حوار مع الناشط الإعلامي النيجيري عمار أحمد آدم حول أحداث شيعة نيجيريا
685
شارك
الحكمة – متابعة: أدناه مقتطفات من حوار مع الناشط الإعلامي النيجيري عمار أحمد آدم حول أحداث شيعة نيجيريا
نرحب بكم أستاذ عمار أحمد آدم ويسعدنا قبولكم الدعوة
س: هل ممكن أن تحدثنا عن حقيقة ما جرى في نيجيريا؟
ج: بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين. وبعد:
كما هو مشاهد ومعروف للجميع الوضع الإقليمي وبالأخص الدول الاسلامية أو التي فيها تواجد إسلامي ملحوظ، وكذلك الوضع العالمي والقوة الكبرى ومساعي الهيمنة المسعورة لهذه القوى والأدوات والأساليب التي تستفيد منها. وبالخصوص تلك التي تتمثل ببعض الدول العربية أو المنظمات الدينية المتطرفة وغيرها كثير من أدوات الشيطنة، من حيث تعلم أو لا تعلم! وانطلاقا من هذا الواقع يمكن معرفة الوضع في نيجيريا وتحليل الأحداث فيها، وفي غيرها.
إن هذا الاعتداء على الحركة الاسلامية في نيجيريا ليس هو الأول من نوعه إلا أن هذا كان الأفظع، فمنذ أن تصدى الشيخ ابراهيم يعقوب الزكزاكي حفظه الله للعمل الدعوي في البلاد ودعوة المجتمع إلى الوعي بماضيه و حاضره والتحاكم إلى الإسلام بمعنى التسليم لشرع الله القويم وهذا يختلف من معنى تطبيق الشريعة التي ينادي بها الفكر السلفي حيث أن التراث هو الحاكم، بل القصد هو القناعة والبرهان الذي يتحاكم إليه كل ذو عقل سليم من مبادئ الإسلام الأصيل، منذ ان كان طالبا جامعيا في جامعة (أحمد بللو زاريا) و كان مسؤول ومدير العلاقات الدولية لاتحاد الطلاب المسلمين في نيجيريا، فيها حوالي العام 1976- 1979م ومن هذا التاريخ إلى الآن تعرض الشيخ للاعتقال عدة مرات وسجن فيها بما يساوي في مجموعه تسعة سنوات من عمره الشريف، دون آخر اعتقال الذي هو فيه الآن، بالإضافة إلى عدة اعتداءات مرت على أتباع الحركة و أشهرها التي كانت في بداية التسعينات وفيها أشهر شهيد معروف على مستوى الحركة و هو الشهيد (ابوبكر مدوماوا) وقبله أيضا كان هناك شهيد للحركة إلا أنه كان غير مشهور مثل الأخير. و توالت الأحداث على الحركة وسقط جراء ذلك العديد من الشهداء، ما حدا بالحركة إلى تأسيس مؤسسة الشهداء لتكفل أبناء و ذوي الشهداء، وقد بلغ عدد المسجلين في هذه المؤسسة من الشهداء أكثر من مائة شهيد وليس أخرهم أبناء الشيخ الثلاثة مع كوكبة أخرى من الإخوة المؤمنين الذي تجاوز عددهم الثلاثين شهيدا في اعتداء عام ألفين وأربعة عشر 2014م في مسيرة يوم القدس العالمية في أخر جمعة من رمضان 1435هـ ثم امتدت وتوالت الاعتداءات بعدها في محرم السنة التالية خصوصا في منطقة فتسكوم التابعة لولاية دماتورو في شمال البلاد بتفجير انتحاري راح ضحيته أكثر من عشرين شهيد، ثم أحداث تفجير انتحاري آخرفي مسيرة الأربعين في العام التالي، والذي أستشهد فيه أكثر من عشرين شهيدا أيضا. ثم اعتداء آخر في إحدى القرى من ضواحي منطقة زاريا قبل فاجعة زاريا الأخيرة بأيام قليلة حتى أنهم روجوا ضمن إشاعاتهم الأولية بعد الاعتداء الأخير أن الشيعة بصدد الانتقام لإخوتهم في تلك القرية وعليه أقدموا على التخطيط لاغتيال القائد الأعلى للجيش النيجيري الجنرال تكر بُرتاي ولذا رد عليهم الجيش كخطوة استباقية لردع العدوان. إلا أن هذه الإشاعة لم تدم طويلا حتى استبدلت بذريعة سد الطريق على موكب الجنرال، إلى دعوى حمل السلاح في وجه الجيش أو الاعتداء باليد على أفراد موكب الجيش خصوصا الضابط المسؤول عن الحماية في الموكب ما أدى إلى الأمر بإطلاق النار من أجل الحماية والتأمين لقيادة الجيش !!! ومن ثم امتدت العمليات إلى إطلاق النار على المتواجدين حول الحسينية وداخلها وصولاً إلى منزل الشيخ الذي حوصر على مدى ثلاثة أيام وتم تصفية كل من فيه من حماية وأفراد من المؤمنين الذين اعتصموا بالبيت متضامنين مع الشيخ من خلص أتباعه وطلابه المخلصين ومنهم الأخ محمد محمود توري أمير الإخوة المؤمنين بولاية كانو. ومن ثم الوصول إلى المنطقة التي كان الشيخ يحتمي فيها هو