صلاة أول ليلة من شهر رجب المرجب وصلوات باقي الليالي

486

2215445652

فيما نذكره من صلاة أول ليلة من شهر رجب والدعاء بعدها نقلناه من كتاب المختصر من كتاب المنتخب ، فقال ما هذا لفظه : تصلي أول ليلة من رجب عشر ركعات مثنى مثنى ، وتقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة، و ( قل هو الله أحد ) مائة مرة ، وتقول سبعين مرة : اللهم إني أستغفرك لما تبت إليك منه ، ثم عدت فيه ، وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثم لم أف لك به ، وأستغفرك لما أردت به وجهك الكريم وخالطه ما ليس لك ، وأستغفرك للذنوب التي قويت عليها بنعمتك وسترك ، وأستغفرك للذنوب التي بارزتك بها دون خلقك ، وأستغفرك لكل ذنب أذنبت ولكل سوء عملت . وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ، غافر الذنب وقابل التوب ، استغفار من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا إلا ما شاء الله . وتقول بعد ذلك : سبحانك بما تعلم ولا أعلم وسبحانك بما تبلغه أحكامك ولا أبلغه ، وسبحانك بما أنت مستحقه ولا يبلغه الحيوان من خلقك ، وسبحانك بالتسبيح الذي يوجب عفوك ورضاك ، وسبحانك بالتسبيح الذي لم تطلع عليه أحدا من خلقك ، وسبحانك بعلمك في خلقك كلهم ، ولو علمتني أكثر من هذا لقلته . اللهم لا خراب على ما عمرت ، ولا فقر على ما أغنيت ، ولا خوف على من أمنت ، وأنا بين يديك وأنت عالم بحاجتي ، فاقضها يا أرحم الراحمين ، اللهم يا رافع السماء في الهواء ، وكابس الأرض على الماء ، ومنبت الخضرة بما لا يرى ، صل على محمد وعلى آل محمد ، وافعل بي ما أنت أهله ، ولا تفعل بي ما أنا أهله يا أرحم الراحمين . اللهم إني عبدك وابن عبدك ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي . اللهم رحمتك أرجو يا الله يا رحمان يا رحيم يا ذا الجلال والاكرام ، اللهم خشعت الأصوات لك وضلت الأحلام فيك ، وضاقت الأشياء دونك ، وملأ كل شئ نورك ، ووجل كل شئ منك ، وهرب كل شئ إليك ، وتوكل كل شئ عليك . أنت الرفيع في جلالك ، وأنت البهي في جمالك ، وأنت العظيم في قدرتك ، وأنت الذي لا يؤدك شئ ، وأنت العلي العظيم ، يا غافر زلتي ، ويا قاضي حاجتي ، ويا مفرج كربتي ، ويا ولي نعمتي ، أعطني مسألتي لا إله إلا أنت . أصبحت وأمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من سيئات أعمالي ، وأستغفرك من الذنوب التي لا يغفرها غيرك ، فاغفر لي وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين ، يا من هو في علوه دان ، وفي دنوه عال ، وفي إشراقه منير ، وفي سلطانه عزيز ، ائتني برزق من عندك ، لا تجعل لأحد علي فيه منة ، ولا لك في الآخرة علي تبعة إنك أرحم الراحمين . اللهم إني أعوذ بك من الحرق والشرق والهدم والردم ، وأن اقتل في سبيلك مدبرا أو أموت لديغا ، اللهم إني أسألك بأنك ملك ، وأنك على كل شئ مقتدر ، وما تشاء من أمر يكون ، أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وأن تفرج عني وتكشف ضري ، وتبلغني امنيتي ، وتسهل لي محبتي ، وتيسر لي إرادتي ، وتوصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا ، وتجمع لي خير الدنيا والاخرة برحمتك يا أحرم الراحمين . وتقول بعد ذلك وفي كل ليلة من ليالي رجب : لا إله إلا الله ألف مرة .

فصل ( 8 ) فيما نذكره من صلاة اخرى في اول ليلة من رجب وثوابها وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويا عن النبي عليه أفضل الصلوات ، قال عليه السلام : ما من مؤمن ولا مؤمنة صلى في أول ليلة من رجب ثلاثين ركعة ، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و ( قل يا أيها الكافرون ) مرة ، و ( قل هو الله أحد ) ، ثلاث مرات إلا غفر الله له كل ذنب صغير وكبير ، وكتبه الله من المصلين إلى السنة المقبلة ، وبرئ من النفاق .

فصل : في صلاة اخرى في أول ليلة من رجب : ورأيت في كتاب روضة العابدين المقدم ذكره صلاة في أول ليلة من رجب ، ذكر لها فضلا نذكر شرحها ، قال : عن النبي صلى الله عليه وآله : من صلى المغرب أول ليلة من رجب ثم يصلي بعدها عشرين ركعة ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و ( قل هو الله أحد ) مرة ، ويسلم بعد كل ركعتين ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتدرون ما ثوابه ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فان الروح الأمين علمني ذلك ، وحسر رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذراعيه وقال : حفظ والله في نفسه وأهله وماله وولده ، واجير من عذاب القبر ، وجاز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب.

