بغداد تدفعُ بقوات الصحوة من جديد إلى خط مواجهة القاعدة

338

 TO GO WITH AFP STORY BY NAFIA ABDUL JABBAR Armed Sahwa or "Awakening" militiamen, former Sunni rebels who sided with US soldiers against Al-Qaeda during Iraq's brutal insurgency, sit on their vehicles in the northern city of Samarra on August 21, 2010. Known as the "Sons of Iraq" by the US army that financed them, the former rebels fear the exit of thousands of US troops will herald a surge in bloody revenge attacks against them. AFP PHOTO/MAHMUD SALEH (Photo credit should read Mahmud Saleh/AFP/Getty Images)

    تزامنا مع انطلاق عملية عسكرية هي الاكبر منذ انسحاب القوات الاميركية في نهاية 2011، تسعى سلطات العراق إلى تجنيد عشرة آلاف مقاتل جديد للانخراط في قوات الصحوة التي تضم حاليا نحو 44 الف مقاتل، وذلك بعد الاقتناع بأن الصحوة هي الأقدر على التصدي للقاعدة.

     تعيد السلطات العراقية احياء مشروع قوات الصحوة السنية الذي بدأته القوات الاميركية لمحاربة تنظيم القاعدة، في محاولة للحد من تدهور الاوضاع الامنية التي دفعت البلاد للانزلاق نحو اسوأ اعمال عنف تشهدها منذ سنوات.وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي في تصريحات لوكالة فرانس برس “الصحوة حققت انتصارات على القاعدة، وعلى هذا الاساس نفكر باعادة احيائها خصوصا بعد ان بدأت تنشط عقب الاعتصامات”.وأضاف ان “القوات الجديدة ستكون اكثر تنظيما، وتتلقى تدريبا اكبر، وبفئات عمرية محددة لا تتجاوز الاربعين عاما”.وذكر مسؤول ان الخطوة التي تاتي تزامنا مع انطلاق عملية عسكرية عراقية هي الاكبر منذ انسحاب القوات الاميركية في نهاية 2011، تنص تحديدًا على تجنيد عشرة آلاف مقاتل جديد للانخراط في قوات الصحوة التي تضم حاليا نحو 44 الف مقاتل.

     وتشهد البلاد منذ مطلع العام 2013 تصاعدا لأعمال العنف العشوائية اليومية حيث قتل ما مجموعه 3507 أشخاص اي بمعدل 15 شخصًا يوميًّا، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.

     وتشمل هذه الهجمات التي يقودها تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، وميليشيات اخرى مناهضة للحكومة، تفجيرات تستهدف المقاهي والحدائق والملاعب والمساجد والحسينيات، اضافة الى المؤسسات الحكومية وعلى راسها السجون.في موازاة ذلك، يعيش العراق على وقع ازمات سياسية متلاحقة، افضت الى اعتصامات سنية مناهضة لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، المتهم من قبل خصومه بالتفرد بالحكم وتهميش الجماعات الاخرى.ويرى خزاعي ان تنظيم القاعدة “وجد طريقه للظهور من خلال الاعتصامات (…) ولذلك قررنا مساندة رجال العشائر مرة ثانية في المناطق الساخنة، في الموصل كركوك وديالى وحزام بغداد”.

    وتأتي هذه الخطوة المحورية بحسب قادة وشيوخ في قوات الصحوة، لقناعة الحكومة بالدور الذي لعبته هذه القوات ابان مرحلة العنف الطائفي بين عامي 2006 و2008، وفي وقت تعرقل الخلافات السياسية تعيين وزيري الداخلية والدفاع في الحكومة.وكانت قوات الصحوة تشكلت تحديدا في ايلول/سبتمبر 2006، في محافظة الأنبار غرب العراق، واستطاعت طرد الغالبية العظمى من تنظيم القاعدة خارج المحافظة التي تسكنها غالبية من السنة، ولكن القاعدة استمرت باستهداف عناصر هذه القوة بشكل متكرر رغم تراجع قوتها.وكانت الحكومة العراقية قررت زيادة رواتب عناصر الصحوة استجابة لأحد المطالب التي رفعها المحتجون ضد الحكومة في المحافظات السنية.ويرى الشيخ عبد الكاظم رشيد يوسف قائد صحوة التاجي (40 كلم شمال بغداد) لفرانس برس ان “الحكومة قررت احياء مشروع الصحوات بعد ان احست باختلال الوضع الامني وعودة الارهاب بشكل كبير”.

     ويقول من جهته الشيخ وليد العايش شيخ عشيرة البو فراج والمقيم في منطقة العبايجي (شمال التاجي) التي كانت اخطر معاقل القاعدة، ان تردي الاوضاع الامنية جاء بعدما “قررت الحكومة دمجها في المؤسسات المدنية، وتركت مواقعها خالية في حين هم اعرف الناس بمناطقهم”.ويشير الى ان “الدولة انتبهت لهذا الخلل بعدما عجزت عن ضبط الامن، والآن بدأت تستقبل أعدادًا جديدة”.ويؤكد ضابط عسكري رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه المباشرة بتدريب ألفي عنصر جديد في مراكز تدريب في وزارتي الداخلية والدفاع، مضيفا ان “عددًا من هؤلاء باشروا بالعمل فعلا في بعض المناطق التي تشهد اعمال عنف متكررة شمال بغداد”.

    وبعيد مغادرة القوات الاميركية للبلاد التي اجتاحتها في العام 2003 مطلقة شرارة اعمال عنف لم تتوقف منذ ذلك الحين، قامت الحكومة بدمج نحو سبعين بالمئة من قوات الصحوة التي بلغ عديدها في السابق مئة الف مقاتل في مؤسسات مدنية لإنهاء هذا المشروع.

      وفي وقت تعيد الحكومة العراقية حساباتها حيال هذا الأمر فإن مراقبين يرون في سعيها لضخ دماء جديدة في قوات الصحوة وإعادة إحياء مشروعها بقوة، خطوة مهمة نحو استعادة الامن أولا ونحو توفير فرص عمل للسنة الغاضبين من الحكومة من جهة اخرى.ويقول الشيخ نديم حاتم سلطان زعيم قبيلة بني تميم الذي يسكن في منطقة التاجي أنه “بعد تولي القوات العراقية المسؤولية من القوات الاميركية وتشكيل قوات عسكرية كبيرة، شعرت الحكومة انها لا تحتاج الى العشائر ولا الى قوات الصحوة فأهملتها”.

    ويتابع الشيخ الذي استضاف مؤخرا عددا كبيرا من شيوخ العشائر السنية وكبار القادة الامنيين برعاية وزارة الداخلية العراقية “لا بد ان يصحح هذا الخطأ”.

أ. ف. ب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*