الحكمة – متابعة: “حمام العيون” و”غسول الأنف” هي من الطرق الطبيعية المبتكرة لعلاج حساسية حبوب الطلع التي يعاني منها الكثير من الناس، بالإضافة إلى طرق العلاج الدوائية التقليدية مثل البخاخات وقطرات العين التي يمكنها تخفيف تأثير الحساسية.
حبوب الطلع أو حبوب اللقاح تسبب للكثير من الناس حساسية تجعل الشخص يعطس بصورة مستمرة وتنهمر دموعه ويشعر بضيق في التنفس وغيرها من مشاكل صحية أخرى. بالإضافة إلى ذلك لا يمكن التحكم بالحساسية وحدّتها، إذ تتوقف في بعض الأحيان وبصورة مفاجئة، بينما تبدأ الحساسية في بعض الأحيان خارج الأوقات التقليدية لانتشار حبوب الطلع.
هنالك بعض النبتات التي تزيد من معاناة مرضى الحساسية، مثل نبتة أمبروسيا التي تنتشر في ألمانيا وفي وسط أوروبا. ويشير الدكتور رالف هارتمان، أخصائي الحساسية، في حديثه مع DW إلى صعوبة علاج حساسية حبوب لقاح نبات أمبروسيا، ويقول “تؤدي عشبة أمبروسيا إلى أعراض حادة لدى المصابين وتزهر لفترة طويلة وقد تستمر أشهرا أحيانا في إنتاج حبوب اللقاح، وهذا ما يعني معاناة أكبر للمصابين”.
يعاني أغلب الناس من أنواع معينة من الحساسية منذ الصغر. لكنه انتشرت في الآونة الأخيرة في ألمانيا وفي دول أخرى أيضا ظاهرة معاناة كبار السن والمتقدمين في العمر من حساسية حبوب الطلع، على الرغم من أنهم لم يعانوا من ذلك طيلة حياتهم. ويؤكد هارتمان هذه التطورات ويشير إلى أنه في بعض الأحيان تنتشر الأعراض بشكل متأخر عند البشر.
العلاج التقليدي
يمكن علاج الأعراض الأولية للحساسية من قبل الطبيب المختص، ويتم إعطاء قطرة للعينين أو بخاخات للأنف لعلاج حساسية حبوب اللقاح، وقد تحسنت جودة هذه الأدوية في الأعوام الأخيرة، بحيث أصبحت فعالة ضد الحساسية. بالإضافة إلى أن مكونات الأدوية تحسنت بشكل كبير وكذلك مدى فعاليتها، حسب ما جاء في حديث هارتمان. الذي يضيف بأن الأدوية الجديدة للحساسية وخاصة من الجيل الثالث لا تسبب أعراضا جانبية للمريض، مثل الشعور بالتعب. وينوه إلى أن هنالك أنواعا مختلفة من الأدوية. و”يمكن اختيار الدواء والحل الأفضل لكل مريض على حدة”.
العلاج الطبيعي
وإلى جانب العلاج الكلاسيكي بالأدوية هناك إمكانيات علاج بديلة أيضاً، يمكنها تخفيف أعراض حساسية حبوب الطلع، على سبيل المثال الإبر الصينية أو مغطس العين أو غسل الأنف بمحلول ملحي.
أنيا تسوبان مثلا التي تعاني من حساسية شديدة بسبب حبوب اللقاح جربت أعشابا ووصفات طبيعية مختلفة للعلاج، لكن تجاربها كانت دون جدوى. وقالت متحدثة لـ DW “ألاحظ منذ الصباح أن الأمور تتجه إلى الأسوأ، إذ أشعر بحكة في عيني وبوخز في الأنف يزداد مع الوقت. وبالطبع سيصبح الوضع أسوأ في المساء، إذ يتراكم الاحتقان لدي خلال اليوم وتبدأ رحلة الألم عندما أحاول النوم” وهذا المشهد اليومي يتكرر بشكل مستمر في موسم حبوب اللقاح.
وجربت أنيا طرقا جديدة لعلاج الحساسية، مثل علاج الوخز بالإبر الصينية. الدكتور توماس رامب، المختص في العلاج الطبيعي أشرف على علاج أنيا من خلال الوخز بالإبر الدقيقة. وأوضح لـ DW “بأن الإبر التي يوخزها في جسم المريض تعمل على تخدير مناطق معينة في الجسم”. ومن الأشياء التي يمكنه التأثير عليها عبر الوخز هو “عمل الدورة الدموية في الأغشية المخاطية” ويمكنه البحث عبر جهاز كاشف عن ما تمسى بنقطة الحساسية لبدء العلاج.
للإبر فعالية خاصة عند وخز الأذن بها مثلا، إذ تعمل على تحفيز نقاط معينة تدفع الجسم لإنتاج هرمون الكورتيزون داخليا. وهذا ما قد يخفف الأعراض، حسب رامب.
من جانبها، ذكرت أنيا بعد تجربة علاج الوخز بالإبر أنها تشعر بتحسن طفيف ولم تعد تشعر بحكة في الأنف وخفت الحرقة الوخز في العينين أيضا.
وهنالك طريقة أخرى من العلاج الطبيعي لتقليل أثار الحساسية على العينين تسمى “حمام العيون”. ويمكن القيام بهذه الطريقة في البيت أيضا. ويحضر المحلول الخاص لـ “حمام العيون” من خلال إذابة خليط من ملح البحر وملح الطبخ في الماء وتغسل العيون به. وقالت أنيا بعد تجربتها لـ “حمام العيون” إنها تشعر بشعور “جيد ومنعش ومبرد”.
وكذلك “غسول الأنف” يمكنه تقليل آثار الحساسية، ويحتوي على محلول ملحي يتم إدخاله إلى إحدى فتحتي الأنف وإخراج المحلول من الفتحة الأخرى. توماس رامب ذكر أن “غسول الأنف” يعمل على تقليل تورم الأغشية المخاطية وكذلك تقليل تأثير الحساسية. ويتم غسل الوجه بماء بارد بعد استعمال “غسول الأنف”، وخاصة أن البرودة تخفف التورم قليلا ما يمنح شعورا جيدا في منطقة العينين خصوصا.