والمرأة الأهوارية ورثت كما الرجل معارف ومهارات منذ السومريين فيما يتعلق بالصناعات الحرفية المتصلة بالقصب، هذا النبات الكثيف والذي يغطي مساحات شاسعة من الأهوار والذي يعتبر رمزاً مهماً في الموروث العراقي القديم، فهي تجلب القصب من أعماق الأهوار وتنقله بزورق خشبي صغير تقوده بخفة دافعةً إياه بعود خشبي طويل، ثم تتفنن في صناعة حصيرة القصب المسماة محلياً “الباريه” عبر مراحل متعددة، آخرها الحياكة على شكل بساط بأحجام مختلفة، وغالبا ما تستخدم في بناء بيت القصب ” المضيف” والذي يعتبر تحفه معمارية توارث أبناء الأهوار صناعتها منذ أكثر من 5 آلاف سنة، وكذلك تستخدم ” الباريه” لصناعة الأسيجة، وسقوف زرائب الأبقار والجاموس، وكبساط للجلوس، ومن القصب تصنع المرأة أيضاً قن طائر الحمام.
المقال السابق
المقال التالي