الحكمة – متابعات: تحقيق طفرات إنتاجية لا يأتي إلا بتوظيف الامكانات الطبيعية والمادية التي لابد منها لتطوير ذلك القطاع الزراعي إلى جانب وجود عوامل تساعد على تطويره وتوطنه، والقطاع الزراعي كبقية القطاعات الأخرى لا يخرج عن هذا السياق.
المختص بالشأن الاقتصادي د. عبد الكريم جابر شنجار من كلية الادارة والاقتصاد في جامعة القادسية قال: أن القطاع الزراعي في العراق حقيقة ذو شجون حيث تجد مقومات الانتاج الزراعي متوفرة في أغلب المناطق ولكن تردي واقعه كان بسبب اهمال الجهات المعنية حيث الحاجة الى تعليمات تنظم العمل والاستيراد من دول الخارج ومن ثم تحفيز المزارع وبعد ذلك اعتماد خطط سترايتجية لتطويره.
وشهد القطاع الزراعي خلال السنوات الماضية نمواً في انتاج بعض المحاصيل ولكن المشاكل التسويقية حالت دون ذلك وبالنتيجة ابتعد المزارع عن استثمار الأرض وهذا حمل تأثيرات كبرى على الاقتصاد الوطني. شنجار أشار إلى أن تجربة محافظة النجف على سبيل المثال بانتاج محاصيل ستراتيجية البلد بأمس الحاجة لها وتسوق الى صومعات حكومية، بمعدلات تصل الى اكثر من 90 في المئة.
واوضح شنجار وفقًا لما نقلته (الصباح) أن أهم ما يحتاجه القطاع الزراعي هو وجود الاراضي الزراعية الصالحة ومحافظة النجف تحتوي على ملايين الدونمات من الاراضي الصالحة للزراعة مستغلة بصورة جزئية، حيث تبلغ المساحة الكلية للمحافظة ( 11529600) مليون دونم وان المستغل منها (380000) الف دونم فقط اي بنسبة 3، 3 بالمئة وفي نسبة قليلة اذا ما قورنت بالمساحة الكلية، وتروى هذه المساحات عن طريق الانهار والجداول.
وبين وجود محافظات تمتلك ذات المقومات التي تمتلكها محافظة النجف ولكن تحتاج الى محفزات لتفعيل الانتاج الزراعي الذي يتناغم وتربتها والظروف البيئية، مبينا ان موقع محافظة النجف الاشرف على الضفة الغربية لنهر الفرات اعطاها تفردا بانتاج اصناف خاصة من الحبوب وخاصة الرز مما جعل لهذا المنتوج قيمة تجارية ويعد توفير الموارد المائية عنصراً مهماً لانجاح العملية الزراعية بل يعد الركن الثاني بعد توفر الركن الاهم وهو الارض.
يذكر ان محافظات غرب العراق وشماله يمكنها انتاج كميات كبيرة من المحاصيل الستراتيجية التي تغطي حاجة البلد حال توفر الدعم التنظيمي للاسواق المحلية. وتابع شنجار ان العنصر الاخر الاهم الذي لا يقل اهمية عن وجود الارض والموارد المائية هو عنصر راس المال وامكانية توفيره لتنشيط العملية الزراعية، ودوره في اعتماد التقانات الحديثة وتطوير الموارد البشرية.