الحكمة – متابعة: أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، السبت 24 سبتمبر/أيلول، عن ضرورة تفكيك مخيم اللاجئين في مدينة كاليه الواقعة شمال غرب البلاد بالقرب من نفق المانش المؤدي إلى بريطانيا.
وتطرق هولاند إلى هذا موضوع في أثناء زيارته إلى مدينة تور وسط البلاد، حيث قال إنه “لا مكان لهكذا مخيم في فرنسا”، مضيفا أن اللاجئين المقيمين فيه حاليا، وعددهم 9 آلاف شخص، قد ينقلوا في الأسابيع القادمة إلى مراكز للاستقبال المؤقت.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن كلا من هذه المراكز سيتسع لاستقبال ما بين 40 و50 لاجئا لمدة أربعة أشهر، بانتظار أن تدرس السلطات ملفاتهم الشخصية.
وفي رد على انتقادات اليمين الموجهة إلى خطط الحكومة الاشتراكية لتوزيع آلاف المهاجرين المحتشدين حاليا في مخيم كاليه الكبير، قال هولاند الذي طالما لم يتطرق إلى موضوع الهجرة الحساس: إرادتنا هي تفكيك (مخيم) كاليه بالكامل وإيجاد مراكز للاستقبال موزعة في جميع أراضينا”.
وقال الرئيس إن “فرنسا ليست بلدا للمخيمات”، ومع ذلك فـ”لا يجوز تفكيك مخيم دون إيجاد حل (آخر) وإلا فستكون تلك خطوة غير مسؤولة”.
ويتوجه هولاند، الاثنين المقبل، إلى مدينة كاليه فى شمال فرنسا، للقاء عدد من المسؤولين المحليين وممثلى الجمعيات الحقوقية.
ويتوقع أن يبحث الرئيس الفرنسى، بحسب وكالات عالمية، الأوضاع فى المدينة التي تعاني من تدفقات المهاجرين من مختلف الجنسيات، الراغبين فى التسلل إلى بريطانيا.
يشار إلى أن السلطات الفرنسية قد بدأت، الثلاثاء الماضى، تشييد جدار يهدف إلى منع المهاجرين الراغبين فى التسلل إلى بريطانيا من الوصول إلى مرفأ مدينة كاليه شمال فرنسا.
ومن المقرر أن يُبنى هذا الجدار على طول كيلومتر وبارتفاع 4 أمتار وعلى مسافة مئات الأمتار من مخيم كاليه المكتظ باللاجئين.
وأشارت وسائل إعلام غربية إلى أن عدد اللاجئين المتواجدين في مخيم كاليه بلغ في الشهر الجاري ذروته وهو 10 آلاف شخص، وخلال هذه السنة تم نقل أكثر من 5 آلاف شخص إلى مراكز الاستقبال.
وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار أعلن، مطلع سبتمبر/أيلول، أن السلطات ستفكك مخيم كاليه قريبا، موضحا أن أماكن إيواء ومراكز استقبال جديدة ستقام في الأشهر المقبلة لاستيعاب المهاجرين.
يذكر أن السلطات الفرنسية كانت فككت في وقت سابق النصف الجنوبي من المخيم الذي تسعى إلى إغلاقه بشكل كامل.
يشار إلى أن فرنسا تلقت العام الجارى طلبات لجوء من بلدان عدة، منها سوريا – 3 آلاف طلب لجوء، والسودان – 2600 طلب، وأفغانستان – 2500 طلب لجوء.
وتواجه أوروبا أزمة مهاجرين غير مسبوقة، حيث دخل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، قادمين بحرا من تركيا إلى اليونان، وقامت عدة دول باتخاذ إجراءات تهدف لمعالجة الأزمة، كما فرضت الأزمة على الدول الأوروبية تشديد الرقابة على حدودها.