فصل : في صلاة أخرى في اول ليلة من رجب : رأيناها في كتاب روضة العابدين المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله يقول : من صلى ركعتين في أول ليلة من رجب بعد العشاء يقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب ، و ( ألم نشرح ) مرة : و ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات ، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب ، و ( ألم نشرح ) مرة ( وقل هو الله أحد ) والمعوذتين . ثم يتشهد ويسلم ، ثم يهلل الله تعالى ثلاثين مرة ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله ثلاثين مرة ، فانه يغفر له ما سلف من ذنوبه ، ويخرجه من الخطايا كيوم ولدته أمه.

فصل : فيما نذكره من صلاة ركعتين لكل ليلة من رجب : رواها عبد الرحمان بن محمد بن علي الحلواني في كتاب التحفة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من صلى في رجب ستين ركعة في كل ليلة منه ركعتين ، يقرأ في كل ركعة منهما فاتحة الكتاب مرة و ( قل يا أيها الكافرون ) ثلاث مرات ، و ( قل هو الله أحد ) مرة . فإذا سلم منهما رفع يديه وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، وإليه المصير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، النبي الامي وآله . ويمسح بيديه وجهه ، فان الله سبحانه يستجيب الدعاء ويعطي ثواب ستين حجة وستين عمرة .

اقول وجدت في بعض كتب عمل رجب صلاة في أول ليلة من الشهر ، فرأيت أن ذكرها في أول ليلة أليق بها لأنها ليلة تحيى بالعبادات فيحتاج إلى زيادة الطاعات ، ولأن الانسان ما يدري إذا أخر هذه الصلاة عن أول ليلة هل يتمكن منها في غيرها أم لا ، وهذه الصلاة تروى عن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من صلى ليلة من ليالي رجب عشر ركعات ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات ، غفر الله تبارك وتعالى له كل ذنب عمل وسلف له من ذنوبه ، وكتب الله تبقارك وتعالى له بكل ركعة عبادة ستين سنة ، وأعطاه الله تعالى بكل سورة قصرا من لؤلؤ في الجنة ، وكتب الله تعالى له من الأجر كمن صام وصلى وحج واعتمر وجاهد في تلك السنة وكتب الله تعالى له إلى السنة القابلة في كل يوم حجة وعمرة ، ولا يخرج من صلاته حتى يغفر الله له . فإذا فرغ من صلاته ناداه ملك من تحت العرش : استأنف العمل يا ولي الله فقد أعتقك الله تعالى من النار ، وكتبه الله تعالى من المصلين تلك السنة كلها ، وإن مات فيما بين ذلك مات شهيدا ، واستجاب الله تعالى دعاءه ، وقضى حوائجه ، واعطاه كتابه بيمينه ، وبيض وجهه ، وجعل الله بينه وبين النار سبع خنادق.

ذكر صلاة اخرى في ليلة من رجب : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من قرأ في ليلة من شهر رجب ( قل هو الله أحد ) مائة مرة في ركعتين ، فكأنها صام مائة سنة في سبيل الله ، واعطاه الله مائة قصر في جوار نبي من الانبياء عليهم السلام .

وأعلم أن الذي تجده في كتابنا هذا من فضل صلوات في ليالي رجب وليالي شعبان وفضل صوم كل يوم من هذين الشهرين وتعظيم الثواب والاحسان بكله مشروط بالاخلاص ، ومن جملة اخلاص اهل الاختصاص الا يكون قصدك بهذا العمل مجرد هذا الثواب بل تعبد به رب الارباب ، لانه اهل لعبادة ذوي الالباب ، وهذه عقبة صعبة تبعد السلامة منها . ومنها : ان لا تعجبك نفسك بعمل ولا تتكل على عملك ، فانك إذا فكرت فيما عمل الله جل جلاله معك قبل ان يخلقك من عمارة الدنيا لمصلحتك وقد خلق آدم عليه السلام الى زمان عبادتك ، وما تحتاج ان يعمله جل جلاله معك في دوام آخرتك ، رأيت عملك لا محل له بالنسبة الى عمله جل جلاله معك وإذا وجدت في كتابنا ان من عمل كذا فله مثل عمل الانبياء والأوصياء والشهداء ، والملائكة عليهم السلام ، فلعل ذلك انه يكون مثل عمل أحدهم ، إذا عمل هذا الذي يعمله دون سائر اعمالهم ، أو يكون له تأويل آخر على قدر ضعف حالك وقوة حالهم . فلا تطمع نفسك بما لا يليق بالانصاف ولا تبلغ بهاما لا يصح لها من الاوصاف ، ولا تستكثر الله جل جلاله شيئا من العبادات ، فحقه اعظم من ان يؤديه أحد ، ولو بلغ غايات ويقع الطاعات لك دونه جل جلاله في الحياة بعد الممات .

عن – إقبال الأعمال – للسيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 175.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*