وأبناؤه وزوجته وعدد من المؤمنين الذين بقوا في البيت، وقد اهتدى أفرد الجيش المعتدي إلى مكان احتماء الشيخ عن طريق أحد الأفراد الجواسيس الذي كان يعمل كمتطوع في أفراد الحماية أي (الحرس) حيث أتى بأفراد من الأمن وأشار إلى مكان الشيخ فقاموا بإطلاق النار على كل من كان بالمكان وأخرجوا الشيخ مع أبنائه وزوجته وأطلقوا النار على أبنائه أمام عينه !!! وأردوهم قتلى كذلك أطلقوا النار على زوجته زينة الدين، وعليه في أخر المطاف والظاهر أنهم اعتقدوا أنه قد أستشهد في أول الأمر. هذا التفصيل الأخير نقل عن لسان الشيخ نفسه عندما تمكن المحامون الموكلون للدفاع عنه من زيارته واللقاء معه بعد السماح لهم بذلك بعد ممانعة شديدة من قبل السلطة وكان برفقتهم مندوب من المؤمنين من أتباع الشيخ القائد. يستطيع الإنسان أن يلاحظ مستوى الحقد الشديد في تصرفات أفراد الجيش وقصد الأذية الروحية والبدنية للشيخ وأبنائه بطريقة القتل الفظيع التي نفذت أمام عينه على أهل بيته وأتباعه. ألا لعنة الله على الظالمين.
س: بعد المجزرة تم تغييب سماحة الشيخ ابراهيم الزكزكي عن الأنظار مع العلم أنه أصيب أثناء الهجوم على بيته بإطلاق نار فكيف هو وضعه الصحي؟
ج: كما أشرنا أعلاه أنه تمكن أفراد من أسرة الشيخ من زيارته بعد مرور شهرين من المجزرة، ونقلوا أخبارا عن صحته حيث استمر اللقاء بينهم لمدة. وفي يوم الجمعة الموافق 1/4/ 2016م، استطاع محاموه برفقة الأخ الشيخ عبد الرحمن يولا أمير الإخوة المؤمنين بولاية يولا شمال شرق البلاد من اللقاء معه أيضا للمرة الثانية بعد ممانعة تعسفية من جهة السلطة كما أشرنا سلفا، وفي هذا اللقاء نقل عن الشيخ القائد ما جرى من أحداث محاصرته !!! واعتقاله. والذي نقلوه عن صحته أنه في وضع لا يحسد عليه، إلا أن الوضع بالمقارنة بوضعه بعد الاعتقال هو أحسن حالا بالمقارنة بالأول وأنه في طور التحسن بشكل أفضل.
س: هناك بعض الأخبار تشير إلى أن سبب هذه المجزرة التي ارتكبتها السلطات النيجيرية ضد اتباع أهل البيت عليهم السلام، هو أن سماحة الشيخ الزكزكي طلب من حكومة بلاده قطع العلاقة مع اسرائيل!! فما هو ردكم عن هذه الأخبار ؟
س: أولا من المعروف أن العلاقة بين الشيخ الزكزكي وكل الإدارات الحاكمة في البلاد لا تعدو من كونه عالم دين له أتباع في البلد” وليس له في اعتبار الدولة أي سلطة أو اعتبار ولو على مستوى الاستشارة ” فقط له كواعظ ديني، أن ينصح أو يوجه حسب رؤيته الدينية الدولة أو بعض مسؤولي الدولة من باب النصح والإرشاد الديني لا غير أو يتكلم مع أتباعه لا أكثر، وعليه على فرض صحة هذا القول، مع أنه حسب حد علمي لم أسمع بهذه الإشاعة لا من قريب ولا من بعيد مع تتبعي لجميع ما تشيعه الحكومة حول الحركة، أنا وجمع كبير من الإخوة نرصد كل ما يجري من الطرفين إلا أنه لم أقف على هذا القول، و لكن على فرض الصحة !!! نحن لم نقف على تبرير للسلطة الحاكمة بالبلد تدعي فيه أو تشيع كما هو أسلوبها في الآونة الأخيرة عن طريق المناوئين من السلفية وبعض الأحزاب والطرق الصوفية والتي هي في الواقع قليلة من حيث العدد والجمعيات الدينية أو حتى بعض المقربين من المخالفين، أن سبب الاعتداء على الحركة هو طلب قائدها من الحكومة أن تقطع علاقتها مع اسرائيل أو غيرها من الدول !!! وإنما أكبر اتهام طال الحركة هو أنها دولة داخل دولة !!!. ثم إن هذه التهمة أقصد النصح بقطع العلاقة مع اسرائيل من قبل الشيخ لا يكفي مبررا بنظري القاصر لأن يتبناه الجيش لتبرير حملة الإبادة الجماعية التي قام بها! لعل أحدا يقول إن بعض المبررات التي قدمها الجيش هي أتفه من هذه !!! أقول نعم لكن هذه المبررات لها على أقل تقدير صلة بالجيش مباشرة أو بالأمن العام، من سد الطريق إلى التعدي بالضرب وتهديد أمن وسلامة أفراد الجيش والتعدي على حقوق الأخرين أو القول إن الحركة دولة داخل دولة!!! أو غيره مما له صلة بالأمن العام أو الخاص، وليس هو من جنس مطالب موقفية سياسية لا تمس الأمن العام أو الخاص بشيء.
