الحكمة – متابعة: هنالك نوعان من مرض السكري، الأول ينتج بسبب نقص هرمون الإنسولين والثاني نتيجة خلل في وظيفته، وهو الأكثر انتشاراً في العالم، حتى بين الأطفال والشباب. فكيف يمكن التعرف عليه؟ وما هي طرق علاجه؟
مرض السكري هو مرض قديم يُعتقد أن سكان مصر القديمة عانوا منه أيضاً، وعالجه وذكره الأطباء الإغريق وأعطوه الاسم القديم “ديابيتيس ميليتس” وتعني “سيلان العسل الحلو”، وذلك بسبب بول مرضى السكري المليء بالسكريات.
كان يعتقد لوقت قريب أن مرض السكري من النوع الثاني، الذي ينتج بسبب اختلال في عمل ووظيفة هرمون الإنسولين، هو مرض يصيب كبار السن فقط. لكن الدراسات الحديثة أثبتت إصابة الأطفال والشباب بهذا المرض أيضاً، كما ذكر موقع “تاغسشبيغل” الألماني.
أنواع المرض:
قسمت منظمة الصحة الدولية مرض السكري إلى نوعين:
النوع الأول: ينتج عن فقدان هرمون الإنسولين بسبب خلايا المناعة في الجسم التي تعمل على محاربة مراكز إنتاجه في الجسم. ويتطلب هذا النوع أخذ جرعات الإنسولين مدى الحياة، إذ لا يمكن للجسم إنتاجها.
النوع الثاني: هو الإصابة بمرض مزمن يسبب خللاً في عملية الأيض، وهو ما يؤدي إلى خلل في عمل الإنسولين أو قلة إنتاجه. عند الإصابة بهذا النوع من السكري لا يمكن للشخص المصاب نقل السكريات إلى خلايا الجسم بصورة طبيعية، ويتجمع الإنسولين في الدم ويؤثر على وظائف الجسم والأعضاء والأعصاب والأوعية الدموية.
يسبب النوع الثاني من السكري أمراضاً مزمنة وخطرة، مثل انهيار الأعصاب وفقدان البصر وأمراض القلب وبتر الأعضاء والإصابة بالذبحة القلبية.
وذكر الطبيب الألماني فيلاند تسيتفيتس، المختص بمرض السكري، أن “أعراض النوع الثاني من السكري غير واضحة، ولذلك يمكن أن يبقى المرض دون التعرف عليه لفترة طويلة”. ويكون بول مرضى هذا النوع مليء بالسكريات ويعانون من التعب وفقدان التركيز بسبب فقدان الإنسولين.
كما يسبب النوع الثاني من السكري في بعض الأحيان الإصابة بأمراض الجهاز التناسلي والتهابات الخصيتين. لكنه غالباً ما يتم التعرف عليه عن طريق الصدفة. ويقول تسيتفيتس: “في بعض الأحيان يبقى المرض أربع إلى ست سنوات وحتى 15 سنة في جسم المريض دون التعرف عليه”.
لذلك يساعد التعرف المبكر على المرض في التغلب على عواقبه المحتملة. ويضيف الطبيب الألماني تسيتفيتس أن “مخاطر الإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية مرتفعة جداً عند مرضى السكري وعند المرضى الذين يعانون أصلاً من أمراض القلب وأصيبوا بها سابقاً”.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر موقع “تاغسشبيغل” الألماني أن مرضى السكري من النوع الثاني يعانون أيضاً من ضعف الانتصاب الجنسي بسبب تضرر الأوعية الدموية. وكذلك تزداد عندهم مخاطر بتر الأعضاء بسبب الأورام والالتهابات، كونهم لا يحسون بالأوجاع الصادرة من الأورام بسبب تضرر الأعصاب في الجسم.
ويعاني نحو سبعة ملايين شخص في ألمانيا وحدها من السكري من النوع الثاني. وأصيب 50 إلى 70 في المائة منهم بالمرض نتيجة عوامل وراثية، نقلاً عن تسيتفيتس.
وتلعب نمط الحياة الحديثة دورا هاما في ازدياد عدد المصابين بالمرض، مثل الإفراط في تناول الأغذية وخاصة المليئة السكريات وقلة الحركة.
الخطوات الأربع لعلاج السكري من النوع الثاني
ونصح الخبراء المختصين بأمراض السكري باتباع خطة “الخطوات الأربع” لتخفيض نسبة السكريات في الدم. وتشمل الخطة التوقف عن ممارسة العمليات الروتينية غير الصحية والبدء بممارسة الرياضة والتوقف عن تناول المواد الغنية بالسكريات، وتناول أطعمة مليئة بالفيتامينات والمواد الغذائية المهمة.
والخطوة الثانية هي فشل الشخص في الحفاظ على نسبة السكر في دمه ضمن المعدل. ويتطلب عليه عندئذ أخذ أدوية خاصة لوقف السكري.
الخطوة الثالثة يتبعها المريض عند فشل العلاج بالأدوية، ويعطى له عندئذ جهاز حقن خاص للإنسولين.
أما في الخطوة الرابعة فتعطى للمريض أدوية خاصة وحقن خاصة ضد السكري.
وذكر الطبيب الألماني فيلاند تسيتفيتس أنه “في الأساس لا يمكن للعلاج بالأدوية إعطاء نظام صحي للشخص المصاب”.