مجمع شهيد المحراب الثقافي .. واجهة عمرانية تليق باسم النجف الأشرف

749
20-8-2013-02
النجف الأشرف – الحكمة (خاص): محمد الشريفي، أمير رحيم

    عانت النجف الأشرف على مدى عقود من الزمن من الإهمال والتخريب والتهميش ، بعد أن أراد لها الظالمون أن تبقى بعيدة عن الواجهة ، فعمد البعثيون إلى إهمالها في محاولة بائسة منهم لجعلها مقبرة للأحياء كما هو شأنها مع الأموات ، لكن الإرادة الإلهية أبت ذلك فذهب كارهوها إلى مزبلة التأريخ وها هي اليوم ترتدي لباس العز والتألق ، حيث شهدت مدينة النجف خلال السنوات القليلة الماضية عملية أعمار وبناء واسعة ، لم تخلوا من الهفوات بالتأكيد لكن الحقيقة التي لا خلاف عليها هي أن النجف الأشرف تعيش حالة من التطور الذي لا يمكن إنكاره.

 ومن بين المعالم المهمة التي شيدت في النجف الأشرف خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام البائد هو (مجمع شهيد المحراب) الذي شيد على مساحة من الأرض بلغت (60000) متر مربع بعد أن تم استحصال موافقة مجلس الحكم حينها بضم الأرض التي تقع عليها مديرية بلدية النجف الأشرف إلى الأرض التي دُفن فيها السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) وذلك بالقرار المرقم 8848 في 23/10/2003.

20-8-2013-01

 فكرة المشروع لم تكن وليدة اللحظة التي استشهد فيها السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) بل أن السيد هو أول من خطط لإنشاء مجمع علمي ثقافي إيمانًا منه بضرورة أن تأخذ النجف الأشرف دورها الريادي كعاصمة للدولة الإسلامية وعليه فكان لابد من إيجاد مشروع يحقق لمدينة النجف الأشرف ذلك ، فوقع الاختيار على الأرض الواقعة في ساحة ثورة العشرين والتي كان النظام البائد ينوي بناء جامع عليها يحمل أسمه ، لتكون بذلك فكرة السيد محمد باقر الحكيم هي النواة الأولى لهذا المشروع. وبعد أن تم تخصيص المساحة بالفعل بات من الضروري التفكير وبجدية تامة بوضع تصميم يتناسب وما هو مطلوب في عملية البناء فكان ان تم التوصل لفكرة مقترح تقضي بالإعلان عن مسابقة لوضع تصميم خاص بالمشروع بغية الوصول لأفضل التصاميم التي يمكن أن تجود بها أفكار المهندسين والمكاتب الهندسية ، قبل أن يصدر مجلس الحكم العراقي وقت ذاك قرارًا بتاريخ 15/11/2003 يقضي بتكليف وزارة الأعمار والإسكان بإعداد التصاميم الخاصة بالمشروع وبعد تشكيل لجنة خاصة بذلك تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين اللجنة الخاصة بوزارة الإسكان واللجنة المكلفة بالإشراف على المشروع لتتولى بدورها إعداد التصاميم والإشراف المباشر على المشروع وهو ما تحقق لاحقًا بالفعل لتبدأ المباشرة الفعلية بتشييد هذا الصرح العملاق في عام 2006، طبعًا المشروع ماكان له أن يصل لمبتغاه لولا التعاون الكبير الذي أبدته دوائر الدولة في النجف الأشرف مثل مديرية بلدية النجف ودائرة الكهرباء في المحافظة ودوائر وزارة الإسكان في محافظة النجف الأشرف.

20-8-2013-07

 أما النقطة المهمة واللافتة في الأمر هي أن إدارة المشروع آثرت الاعتماد الكلي على اليد العاملة في النجف الأشرف باستثناء بعض الاختصاصات غير المتوافرة في المحافظة حتى أن عدد العاملين في هذا المشروع بلغ 200 عامل ، طبعًا لا يمكننا التغاضي عن القيمة الفعلية للمشروع الذي يعد بحق أحد أهم المشاريع الثقافية في العرق التي أنشأت خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام البعثي البائد. المشروع يحتوي على مدرستين دينيتين تستوعب الواحدة منه 1500 طالب بالإضافة إلى مسجد يتسع لأكثر من 12000 ألف مصلِ وجامعة للعلوم الإسلامية أما من الناحية العمرانية فالمشروع يمثل واجهة حضارية وعمرانية كبرى في مركز المدينة يتناسب والقيمة العلمية لمدينة النجف الأشرف.

20-8-2013-04

20-8-2013-06

20-8-2013-08

20-8-2013-05

20-8-2013-03

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*