مسح أدمغة المراهقين ضوئيا يساعد في كشف الأمراض العقلية مبكرا

336

الحكمة – متابعة: نجح فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج في تحديد المنطقة التي تتغير بشدة في الدماغ خلال مرحلة المراهقة.

وأظهرت عمليات مسح الدماغ ضوئيا عن أن أكثر المناطق تغيرا في سنوات المراهقة هي تلك المرتبطة بعمليات التفكير المعقدة.

كما كشف العلماء أيضا وجود علاقة بين تطورات الدماغ في المراهقة والإصابة بالأمراض العقلية، مثل الشيزوفرينيا (انفصام الشخصية).

وجد الباحثون أن الجينات المؤثرة في تطوير مراكز الدماغ مشابهة لتلك المرتبطة بالعديد من الأمراض العقلية، بما في ذلك الشيزوفرينيا
وجد الباحثون أن الجينات المؤثرة في تطوير مراكز الدماغ مشابهة لتلك المرتبطة بالعديد من الأمراض العقلية، بما في ذلك الشيزوفرينيا

ونشر هذا البحث في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأجرى فريق بحث من إدارة الطب النفسي بجامعة كامبريدج مسحا ضوئيا لأدمغة حوالي 300 شخص تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاما.

وبينما كانت المناطق المرتبطة بالوظائف الأساسية للدماغ، مثل السمع والبصر والحركة، تتطور بشكل كامل مع بداية مرحلة المراهقة، كشف عن أن المناطق المرتبطة بالتفكير المعقد واتخاذ القرارات تواصل في تلك المرحلة تغيرها.

وتمثل تلك المنطقة مراكز عصبية بها الكثير من الاتصالات، سواء القادمة إليها أم الخارجة منها إلى مناطق رئيسية أخرى.

ويمكن النظر إلى الدماغ باعتباره شبكة خطوط جوية عالمية، مكونة من مطارات صغيرة قليلة الاستخدام ومراكز توزيع ضخمة، كما هو الحال في مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن، عندما تكون حركة المرور مزدحمة.

ويستخدم الدماغ إعدادات مشابهة لتنسيق أفكارنا وتحركاتنا.

وإبان مرحلة المراهقة فإن هذه الشبكة من المراكز الضخمة تصبح أقوى وأكثر صلابة.

ويشبه الأمر قليلا كيف يصبح مطاري كينيدي في الولايات المتحدة وهيثرو في بريطانيا أكثر انشغالا بشكل تدريجي على مدار العام.

واتجه الباحثون عندها إلى البحث في الجينات المؤثرة في تطوير مراكز الدماغ هذه، ووجدوا أنها كانت مشابهة لتلك المرتبطة بالعديد من الأمراض العقلية، بما في ذلك الشيزوفرينيا (انفصام الشخصية).

وتؤكد الباحثة كريستي وايتاكر، على أن هذا الاكتشاف يتماشى مع النتائج السابقة حول تطور الكثير من الاضطرابات العقلية أثناء المراهقة.

وقالت لبي بي سي: “توصلنا إلى المسار الذي يبدأ من التركيب البيولوجي للخلايا في تلك المنطقة من خلال معرفة كيفية الإصابة المحتملة لمن هم في سنوات المراهقة الأخيرة وحتى أولى مراحل الاضطراب العقلي”.

وأظهر العديد من الدراسات أن التوتر إبان سنوات الطفولة والمراهقة مرتبط بأمراض عقلية بجانب عوامل جينية أيضا.

وتشير النتائج الجديدة إلى أن سوء المعاملة والاعتداء والإهمال قد يلعب دورا مستمرا في تعطيل تطور وظائف المخ العليا، خلال سنوات المراهقة الحاسمة، ثم الإسهام بعد ذلك في ظهور المرض العقلي.

ويرى البروفيسور إيد بولمور، قائد فريق البحث الذي ساهمت مؤسسة ويلكوم تراست في تمويل عمله، أن اكتشاف علاقة جينية بين تطور أدمغة المراهقين وبداية الإصابة بالأمراض العقلية ربما يساعد في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذه الأمراض.

وقال :”نظرا للفهم العميق لما قد يعرض الناس لخطر الإصابة بمرض الشيزوفرينيا، لدينا فرصة لمحاولة تحديد من هم المعرضون لخطر الإصابة بهذا المرض في المستقبل المنظور، خلال عامين أو ثلاثة، وربما يكون تقديم بعض العلاجات مفيدا في منع ظهور الأعراض”.

كما تسلط الدراسة الضوء على الحالة المزاجية والسلوكية والتغيرات التي يعاني منها المراهقون أثناء نمو الدماغ طبيعيا.

ويوضح أن المناطق التي تتغير أكثر “هي تلك المرتبطة بالسلوك المعقد وصنع القرار”.

وأضاف “يُظهر هذا أن المراهقين في رحلة نحو البلوغ، ليصبحوا قادرين على تجميع كل هذه الأجزاء من المعلومات”.

وتابع “هذه مرحلة مهمة للغاية لنخوض فيها، فأنت لا تريد أن تظل طفلا طوال حياتك، وعليك خوضها لتكون الأفضل وتتمتع بأفضل القدرات والإمكانات عند البلوغ”.

(بي بي سي)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*