى الإمام المهدي(عج) بعيداً عن الأنظار كما ولد خفية ولم يطّلع عليه إلاّ الخواص أو أخصّ الخواص من شيعته.
و أما كيفية إتمام الحجّة في هذه الظروف الاستثنائية على شيعته فقد تحقّقت ضمن خطوات و مراحل دقيقة.
الخطوة الأُولى: النصوص المبشّرة بولادة المهدي (عج)
لقد جاءت النصوص المبشّرة بولادة المهدي(عج) عن أبيه الإمام الحسن العسكري(ع) تالية لنصوص الإمام الهادي(ع) و بقيّة أئمة أهل البيت(ع) التي ركّزت على أنّه حفيد الهادي(ع) و أنّه ابن الحسن العسكري(ع) و أنّ الناس سوف لا يرون شخصه ولا يحلّ لهم ذكره باسمه، و أنّه الذي يقول الناس عنه أنّه لم يولد بعد، و أنّه الذي يغيب عنهم و يرفع من بين أظهرهم و أنّه الذي ستختلف شيعته الى أن يقوم، و على الشيعة أن تلتفّ حول العلماء الذين ينوبون عنه و ينتظرون قيامه و دولته و يتمسّكون بأهل البيت(ع) و يظهرون لهم الولاء بالدعاء والزيارة و انه الذي سيكون إماماً و هو ابن خمس سنين.
الخطوة الثانية: الإشهاد على ولادة الإمام المهدي (عج)
لقد قام الإمام الحسن(ع) بالإشهاد على الولادة فضلاً عن إخباره و إقراره بولادته و ذلك إتماماً للحجّة بالرغم من حراجة الظروف و ضرورة الكتمان التام عن أعين الجواسيس، الذين كانوا يرصدون دار الإمام و جواريه قبل الولادة و بعدها.
إنّ السيدة العلوية الطاهرة حكيمة بنت الإمام الجواد و اُخت الإمام الهادي و عمّة الإمام الحسن العسكري (ع) قد تولّت أمر نرجس اُم الإمام المهدي(عج) في ساعة الولادة.
و صرّحت بمشاهدة الإمام المهدي بعد مولده كما شاهد الإمام حين الولادة بعض النسوة مثل جارية أبي عليّ الخيزراني التي أهداها الى الإمام العسكري(ع) و مارية و نسيم خادمة الإمام العسكري.
الخطوة الثالثة: الإخبار بولادة المهدي (عج)
و تمثّلت هذه الخطوة بإخبار الإمام(ع) شيعته بأنّ المهدي المنتظر(عج) قد وُلد، و حاول نشر هذا الخبر بين شيعته بكلّ تحفّظ.
ولدينا ثمانية عشر حديثاً يتضمّن كلّ منها سعي الإمام(ع) لنشر خبر الولادة بين شيعته و أوليائه.
فمنها الخبر الذي صرّح فيه الإمام الحسن(ع) بعلّتين لوضع بني العباس سيوفهم على أهل البيت (ع) و اغتيالهم من دون أن يكونوا قد تصدّوا للثورة العلنية عليهم حيث جاء فيه:
“فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله(ص) و إبادة نسله طمعاً منهم في الوصول الى منع تولّد القائم أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون”.
و حين قتل الزبيري قال الإمام(ع) في توقيع خرج عنه: «هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه، يزعم أنّه يقتلني وليس لي عَقب، فكيف رأى قدرة الله فيه”؟!.
و عن أحمد بن إسحاق بن سعد أنّه قال: سمعت أبا محمّد الحسن بن عليّ العسكري(ص)يقول: «الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي، أشبه الناس برسول الله(ص) خَلقاً و خُلقاً، يحفظه الله تبارك و تعالى في غيبته ثم يُظهره الله فيملأ الأرض عدلاً و قسطاً كما مُلئت جوراً و ظُلماً”.
وقد أمر الإمام(ع) بعض وكلائه بأن يعقّوا عن ولده المهدي(عج) و يطعموا شيعته، والعقيقة له إخبار ضمني بولادته(ع). بل جاء التصريح في بعضها بالولادة حيث كتب لبعضهم ما نصّه: «عقّ هذين الكبشين عن مولاك وكل هنّأك الله و أطعم إخوانك”.
