الحكمة – متابعة: هل أنجزت عملا عظيما؟ إليك طريقة تساعدك في الحصول على ترقية في عملك، دون أن يغضب الآخرون أو ينفرون منك.
هل تذكر أولئك الأطفال الذين حققوا نجاحا في المدرسة عن طريق التملق، بدلا من تقديم مساعدة فعلية؟ أنظر حولك. ربما ترى الكثير من الآليات ذاتها متبعة في مكان العمل، وربما تمارسها أنت نفسك. فأين الخط الفاصل بين إثبات جدارتك، وإزعاج الجميع من خلال الترويج لنفسك؟
مع قدر مناسب من البراعة، قد يعزز الترويج للذات بنوع من الحرص من فرصك للارتقاء في السلم الوظيفي. لكن إذا فعلت ذلك بطريقة خاطئة، فهناك إمكانية كبيرة لتجاوزك عندما يتعلق الأمر بالترقيات؛ وبالتأكيد فلن تفوز بأي مكافأة لمجرد أنك عضو في فريق.
لا تنتظر أن يطلب منك
إحدى الطرق لكسب الود بشكل صحيح هي إعطاء الناس ما يريدون قبل أن يعرفوا أنهم بحاجة إليه. هذا ما تقترحه لوسي أوينز، المدربة المساعدة في شركة لخدمة استشارات التدريب الوظيفي، ومقرها شفيلد في المملكة المتحدة.
مثال على ذلك: إحدى زميلات أوينز حضرت ذات مرة اجتماعا لكبار المسؤولين التنفيذيين دون أن يطلب منها ذلك. ودونت بهدوء ملاحظات لمديرها الغاضب بعض الشيء والذي يصعب نيل إعجابه.
كانت هذه الزميلة تعلم أنه بعد الاجتماع سيجتمع المدير بعميل وسيحتاج إلى ملخص للاجتماع. وفي غضون ساعة، لخصت زميلة أوينز النقاط الرئيسية بصفحة واحدة وقدمتها لمديرها الذي فوجئ على نحو جيد، لكنه قال لها: “شكرا جزيلا” بفظاظة.
وقد استخدم المدير ذلك الملخص في اجتماعه مع العميل. وبعد فترة وجيزة، ضمنت زميلة أوينز ترقية بضمها إلى فريق آخر أفضل وضعا. “ولم تنظر للوراء إطلاقا”، حسب قول أوينز.
حاول جاهدا أن تكون واضحا
وبحسب أوينز، هناك طريقة ذكية أخرى للتقدم وهي أن تكون واضحا مع رئيسك بشأن ما تحتاج إليه.
وتوضح أوينز ذلك بالقول: “بدلا من استخدام طرق مستترة، ابدأ في محادثة صادقة وراشدة مع مديرك المباشر حول ما ترغب في تحقيقه في الدور المناط بك وفي المؤسسة. وقالت:”إنها الطريقة الأكثر فعالية ومباشرة للحصول على ما تشاء في العمل”.
لا تنتظر المراجعة أو التقييم السنويين وحسب. “بإمكانك ببساطة أن تطلب لقاء قصيرا مع مديرك وتتحدث معه مباشرة وبثقة عما ترغب في القيام به، وعن الترقية التي تطمح في الوصول إليها والأهداف المهنية طويلة الأمد”، بحسب أوينز.
من المرجح أن يجد الرؤساء الجيدون هذا النهج منعشا وقيما لأنه سيساعدهم على فهم ما تسعى إليه. فقط لا تنس أن تبقيه طريقا ذا اتجاهين. اسأل المشرف أو المشرفة عليك كيف ينظرون إليك، وما هي نقاط قوتك، واطلب منهم تقديم أي مقترحات لتطوير مهنتك.
تقول أوينز:” عندما فعلت ذلك مع مديرتي، حصلت على وضوح أكبر بشأن طموحاتي وقدراتي. وذلك في النهاية كان يعنى أنها كانت قادرة على إيجاد دور مثمر لي، ولها، ولرؤسائها، ولمهنتي”.
لكن، لا تتوقف عند هذا الحد. “فلن تقنع مديرك بنقاط قوتك في اجتماع واحد فقط”. هذا ما قاله فيليب غود، وهو أستاذ منتسب لمعهد “إتش إي سي-باريس” في برامج ماجستير إدارة الأعمال وبرامج التعليم التنفيذي، وذلك في رسالة إلكترونية له. ويضيف غود:”استمر في تكرار ذلك عندما تجتمع بمديرك، فالتكرار مهم، والوقت سيعمل لصالحك”.
ومن الأفضل حتى أن تجد فرصا لإظهار نقاط قوتك في العمل، حسب غود الذي أضاف قائلا:” لا تركز فقط على اجتماعات التطوير الشخصي الثنائية لبحث قدراتك. اغتنم كل فرصة تحصل عليها في اجتماعات العمل لإظهارها”.
على سبيل المثال، إذا كنت جيدا في تحدي زملائك بطريقة إيجابية، استخدم تلك المهارات في اجتماع الموظفين المقبل كي يراك رئيسك تمارسها على رأس العمل.
تصرف كأنك قيادي الآن
بدلا من انتظار تكليفك بدور أو منصب قيادي، امض قدما وابدأ بالتصرف كأنك قيادي.
“اغتنم الفرص طوال حياتك المهنية كي تقود”، حسب ما جاء في رسالة إلكترونية لديبورا غولدن، المديرة في “ديلوات وتوش إل إل بي” ومقرها فرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية.
مثلا، جرب التأثير على الآخرين وابتكر وضع استراتيجيات. “إذا تبعك الأخرون، فإن ذلك يعرض قدرتك على القيادة وليس الإدارة وحسب”. حسب غولدن.
كن جريئا
“انتهز الفرص كما تأتي؛ لا تنتظر دورا أو لقبا ليأتي إليك وحسب. فإن عرض المميزات والمهارات والقدرات القيادية قبل الحصول على دور هو طريقة أكيدة لتحقيق النجاح ولكي تصبح قياديا. وإن لم تحصل على دور معين، انتقل إلى التحدي التالي؛ فأحيانا من المهم بنفس القدر كقائد أن يشهد الأخرون على الطريقة التي تستجيب بها لوضع معين”. حسب غولدن.
أما غود فينصحك بألا تتحدث فقط عن كونك قائدا عظيما؛ بل ضع ذلك في إطار حالة محددة. “لا يجب عليك أن تقول أنا قائد عظيم بل عليك إعطاء أمثلة عن الحالات التي أظهرت فيها مهاراتك القيادية، من وجهة نظرك”.
رؤساء العمل لا يستطيعون قراءة الأفكار
تقول غولدن إنها ترى العديد من الناس الذين لا يدافعون عن أنفسهم تماما. وتضيف: “من المهم أن تعبر عن طموحاتك لأن الناس لا يستطيعون قراءة أفكارك. فكر في الدور الذي تريد… وكن مرئيا في الحالات التي يتوافر فيها منبر لك لتسليط الضوء على هذه القدرات”.
وتوضح غولدن أنه بوضع نفسك في هذه الحالات، فإنك ستجد أناسا يدعمون تطورك كقيادي، أو يساعدونك على إيجاد فرص جديدة. وفي النهاية، الأمر يعود إليك. فـ “أداؤك يحتاج إلى إظهار أنك مستعد للقيادة من الأمام”.