بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الصحافة الحديث في الوطن العربي ، طالعتنا الصحافة المصرية بأخبار تفيد إن كارثة وطنية وبيئية وفكرية ستقع على ارض الكنانة مصر والأمتين العربية والإسلامية بسبب زيارة الشيخ علي الكوراني إلى مصر وافتتاحه حسينية في القاهرة ، وتفاوتت المقالات في شدتها وضراوتها ، تلك التي حملتها الصحافة الالكترونية والصحف والمجلات وقنوات الإعلام المصرية التابعة للدولة وجميع المحطات التابعة لقطر والسعودية والتونسية تنذر بكارثة ستقع على مصر الكنانة..
كتب محمد عبد الشكور مقالا ذكر فيه استنكار الشيخ محمد بن عبد الملك الزغبي الداعية السلفي التكفيري زيارة الشيخ على الكوراني وقيامه بافتتاح أول حسينية شيعية في مصر متهما إياه بالتشيع. وطالب الزغبى في تصريح خاص لـ”بوابة الوفد” جموع الشعب المصري السني للوقوف أمام هذه الحسينية الشيعية وإرسال رسالة إلى العالم كله برفض الشعب المصري السني أي محاولة لنشر المذهب الشيعي الرافضي في مصر – على حد قوله – كما ناشد الزغبى في بيان نشرته “بوابة الوفد” على نسخة منه الأزهر الشريف {من أصغر عامل إلى شيخ الأزهر} بالتحرك بشكل فوري وسريع لمنع تكرار تلك المحاولات الفاشلة من المعممين الشيعة لنشر مذهبهم الفاسد على أرض مصر الطاهرة, ويجب على الأزهر الشريف التحرك بشكل فوري {لهدم تلك الحسينية} وملاحقة من قاموا بإنشائها قضائياً .
وطالب الزغبي في بيانه جميع أحبائه وزملائه من الأزهر الشريف والأوقاف والجمعية الشرعية وأنصار السنة والجماعة الإسلامية والمنظمات الجهادية التكفيرية أن تتوحد في خطب الجمعة القادمة لتحمل محورا واحدا وهو “جرائم وخيانات الشيعة للإسلام والمسلمين وفضح مذهبهم” . وأكد البيان “أنه وجميع القائمين على موقع شبكة المخلص وكذلك تلاميذه وأحباءه سوف يتصدون بحزم وقوة لهذه الحسينية وأي محاولة فاشلة من أتباع النظام الإيراني لنشر المذهب الشيعي في مصر”. وطالب الزغبي جميع الحقوقيين بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية لملاحقة الشيعي علي الكوراني ومن معه وتوجيه تهمة تكدير السلم العام ومحاولة إثارة الفتنة في مصر . واستدعت قناة النيل عددا من رجال الدعوة السلفية المتشددة في مصر في لقاءات تلفزيونية توضح خطورة المرحلة التي تمر فيها مصر بسبب زيارة الكوراني التي ستسبب كارثة على الدين الإسلامي في مصر والشمال الأفريقي ، وتفتحت قريحة البوابات الالكترونية الوهابية للمساهمة في فضح خطورة تلك الزيارة..(انتهى ألبيان الأول للحرب)
من جانب آخر تدخلت نقابة السادة الأشراف ومؤسسة الأزهر الشريف التابع للحكومة المصرية لتشارك في الحملة الوطنية الكبرى ضد زيارة الكوراني لمصر وافتتاح أول حسينية للشيعة في مصر مما أثار غضب الأزهر ونقابة السادة الأشراف برئاسة محمود الشريف، بحسب بيانات استنكر فيها الأزهر وعلماؤه وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، ووزارة الأوقاف ونقابة الأشراف، زيارة العالم الديني الشيعي اللبناني الشيخ علي الكوراني لمصر، وقيامه بعقد ندوات دينية خاصة داخل بيوت عدد من الشيعة بالقاهرة والمحافظات، وإلقاء محاضرات بشرت بظهور المهدي المنتظر{عج} ونسبه وذريته “والحديث عن قضايا خلافية شيعية” بحضور حشد كبير من الشيعة المصريين.