الخطوة الرابعة:
و تمثّلت في الإشهاد على ولادة الإمام المهدي(عج) و وجوده و حياته.
فعن أبي غانم الخادم أنّه ولد لأبي محمّد ولد فسمّاه محمّداً فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: “هذا صاحبكم من بعدي و خليفتي عليكم و هو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالإنتظار، فإذا إمتلأت الأرض جوراً و ظلماً فملأها قِسطاً و عدلا”.
و عن عمرو الأهوازي أنّ أبا محمّد أراه ابنه وقال: “هذا صاحبكم من بعدي”.
و عن معاوية بن حكيم و محمّد بن أيّوب بن نوح و محمّد بن عثمان العمري أنّهم قالوا: عرض علينا أبو محمّد الحسن بن عليّ(ع) و نحن في منزله وكنّا أربعين رجلاً فقال:
“هذا إمامكم من بعدي و خليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا» قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلاّ أيام قلائل حتى مضى أبو محمّد(ع)”.
الخطوة الخامسة
و تمثّلت في النصوص التي هيّأت أتباع أهل البيت(ع) لاستقبال الوضع الجديد الذي سيحلّ بهم عند غيبة الإمام المهدي(ع) لئلاّ يفاجأوا باُمور لا يعرفون كيفية التعامل معها مثل ما يحصل بعد الغيبة من الحيرة والاختلاف بين الشيعة، و ما ينبغي لهم من الصبر والانتظار للفرج والثبات على الإيمان والدعاء للإمام(ع) ولتعجيل فرجه الشريف.
استشهاد الإمام الحسن العسكري(ع)
و بعد أن أدّى الإمام العسكري (ع) مسؤوليته بشكل كامل تجاه دينه و أُمّة جدّه(ص) و ولده(ع) نعى نفسه قبل سنة ستين و مائتين، و أخذ يهدّئ روع والدته قائلاً لها: “لا بد من وقوع أمر الله فلا تجزعي”…، و نزلت الكارثة كما قال، والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن اعتلّ(ع) في أوّل يوم من شهر ربيع الأوّل من ذلك العام. ولم تزل العلة تزيد فيه والمرض يثقل عليه حتى استشهد في الثامن من ذلك الشهر، و روي أيضاً أنّه قد سُم واغتيل من قبل السلطة حيث دسّ السم له المعتمد العبّاسي الذي كان قد أزعجه تعظيم الأمة للإمام العسكري و تقديمها له على جميع الهاشميين من علويين و عبّاسيين، فأجمع رأيه على الفتك به.
ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمّد (الحجّة) وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين وقد آتاه الله الحكمة و فصل الخطاب.
و دفن الإمام الحسن العسكري(ع) إلى جانب أبيه الإمام الهادي(ع) في سامراء (في العراق)، وقد ذكر أغلب المؤرخين أنّ سنة وفاته كانت (260هـ) . دون إيضاح لسبب وفاته.
الصلاة على الإمام العسكري(ع)
وكان لاستشهاد الإمام العسكري(ع) صدىً كبير في سامراء، فقد عطّلت الدكاكين و سارع العامة والخاصة إلى بيت الإمام، و يروي أحمد بن عبيدالله واصفاً ذلك اليوم العظيم قائلاً: ولما رفع خبر وفاته، ارتجّت سرّ من رأى و قامت ضجة واحدة: مات ابن الرضا، وعطّلت الأسواق، و غلّقت أبواب الدكاكين و ركب بنو هاشم والكتّاب والقوّاد والقضاة والمعدّلون و ساير الناس الى أن حضروا جنازته فكانت سرّ من رأى شبيهاً بالقيامة.
