فريق بحثي مصري يحصل على براءة اختراع يحول زهرة النيل من نقمة إلى ثروة قومية!
573
شارك
الحكمة – متابعة: تعد زهرة النيل من أكثر الحشائش المائية انتشاراً في مصر منذ جاء به أحد أفراد أسرة “محمد على” كنبات لزينة نافورات القصور وما تبقى من بذور ألقى بها في ماء النيل، مما تسبب في انتشار هذه النباتات الشرهة للمياه.
وقد كان الفيضان يجرفها إلى مياه البحر كل عام، والذي لا تتحمل ملوحته فيخلص النهر منه ولكن بعد بناء السد العالي أصبح ورد النيل من المشكلات التي تهدد المجاري المائية ليس في مصر فقط ولكن في أكثر من 50 دولة حول العالم ومنها العراق.
وتعتبر شهور الربيع والصيف هي موسم التكاثر لزهرة النيل، ويقل في الخريف، ويختفى في الشتاء، ويتكاثر النبات بمعدلات سريعة جداً خاصة في الحرارة وقلة الملوحة وكثرة المخلفات كمخلفات المصانع والأسمدة.
ويعتبر ورد النيل من النباتات الشرهة في امتصاص المياه، حيث يتسبب سنوياً في فقد أكثر من 3 مليارات متر مكعب، أي ما يعادل حصة 59 مليون مواطن مصري من المياه سنويا وبما يساوى 150 لتراً يوميا من نصيب الفرد في دولة كمصر تعاني نقصا وفقرا مائيا.
إلى جانب إعاقته لحركة الملاحة النهرية، وتأثيره على تكاثر الأسماك لإعاقته أشعة الشمس من المرور إلى قاع المياه، كل هذه المشكلات جعلت الكثير من الدول تحاول التوصل إلى حلول للتخلص من هذا النبات الشرس.
ففي الولايات المتحدة استخدموا ورد النيل في تنقية المياه، وفى اليابان استخدموه في ري نباتات الزينة عن طريق استخلاص المياه التي بداخله.
ولكن ماذا عن مصر؟ هل هناك محاولات للاستفادة منه؟ غير تطهير الترع والمجاري المائية منه بالجرافات؟
“نعم” فبجهود مصرية وفريق بحثى كبير تمكن الدكتور حازم حسن على بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحر من نقمة إلى ثروة قومية.
حيث بدأ الفريق البحثي في وضع الخطوات الأولى بمعرفة أماكن تجمع ورد النيل في مجرى النهر ودراسة أسباب غزارة تكاثره بهذه المناطق الملوثة بالصرف الصحي والصناعي والزراعي، وتحليل النبات لمعرفة نسب العناصر الموجودة بها ثم قام الفريق البحثي بأخذ عينات من ورد النيل من أماكن أقل تلوثا، وتحليل النبات بعد فصل مكوناته من أوراق، ساق، جذور، لمعرفة سبب تركز العناصر السامة، بكل منها وأعيدت التجارب بعد تجفيف النبات ،ثم بعد عصره مرة أخرى، ليتم بعد ذلك إجراء التجارب والتحاليل على المياه الناتجة من عصر كل جزء من النبات على حدة.
وبعد عام من البحث وإجراء التجارب والتحاليل المعملية المعتمدة والموثقة بالمركز القومي للبحوث.
والتي تمت في مصر لأول مرة على ورد النيل، كانت النتائج مبشرة جدا بالقضاء على هذا النبات الشره، والذي يرى كثير من العلماء أن التخلص منه بالتجريف هو الحل الأمثل.
ولكن هذه التجارب تؤكد أنه ثروة قومية يمكن الاستفادة منه، مما دعا الفريق البحثي للتقدم بتسجيل براءة اختراع بوزارة البحث العلمي، في تدوير مخلفات ورد النيل واستخدام أجزاء منه بطرق اقتصادية في صناعة الأعلاف.
وكذلك إنتاج وقود صلب بديل للفحم الطبيعي وقد تم إنتاج عينات من العلف باستخدام ورد النيل تحت إشراف المركز القومي للبحوث واختباره في عدة حظائر مواشٍ وبعدة محافظات بنتائج مبهرة حيث العلف المنتج باستخدام ورد النيل يمتاز بالآتي:
1 – علف طبيعي من المخلفات الحيوية النباتية.
2- يحتوي على الأحماض الأمينية الاساسية والكربوهيدرات بالإضافة إلى المعادن ومضادات الأكسدة اللازمة لكل أنواع الحيوانات.
3- بديل طبيعي لدريس البرسيم لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 16% و26%.
4- أرخص من الأعلاف المناظرة المتوفرة من الأسواق.
وبهذه النتائج يكون لورد النيل فائدة كبيرة بدلا من كل المشكلات التي تحدثنا عنها مقدما، وبالاعتماد على هذه الدراسة فيمكن:-
1- توفير أكثر من ثلث مياه النيل التي يمتصها ورد النيل سنويا وزيادة كفاءة تنقية المياه.
2- حماية البحيرات الشمالية ورفع كفاءة تدفق النهر عبر الترع والمصارف إليها.
3- زيادة كفاءة استخدام أراضي طرح النيل وروافد الترع والمصارف والبحيرات والتي تتراكم بها نواتج التطهير.
4- رفع كفاءة الملاحة النهرية.
5- توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة وتدريب العمالة على طرق حديثة لاستخراج ومعالجة المخلفات الناتجة.