س: أشيع في الأعلام أن المنتمين للحركة الاسلامية وكرد فعل منهم على الإبادة التي طالتهم من السلطات قاموا بالهجوم على الأمن بالسكاكين فهل هذه الأخبار صحيحة؟
ج: هذا الكلام أيضاً كسابقه لم يتداول رسمياً ولا غير رسمي، ثم هناك الآن في هذه الأيام لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها رئاسة حكومة ولاية كادونا برعاية والي الولاية ” ناصر الرفاعي، والذي له القدح المعلا في الاعتداء على الإخوة وعلى مؤسساتهم عندما أصدر الأوامر لهدم منزل الشيخ وكل ما يمت بصلة إلى الشيعة حتى المقابر! والهدف من تشكيل هذه اللجنة حسب الظاهر هو لشيطنة الحركة وإظهارها بشكل إرهابي من خلال حشد شهود الزور من المناوئين للحركة من رجالات السلفية وقادتهم و موظفي الدولة مع بعض المطبلين المرتزقة حيث قام الكل بالشهادة ضد الحركة و أنشتطها والقول بأنها خارجة عن القانون! و متعدية على الحق العام للناس خصوصاً الشيخ في المحلة التي يسكنها! و مجريات التحقيق جارية حتى الآن مع عدم إشراك المدعى عليه من الإخوة في هذه اللجنة أو حضور محامي يمثل الشيعة في اللجنة!؟ ومع كل هذا لم نسمع من المدعين الذين حضروا للشهادة ضد الشيعة من شهود الجيش و الأمن والشرطة و الأحزاب الدينية و السياسية والقانونية و العلمية والموطنين بشكل عام وغيرهم، مثل هذه الدعاوى أو الإشارة إلى اعتداء الشيعة على الشرطة أو غيرها، نعم حاولوا استفزاز الاخوان وجرهم للمواجهة المسلحة لشيطنتهم ووسمهم بالإرهاب، ومن ثم إيجاد المبرر المقنع لما قاموا به من إبادة، خصوصاً عندما يدعون أن الشيعة دولة داخل دولة مع كون أن الشيعة يسجلون كل مؤسساتهم وكل ممتلكاتهم في الجهات المعنية في الدولة ويتعاملون بالأوراق والهويات الرسمية للدولة، إلا أنه كما هو المعروف عن مذهب أهل البيت عليهم السلام أنه مذهب مغاير لمفاهيم المذاهب الأخرى حيث لا يتبنى العنف في أدبياته أو الإجبار في التنظير لمفاهيمه الدينية و إنما يكتفي بعرض الفكر بالبرهان والدليل والحجة. والقتل لنا في سبيل تبنينا للإيمان والفكر الأصيل السليم للإسلام، عادة لنا ولأئمتنا من قبلنا” وليس بالأمر الجديد. إلا أن الجهل والبغض للطرف الأخر علينا وعلى تاريخنا جعله يقيسنا بالنماذج التي عنده و اعتقد أنه يستطيع أن يجر الشيعة إلى مستنقع الفتنة كما فعل ذلك مع السلفية من قبل. هيهات له ذلك هذا من جهله بهذه المدرسة أو من عدم إيمانه بأن هذه المدرسة هي حقا سلمية مهما بلغ مستوى الظلم والاستفزاز.
س: حالياً كيف هم شيعة نيجيريا هل ما زالوا يتعرضون للقتل والمضايقات ؟
ج: حالياً الوضع لا بأس به مع كل المحاولات التي تصر عليها الدولة لشيطنة الحركة إلا أن الإخوة جزاهم الله خيرا يسعون بكل ما أوتوا من قوة لتحاشي أي أمر يعطي الطرف المقابل ما يسعى إليه من فتنة خصوصا بعد تدويل القضية على مستوى المحكمة الدولية حيث رفع الإخوة في الحركة القضية إلى المحكمة الدولية كما قدموا كل الأدلة المطلوبة حول الجريمة إلى كل المنظمات الإنسانية لإثبات أن هذه الإبادة التي قام بها الجيش النيجيري ليس لها أي مبرر و أنها جريمة ضد الإنسانية.
س:هل تنوي الحركة الإسلامية رفع دعوى قضائية ضد السلطة النيجيرية لدى المحكمة الدولية؟
ج: نعم بل رفعت الدعوى إلى المحكمة الدولية كما أشرت في جوابي السابق. بل حتى على مستوى المحكمة الفدرالية النيجيرية و شكل فريق كامل من المحامين و الحقوقيين المدافعين عن حقوق الإنسان في الداخل وهم شخصيات معروفة منهم المسلمين وغير المسلمين من المسيحيين أيضاً.