أربع علامات للشخصيّة المتزعزعة

405
التعطّش إلى التفوّق ينبع من اضطراب الشخصية النرجسية (Getty) - See
التعطّش إلى التفوّق ينبع من اضطراب الشخصية النرجسية (Getty)

الحكمة – متابعة: من الطبيعي أن يعرف كثر تبدّلات مفاجئة في المزاج بعد ثوان من مقابلة أحدهم، فيشعرون بأنّهم ليسوا على ما يرام. وأحياناً، قد يدفعنا شخص ما عبر حديثه وتصرّفاته إلى التساؤل عمّا أنجزناه في حياتنا، والتشكيك بأن ما قمنا به كاف.

تؤكّد الدكتورة سوزان كراوس وايتنبورت، وهي أستاذة في علم النفس والدماغ في جامعة ماساتشوستس في أمهيرست في الولايات المتحدة الأميركية، أنّه من السهل الوقوع في حالة من التعذيب والشك الذاتي في شخصيتنا، حين نقابل شخصاً يتباهى بمركزه أو نمط حياته بشكل عام ويحاول التقليل من شأن الآخرين حوله.

ويتناول علم النفس هؤلاء الأشخاص المتعالين على غيرهم، من خلال نظرية المحلّل النفسي النمساوي ألفريد أدلر الذي صاغ مصطلح “عقدة النقص”. بالنسبة إلى أدلر، فإنّ الأفراد الذين يشعرون بأنّهم أدنى ممّن حولهم، يحاولون التعويض عن ذلك الإحساس عبر “السعي إلى الاستعلاء”، إذ هي الطريقة الوحيدة لهؤلاء غير المستقرّين داخلياً حتى يشعروا بالسعادة عن طريق جعل الآخرين تعساء.

ويرى علماء النفس أنّ التعطّش إلى التفوّق ينبع من اضطراب الشخصية النرجسية، وثمّة نوعان من النرجسية: الشخصية الاستعلائية والشخصية الضعيفة. وصاحبا الشخصيتين يفتقدان إلى تقدير الذات، بيد أنّ صاحب الشخصية الاستعلائية يخفي ضعفه بشكل أفضل. ويبقى أنه حين يدفعك الحديث مع شخص ما إلى الشعور بأنك أدنى منه، ثمّة احتمال كبير أن ينبع ذلك من نرجسيته.

من جهته، أعدّ المتخصص في الطب النفسي جيمس بروكس من جامعة ديربي في بريطانيا، بحثاً عن كيفية إحساس النرجسيين أو أولئك الذين يميلون بقوّة إليهم، في ما يتعلّق باحترام الذات والكفاءة الذاتية أو ثقتهم في قدرتهم على النجاح. وحلّل بروكس العلاقات بين النرجسية العلنية والسريّة واحترام الذات والكفاءة الذاتية، ليخلص إلى أنّ نوعَي النرجسية لا يرتبطان ببعضهما بعضاً. وبدراسة الشخصية الأقرب إلى تقدير الذات، وجد بروكس أنّ النرجسية العلنية في الواقع أعلى تقديراً للذات بينما تنخفض لدى النرجسيين السريّين قيمة تقديرهم للذات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكفاءة الذاتية.

وتقدّم دراسة بروكس بعض المفاتيح التي تكوّن الشخصية النرجسية، كما تفسّر تصرّفات الأصدقاء النرجسيين وزملاء العمل والشركاء عن طريق اختبار شخصيتهم المتزعزعة التي تظهر من خلال أربع علامات:

أولاً: الشخصية المتزعزعة تحاول نقل ذلك الإحساس إلى الشخص الذي تتحدّث إليه، وذلك حين يبدأ الأخير بالتساؤل عن مدى كفاءته الذاتية فقط لدى حضور شخص معيّن. ذلك يعني أنّه يعكس حالته غير المستقرّة عليك.

ثانياً: يحاول أصحاب تلك الشخصية إظهار إنجازاتهم، فيتحدّثون باستمرار عن نظام حياتهم الرائع ويروّجون للجامعات التي تخرّجوا منها أو يتباهون بأطفالهم بغية إقناع أنفسهم بأنّهم ذوو قيمة.

ثالثاً: يسعى هؤلاء إلى التباهي المتواضع بشكل مبالغ فيه، أي يحاولون بطريقة مبطّنة إعلامنا بأسلوب حياتهم الفاخر، مثلاً قد يشكون من متاعب السفر بإشارة منهم إلى أهمية وظيفتهم أو طول الوقت الذي يمضونه وهم يراقبون أطفالهم يلعبون رياضة الهوكي ليبلغوا عن فوزهم فيها.

رابعاً: هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من النقص يرغبون في إظهار أنهم يمتلكون معايير عالية قد نرى فيها نوعاً من التكبّر أو التعالي، وهم في الواقع يرغبون في الادّعاء بأنّهم أفضل من أي شخص آخر.

وفي سؤال لـ “العربي الجديد” عن صفات تلك الشخصيات، قال بعضهم إنّهم أولئك الذين ينتقدون الشخص الذي أمامهم ويحاولون التقليل من شأنه، ليشعروا بالتفوّق عليه، وذلك لإحساسهم بالنقص. وذهب آخرون إلى أنّهم عانوا أمثال تلك الشخصيات التي تروّج وتتباهى بأي أمر تقوم به وتتجاهل نجاحات الآخرين أو تستهزئ بها.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*