وهذه المعلومات تعتبر خطيرة جدا تمس بالآمن الوطني وتعكر صفاء الوحدة الوطنية التي تعيشها مصر في ظل قيادة الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية التي رحبت بالزيارات الماراثونية للكيان الإسرائيلي لمصر والأردن وقطر والمغرب وتونس وشمال العراق ، حيث قام حاكم قطر ببناء شقق سكنية لفقراء اليهود في إسرائيل ورفع العلم الإسرائيلي في عاصمته بالقرب من بيوت بعض مشايخ الأزهر في مصر وقطر ، إضافة لعشرات المنظمات الإنسانية الأمريكية والإسرائيلية العاملة في البلدان العربية تحت عناوين وهمية تعمل لصالح أمريكا والكيان الغاصب للقدس، وأخيرا لم تتحرك قريحة المشايخ والكتاب والمواقع الالكترونية حول زيارة الشيخ رئيس الأزهر الشريف إلى إسرائيل لزيارة بيت المقدس كما أعلن عنها، في الوقت الذي استقبلته الأجهزة الأمنية والدبلوماسية الإسرائيلية من معبر سيناء إلى داخل تل أبيب وأعادته إلى القاهرة..!!
عشرات الحوادث التي تزكم الأنوف في مواخير السياسة يمارسها الحكام الخليجيون ضد أبناء شعبهم قتلا وسجنا وتهجيرا وانتهاك لحقوق الإسلام والإنسان ، كلها لم تحرك شعرة من شوارب نقابة الإشراف ، وشعب البحرين العربي المسلم يذبح أمام أعينكم واعين الناس ولم يتدخل رجال الأزهر الحكوميين ولو بإعلان استنكار على الأقل …
هذا الخوف وهذا الرعيد والبريق ليس خوفا من الشيخ علي الكوراني….. ، ذلك الرجل الأشيب الذي جَنّدَ نفسه لخدمة أهل البيت{ع} إن سبب خوف الرجال المنتسبين إلى الأزهر والكادر الإعلامي والفرق الجاهزة للإعلام مع الإذاعات المصرية والسعودية والقطرية والحكومات العميلة كلها تعرف حقيقة الكوراني وتعرف شخصيته ومدى تأثيره ، حقيقة الأمر الكلام الذي حمله الكوراني ومحاضراته حول نسب الإمام المهدي {ع} ووجود مبنى بعنوان حسينية {هو سبب الرعب} الذي انتاب وعاظ السلاطين وعبيد الأمة ونبذة كتاب الله وعترته ، وتجار الدين بالجملة الذي حولوا الإسلام إلى بضاعة تباع وتشترى في سوق نخاستهم …
ويحق لي أن اسأل المشايخ والمحسوبين على هذا الخط السلفي الوهابي وعاظ السلطان المتلونين مع الرياح السياسية ، ماذا سيحدث لو إن السيد الخميني {قدس سره} كان حيا يرافقه وفد مؤلف من السيد محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر ومحمد باقر الحكيم رحمهم الله وقاموا بزيارة إلى مصر أو قطر وأقاموا مؤتمرا ينقل على الهواء مباشرة يتحدثون فيه عن تأثير الفكر الحسيني في الوجدان الشعبي وأهمية إحياء ذكره ، وعن الفكرة المهدوية في العقيدة الإسلامية ، اعتقد إن المؤتمر سيكون سببا في دخولكم ودويلة إسرائيل في إنذار عسكري يستوجب التدخل لإنقاذ مصر والسعودية وقطر من خطر الإسلام المحمدي..
فوا عجبـا من ميت يقاتل …. من ضريحه قاصما ليس ينهزم جنوده من دمعنا نبكي فننصره …. إن الدموع جيوشا ليس تنهزم إن كان قد كتموا صوت الزمان به… دماؤه الآن صوت والزمان فم