قرار مجلس المحافظة بخصوص (باجات) دخول المدينة القديمة بين الرفض والقبول

471
25-801
النجف الأشرف – الحكمة (الخاص): محمد الشريفي

    منذ سقوط النظام البعثي البائد والعراق والمواطن العراقي يعيش حالة من انعدام الأمن والأمان جراء العمليات الإرهابية التي تستهدف أبناءه في عموم محافظات العراق ، ولم تبقى محافظة أو مدينة عراقية مهما كبرت أو صغرت إلا وطالتها يد الإرهاب !

 ومن بين هذه المدن والمحافظات محافظة النجف التي لم تسلم هي الأخرى من العمليات الإرهابية التي تطالها بين الحين والحين ، لكن ومن منطلق الأمانة الصحفية فالأجهزة الأمنية في النجف تبذل جهودًا استثنائية في محاولة بسط الأمن الأمر الذي جعل من هذه المحافظة واحدة من أقل محافظات العراق تعرضًا للعمليات الإرهابية وهذه حقيقة لابد من نقلها بأمانة وتجرد ، لكن ما يعاب على الخطط الأمنية التي تضعها الجهات الأمنية المختصة هي عمليات القطع المستمرة للمدينة القديمة ، الأمر أثار سخط أهالي المدينة القديمة وتذمرهم الدائم جراء تلك الإجراءات حتى وإن كانت تهدف إلى حمايتهم.

25-8

 وهذا الحال دفع مجلس محافظة النجف مؤخرًا إلى إصدار قرار يقضي بإصدار باجات خاصة لأهالي المدينة القديمة يتيح لهم الوصول إلى مناطق سكناهم بسهولة ويسر ، وهنا السؤال : هل أن خطوة مثل هذه يمكن أن تتسبب بخروقات أمنية لا نتمناها أم أن المسألة طبيعية ومحسوب فيها حساب الصغيرة قبل الكبيرة ؟ خطوة جريئة البداية كانت مع المواطن حسين طالب صاحب محل لبيع المواد الغذائية والذي قال : كما تعلمون ويعلم الجميع إن القطع الذي عادة ما يطال شوارع المدينة القديمة يتسبب بإزعاجات كبيرة لسكان المدينة القديمة وأنا وحد منهم ، فعندما تتم عملية القطع يصبح من المستحيل إدخال سيارتك والوصول بها إلى محل إقامتك وعملية مثل هذه تتطلب جهدًا استثنائيًا وأما تفلح في تحقيق الهدف أو تفشل في ذلك ! لذلك أعتقد أن إقدام مجلس محافظة النجف الأشرف على إصدار قانون يتم بموجبه منح باجات خاصة لأهالي المدينة القديمة إنما هو خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح وأعتقد أنه كان بالإمكان الإقدام على مثل هذه الخطوة منذ زمن بعيد.

 أما المواطن حيدر سعدون وهو من أهالي المدينة القديمة وصاحب معمل حلويات أيضًا فيقول : في الحقيقة لا أدري ماذا أقول لك فالعملية تحتمل الجانبين السلبي والإيجابي ، فمن جهة هي تسهل انسيابية دخول أبناء المدينة القديمة إلى محل إقامتهم وأماكن سكناهم ومن جهة أخرى هي أنها قد تعرض حياتهم للخطر في حال تم اختراق ذلك الإجراء لذا فأنا محتار فعلًا ماذا أقول لك فقط أتمنى أن تكون الجهات الأمنية قد وضعت كل الاحتمالات في حساباتها لأن حياة الناس أغلى وأهم من عملية الدخول والخروج إلى المدينة القديمة . لماذا التفريق ؟

 المواطن صفاء كاظم جلوّ ويعمل سائق تكسي فيقول : أتمنى أن لا تفسر كلماتي على إنها إساءة لجهة معينة لكن الحقيقة هي أن مجلس المحافظة بقراره هذا إن تم تنفيذه فهو إنما يجامل سكان المدينة القديمة وإلا فلماذا يقتصر الدخول على أصحاب الباجات من سكان المدينة القديمة خصوصا وإننا سمعنا أن هناك أكثر من خمسة عشر ألف باج سيصدر مخصص لسكان المدينة القديمة فماذا بقي ولماذا لا يسمح للجميع بالدخول مع اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لذلك ؟ فأنا على سبيل المثال أعمل سائق تكسي فكيف أستطيع أن أوصل المواطن الساكن في المدينة القديمة إلى محل سكنه ما لم أتمكن أنا من الدخول؟ وهل سيعني هذا أن هناك باجات خاصة لسواق التاكسي الساكنين في المدينة القديمة ؟ نتمنى أن يكون هناك إنصاف في هذا الجانب وأن تراعا حقوق الناس بالكامل.

25-8-0

 متحدث آخر هو الحاج هلال جبر بريهي أضاف على من سبقه القول : بالتأكيد إن القرار الأخير الذي أقدم عليه المسؤولون في مجلس محافظة النجف الأشرف إنما هو قرار صائب ونحن بدورنا نشكرهم عليه لأنه يصب بمصلحة سكان المدينة القديمة وهذا حق مشروع لنا ، أما آخر المتحدثين فهو جعفر مديد رشيد الطرفي ويعمل معلم فيقول : بلا أدنى شك فإن القرار الأخير الذي تم الحديث عن استصداره من قبل الأخوة في مجلس محافظة النجف الأشرف إنما هو قرار صائب 100/100 بعد المعاناة التي أصبحنا نواجهها كسكان للمدينة القديمة في المحافظة لكن علينا في نفس الوقت أن نبدي أفضل صور التعاون مع الجهات الأمنية المسؤولة عن حماية المواطن النجفي من خلال مراقبة الغرباء الذين يدخلون إلى المدينة القديمة في حالات القطع والإبلاغ عن أي أمر مثير للريبة لأن ذلك أمر لا مجاملة فيه إطلاقًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*