المرجع السيستاني يبارك تحرير الأنبار ويدعو لإقامة الحكم الرشيد المبني على المساواة

339

010116015945_140_1

كربلاء – الحكمة: بارك المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني انتصارات القوات المسلحة ومن يساندها من مقاتلي العشائر الأصيلة في تحرير مدينة الرمادي من دنس داعش؛ مستنكرا استهداف المواطنين الأبرياء لأسباب عشائرية، مجددا حرمة كل عمليات القتل والترحيل القسري التي تجري بسبب تلك الخلافات العشائرية، واصفا إياها بأنها ممارسات مخالفة لجميع المعايير الشرعية والوطنية والأخلاقية.

وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 20/ربيع الاول/1437هـ الموافق 1/1/2016م ما نصه “لقد تحرر في الأيام الأخيرة معظم مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار حيث سطر فيها مقاتلو القوات المسلحة ومن يساندهم من مقاتلي العشائر الأصيلة ملاحم البطولة والتضحية، التي عكست ما يتحلى به هؤلاء المقاتلون الشجعان من مقومات الانتصار بامتلاك الإرادة الوطنية والعقيدة الدينية للدفاع عن العراق ومقدساته مهما غلت التضحيات”.

وأضاف إن هذا الانتصار الكبير إنما هو حصيلة تضحيات وبطولات الآلاف من أحبتنا في الجيش والشرطة الاتحادية وأبناء العشائر الغيورة، بالإضافة إلى ما مهّد له أعزتنا من المتطوعين ورجال العشائر بمختلف عناوينهم خلال الأشهر السابقة حيث دارت معارك شرسة امتدت على مساحات واسعة في المناطق المحيطة بمدينة الرمادي استنزفت كثيراً من قدرات عصابات داعش الإرهابية.

مبينا أن هذا الانتصار المهم يأتي ليفند مزاعم البعض من عدم امتلاك الجيش العراقي لإرادة القتال وإنه لا يتمكن من تحقيق تقدم مهم على الأرض، فقد ثبت أنه متى توفرت القيادة الحكيمة والشجاعة وتهيأت المعدات الضرورية لأية معركة وإن كانت كبيرة فإن رجال القوات المسلحة ومن يساندهم من المقاتلين الآخرين سيخوضونها بكل ما أوتوا من عزم وإرادة، وسيكون الانتصار حليفهم لا محالة.

ونقل الشيخ الكربلائي مباركة المرجع السيستاني لهؤلاء الأبطال بانتصارهم على الإرهابيين كما نقل أسف سماحة المرجع وحزنه لما تسببت فيه المعارك الأخيرة من دمار مناطق واسعة من مدينة الرمادي، حاثاً القيادات العسكرية في قواتنا المسلحة ومن يساندهم من المتطوعين ومقاتلي العشائر وأبناء المناطق الرازحة تحت سطوة عصابات داعش على أن يستثمروا ظروف الهزيمة النفسية والعسكرية لهذه العصابات ويضعوا وينفذوا خططاً محكمة لتحرير بقية المناطق خصوصاً المدن المهمة لكي تخلّص أهاليها وتفوّت الفرصة على بعض الأطراف في محاولتهم تحقيق مكاسب غير مشروعة في العراق بالتحكم ببعض مناطقه”.

وبين الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية بين أن على الجميع أن يستلهموا الدروس والعبر في بداية العام الميلادي الجديد مما مرّ على العراق والمنطقة برمتها في السنين السابقة، وبهذا الصدد ذكّر بالأمور التالية:

1-     قد آن الأوان للأطراف الداخلية والخارجية التي حاولت أن تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية من خلال استهداف المدنيين بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والمجرمين الانتحاريين لغرض إشاعة الفوضى وإشغال الأجهزة الأمنية وتعطيل العملية السياسية ثم جربت الظاهرة الداعشية كوسيلة لتحقيق هذه الأهداف وقد فشلت في كل ذلك، موضحا لقد آن الأوان لهذه الأطراف أن تعيد النظر في حساباتها وتترك هذه المخططات الخبيثة التي لم تؤدِ ولا تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار ووقوع أفدح الخسائر وأعظم الأضرار في الأرواح والممتلكات.

2-     لاشك أن بعض السياسات الخاطئة التي انتهجتها بعض الأطراف الحاكمة وسوء الإدارة وتفشي الفساد قد وفر أجواءً مساعدة لنمو وتفاقم الظاهرة الداعشية ومن هنا فقد آن الأوان للقوى السياسية التي تمسك بزمام السلطة أن تعزم على مراجعة سياساتها وأدائها للفترة السابقة وأن تدرك أنه لا سبيل أمامها لإنقاذ البلد من المآسي التي تمر به إلا بالمساهمة في إقامة الحكم الرشيد المبني على تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.

3-     إن من الضروري لإعادة الاستقرار إلى المناطق التي تحررت من الإرهاب الداعشي هو وضع خطة لإعمارها خصوصاً البنى التحتية والخدمات الأساسية كالمستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والماء ونحوها وأيضا إعادة النازحين وفق آلية ينسق فيها بين القوات الأمنية وأهالي هذه المناطق وعشائرها بما يضمن عدم تمكين العصابات الإرهابية من العودة إليها من جديد وتشكيل خلايا نائمة يمكن أن تشكل خطراً عليها وعلى ما جاورها من المناطق.

من جانب آخر قال ممثل المرجع السيستاني بخصوص ما يجري من نزاعات عشائرية بالبصرة وما يترتب عليها من إخلال بالأمن قال “تتوالى الشكاوى من أهالي محافظة البصرة وغيرها من استمرار النزاعات العشائرية المسلحة التي تخل بالأمن والاستقرار ويذهب ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء الذين لا دخل لهم بارتكاب جرائم القتل وغيرها ولكن يتم استهدافهم لكونهم من أبناء عشيرة المجرم ونحو ذلك، ونحن إذ نجدد إدانتنا واستنكارنا لهذه الممارسات المخالفة لجميع المعايير الشرعية والوطنية والأخلاقية ونؤكد على حرمة كل عمليات القتل والترحيل القسري ونحوها وندعو القوات الأمنية إلى أن تمسك بزمام الأمور وتمنع من كل ما يخل بأمن واستقرار المواطنين أياً كان مصدره.”

وختم الكربلائي حديثه بقوله “اللهم اجعل عامنا هذا عاما تفرج فيه عن كرباتنا وتنصرنا فيه على أعدائنا وتصلح فيه أحوالنا إنك على كل شيء قدير”.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*