المرجع الحكيم (مد ظله) مواقف بطولية في حقبة البعث وما بعدها

442

7-1-2013 002

ردًا على تصريحات أدلى بها القيادي في حزب الدعوة سامي العسكري لوسائل إعلام انتقد فيها مواقف المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، نشر موقع وكالة براثا مقالًا لكاتب باسم مستعار نعيد في ما يلي نشره:

    ربما يجهل بعض الناس المواقف البطولية لمراجع الدين العظام (دام عزهم) أو ربما البعض يعرف تلك المواقف المشرفة لكنه مأجور يريد النيل منهم لغايات معروفة لدينا على أقل تقدير، إن لم نقل هي معروفة لأغلب أبناء الشعب العراقي، اعتدنا على سماع الأصوات النشاز بين فترة وأخرى حسب مقتضى الحاجة عند هؤلاء المنبوذين، ولعل ما تفوه به (…) ((سامي العسكري)) لم يكن ولن يكون الأخير.

    ومن باب الوفاء ورد جزء من الدين تجاه مراجعنا العظام وفيض بركاتهم علينا، نقصُّ على الإخوة الكرام موقفًا بطوليًّا للمرجع الكبير سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم ، وهو موقف من مواقف متعددة لا نستطيع حصرها.

    عندما هبَّ الأخيار من أبناء الطائفة الحقة بوجه أعتى طاغية عرفه التأريخ، وسطروا الملاحم البطولية في الانتفاضة الشعبانية المباركة، كان أغلب أبناء العائلة الكريمة من آل الحكيم في سجون الطاغية المقبور صدام، وفي مقدمتهم سماحة السيد محمد سعيد الحكيم (حفظه الله)، وكان حينها لم يتصدَّ للمرجعية بعد.

    بعد أن استطاع المقبور من قمع الانتفاضة المباركة باستخدامه الأسلحة الفتاكة بما فيها الأسلحة المحرمة دوليًّا، أرسل زبانيته إلى سجن ((أبو غريب))، وأمرهم باقتياد مجموعة من آل الحكيم إلى معسكر الرضوانية السيِّىء الصيت، وتعريضهم للتعذيب الجسدي بأبشع الصور المعروفة. ويعرٍف الأخيار الذين دخلوا هذا المعسكر الذي كان مسؤولًا عنه المقبور المجرم صدام كامل.

    طلب المجرم صدام كامل من سماحة آية الله السيد محمد سعيد الحكيم، تسجيلًا تلفزيونيًّا يستنكر فيه الانتفاضة، ويستنكر عمل المجاهدين في تصديهم للطاغية المقبور والبراءة من شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم زعيم المعارضة.

    رفض سماحة السيد أن يجري أي مقابلة تلفزيونية ولم يلبِّ طلبهم، مما دفع المجرم صدام كامل إلى استخدام أبشع أساليب التعذيب، ظنًّا منه أنه سينال من السيد ويصل إلى مبتغاه، لم يجرؤ أحد حينها أن يقول للمجرم صدام كامل (( لا )) لأن الموت المحتوم سيكون بانتظاره لا محالة لخطورة المرحلة التي تعرض لها النظام المقبور وحزبه المتقهقر.

    الملفت في هذا الموقف، لهم وليس لنا وحسب، ما نقل من الإخوة الذين كانوا موجودين مع سماحة السيد (حفظه الله) أن سماحته لم يتكلم أثناء التعذيب، ولم يئن من سياط الجلادين، ولم يخرج من فمه حرف واحد، وباءت جميع محاولاتهم بالفشل، ورجع سماحة السيد إلى مكانه دون أن يتحقق مطلب المجرم صدام كامل.  

    هذا الموقف البطولي يعرفه الكثير من الساسة الذين ينتمون إلى نفس قائمة سامي العسكري، ونذكر منهم محافظ البصرة الدكتور خلف عبد الصمد، وكذلك يعرف بهذا الموقف نائب رئيس الوزراء للطاقة السيد حسين الشهرستاني، والذي كانت غرفته مجاورة لغرفة السيد (حفظه الله)، كما أن هناك الكثيرين ممن يعرفون هذا الموقف.

    في الختام نوجه سؤالنا للسيد حسين الشهرستاني والدكتور خلف عبد الصمد باعتبار أن الذي انتقد موقف المرجعية من المحسوب عليهم، ومنهم، وكذا غيره ممن ابتلينا بهم، هل تقبلون بهذه التجاوزات السافرة؟ ومتى سيكون لكم موقف؟ أم أن المناصب أنستكم أيام جهادكم، ونحن نعلم أنكم كنتم تدينون بالولاء للمرجعية الدينية.

 

سجين واكب الأحداث ( عنوان المقالة الأصلي هو: صدام كامل والمرجع الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم(دام عزه))

المصدر: وكالة براثا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*