ولما اُخرج نعش الإمام العسكري(ع) صلّى عليه أبو عيسى بن المتوكل بأمر الخليفة المعتمد العبّاسي، تمويهاً على الرأي العام حول استشهاد الإمام(ع)، وكأنّ السلطة ليس لها في ذلك يد بل على العكس، فإنّها قد أظهرت اهتماماً كبيراً أيام مرض الإمام(ع) و خرج كبار رجالات البلاط العبّاسي مشيعين…، ولكن مثل هذه الاُمور لا يمكن أن تنطلي على شيعة الإمام و مواليه، و هكذا غالبية المسلمين الذين عاصروا ما جرى للإمام(ع)من قبل السلطة من سجن و تضييق.
أولاد الإمام الحسن العسكري(ع)
إنّ المشهور بين الشيعة الإمامية، أن الإمام العسكري(ع) لم يكن له من الولد سوى الإمام محمّد المهدي (عج) و يدل عليه ما أشار إليه الشيخ المفيد إذ قال: ولم يخلف أبوه ولداً غيره ظاهراً ولا باطناً.
كما ذهب إلی ذلك ابن شهر آشوب حيث قال: و ولده القائم لا غيره.
و أصحاب المصادر التاريخية، کابن الأثير والمسعودي و ابن خلكان و غيرهم لم يشيروا إلی غير الإمام المنتظر (عج) و هو الذي ولد في النصف من شعبان عام (255هـ).
نفحات من تراث الإمام العسكري(ع)
من تراثه المعرفي
1 ـ عن أبي منصور الطبرسي مسنداً قال: حدثنا أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري(ص)، قال: “حدثني أبي عن آبائه (ع) عن رسول الله(ص) أنّه قال: أشد من يُتم اليتيم الذي انقطع من اُمّه و أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا ، و هذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه و أرشده و علمه شريعتنا كان معنا في الرّفيق الأعلى”.
2 ـ و عنه(ع) بالإسناد المتقدم قال : قال موسى بن جعفر(ع): “فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عنا و عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه أشد على إبليس من ألف عابد، لأنّ العابد همّه ذات نفسه فقط و هذا همه مع ذات نفسه ذوات عباد الله و إمائه لينقذهم من يد إبليس و مردته، فلذلك هو أفضل عند الله من ألف عابد و ألف ألف عابدة”.
من تراثه الكلامي
1 ـ في التوحيد
روى الكليني، مسنداً عن يعقوب بن إسحاق قال: كتبت إلى أبي محمّد(ع) أسأله: كيف يعبد العبد ربه و هو لا يراه ؟ فوقّع(ع): “يا أبا يوسف جلَّ سيّدي و مولاي والمنعم عليّ و على آبائي أن يُرى”.
قال: و سألته: هل رأى رسول الله(ص) ربّه؟ فوقّع(ع) : “إنَّ الله تبارك و تعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبَّ”.
2 ـ في أهل البيت (ع) والإمامة
لقد أشاد الإمام(ع) بفضل أهل البيت (ع) الذين هم مصدر الوعي والإيمان في دنيا الإسلام، حيث قال(ع) :
“قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوّة ، والولاية، و نوّرنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة، فنحن ليوث الوغى، و غيوث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل، و أسباطنا خلفاء الدين، و حلفاء اليقين، و مصابيح الأُمم، و مفاتيح الكرم فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، و روح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة و شيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءاً وصوناً، و على الظلمة إلباً.. و سينفجر لهم ينابيع الحيوان، بعد لظى النيران…”.
3 ـ في الإمام المهدي(عج)
روي عن الحسن بن ظريف أنّه قال: اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما الى أبي محمّد(ع) فكتبت أسأله عن القائم إذا قام بمَ يقضي و أين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس ؟ و أردت أن أسأله عن شيء لحمّى الرّبع فأغفلت خبر الحمّى . فجاء الجواب:
“سألت عن القائم و إذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود(ع) ولا يسأل البيّنة ، و كنت أردت أن تسأل لحمّى الربع فأنسيت، فاكتب في ورقة و علّقه على المحموم: {يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }. فكتبت ذلك و علقته على المحموم فأفاق و برىء.
و بشّر الإمام العسكري(ع)، خواص شيعته بولادة الحجّة المنتظر الإمام المهدي(ع)؛ ضمن مكاتباته إليهم، أو حينما كانوا يحضرون عنده.