استخدام مستخلصات المسواك كوسيلة بديلة لمنع مرض تسوس الأسنان
عدي الذبحاوي
إن تسوس الأسنان من المواضيع المهمة والتي تحتل الصدارة في اهتمام الباحثين في مجال طب الأسنان، ويعد هذا المرض مشكلة بالغة الصعوبة تواجه ذوي الإختصاص. يحدث المرض بسبب نشاط الجراثيم الموجودة في الفمORAL) FLORA)، ومن أهم تلك الجراثيم المكورات السبحية (STREPTOCOCCUS MUTANS). تنتشر هذه الجراثيم بشكل واسع في الطبيعة، فهي موجودة في الحليب ومشتقاته، والغبار والماء والخضر والسبيل المعوي للحيوانات وكذلك الإنسان، وهذه الجراثيم موجبة لصبغة كرام، غير منحركة، غير مكونة للأبواغ، وهي من الجراثيم الشرهة التي تحتاج إلى الدم أو مصل الدم لكي تنمو، تترتب هذه الجراثيم بهيئة سلاسل وتنقسم هذه المكورات بمستوى عمودي على المحور الطولي للسلسلة ويختلف عدد هذه الجراثيم اختلافاً معنوياً بين الأطفال الذين يعانون من تسوس الأسنان والأطفال الأصحاء.
تلتصق هذه الجراثيم على سطح السن بعد تحويل مركبات الدكستران DEXTRAN)) وهي مركبات عديدة السكريات POLYSACHARIDES)) تحيط بهذه الجراثيم على هيئة محفظة تساعدها على الإلتصاق بسطح السن، تعمل هذه الجراثيم على تحويل السكروز وباقي السكريات القابلة للتخمر إلى الدكستران بفعل إنزيم (GLYCOSYLTRANSFERASE).
يعد سكر السكروز من أهم السكريات التي لها علاقة وثيقة بتسوس اللأسنان والسبب في ذلك هو إن السكروز يعمل على زيادة نفاذية الصفيحة الجرثومية (DENTAL PLAQUE) فضلاً عن كونه سكر قابل للتخمر. ومن جهة أخرى تعمل هذه الجراثيم على تخمير هذا السكر وانتاج حوامض ومن بينها حامض اللاكتيك (LACTIC ACID) وتختلف حساسية الأسنان لفعل هذه الحوامض.
إن إنتاج حامض اللاكتيك بكميات كبيرة من بقايا الكاربوهيدرات القابلة للتخمر يحث التغير البيئي في الصفيحة السنية مع ازدياد في إعداد جرثومة (STREPTOCOCCUS MUTANS) يرافق ذلك حصول زيادة في فقدان المعادن الميناء وتكوين تجاويف، تبدأ هذه التجاويف بمساحات صغيرة بيضاء عديمة الألم خالية من المعادن ثم تتسع خلال العاج واللب مكونة تجاويف مع ظهور صبغات مائلة إلى اللون البني وحالما يصل التسوس إلى العاج يظهر الألم بسبب التحفيز الحراري وتناول الحلويات أو الطعام أو الشراب الحامض.
استعمل المسواك (MISWAK) منذ زمن البابليين (7000 سنة ق.م) وقد انتشر استعماله لدى الرومان والإغريق وكذلك المصريين القدماء، ويستعمل حالياً في المجتمعات الإسلامية وغيرها ومن هذه المجتمعات الهند والباكستان والدول العربية فضلاً عن بعض الدول الأفريقية، وتشير كلمة مسواك (آراك، سواك) بالعربية (عود تنظيف الأسنان)، أما بالإنكليزية فيشيرهذا الإسم إلى (فرشاة الأسنان الطبيعية) يتم تقطيع ساق أو جذر هذا النبات (SALVADORA PERSICA) إلى قطع بطول (15 ـ 20) سم وتستعمل هذه القطع للتنظيف، وقد وضعت عدة تفسيرات لآلية عمل المسواك منها:
-
التأثير الميكانيكي للألياف.
-
احتواءه على عدد من المركبات الكيمياوية المثبطة لنمو الجراثيم.
-
التأثيران (1و 2) معاً، فضلاً عن ترك السواك لفترة (5 ـ 10) دقائق في الفم يحفز إفراز اللعاب وبالتالي يتم الحصول على نتائج أفضل لتنظيف الأسنان.
المصدر: مجلة ينابيع – العدد (6)