الحكمة – متابعة: فاجأ “حزب الدنماركيين” اليميني المتطرف المشاة في مدينة “هاديرسلو”، بتوزيع “بخاخات اللجوء” (Asylspray)، في خطوة تنبئ بتصاعد النبرة القومية المتطرفة في البلاد.
الحملة التي قام بها الحزب القومي المتطرف، الذي تأسس عام 2011، هي جزء من محاولته “جمع تواقيع الترشح إلى الانتخابات البرلمانية” (20 ألف توقيع)، والتي لاقت ردود أفعال متباينة من المارة.
بعضهم انبرى يبكي من الصدمة غير مصدق، ولسان حال إحدى السيدات بأن “هذا الذي يجري في بلدنا هو قذارة لا يمكن تحملها بحق هؤلاء الذين جاؤوا طلبا للحماية، بينما يقال لهم الآن أنتم غير مرغوب بكم هنا، وبطريقة لا يمكن وصفها سوى بالخنزرة”. وتابعت السيدة الدنماركية الباكية، هيلي بوغ، لكاميرا القناة الثانية-جنوب التي صادف وجودها في مكان توزيع البخاخات قائلة: “أنا عاجزة عن إيجاد كلمات لوصف هذا الأمر، إنه تصرف قذر”.
من ناحيتها قالت الدنماركية شارلوته بيك، حين كانت تمر أمام تجمع للحزب المذكور يوزع 100 بخاخة للفت انتباه المارة لحملته في جمع التواقيع: “أن يكون لك رأي بأن هؤلاء (اللاجئين) غير مناسبين لثقافتنا، هو شيء مختلف عن القيام بهذه الحركة التي أعتبرها مزحا ثقيلا”.
بينما ذهبت مواطنة أخرى تدعى ديانا نيلسن، إلى اعتبار هذا الأمر (حملة توزيع البخاخات) “جيدة وتعبر بشكل ممتاز عن مواقفي، فهؤلاء (اللاجئون) يجب أن نحمي أنفسنا منهم في هذه الأوقات”.
وكانت أصوات تعالت مطالبة بتسليح الدنماركيين. وتزعمت رئيسة البرلمان الحالية، بيا كيرسغوورد، وزعيمة حزب الشعب الروحية حملة “توزيع بخاخات رذاذ الفلفل مجانا على المواطنين للدفاع عن أنفسهم”، إثر حادثة مدينة كولن الألمانية في عيد رأس السنة.
ويبرر “حزب الدنماركيين” فعلته في تلك المدينة الجنوبية تحديدا بأنه “هنا يمكن الحصول على أكبر قدر من التوقيعات، لأنه يقع فيها معسكر إيواء لاجئين، وبالتالي مخاطر كبيرة تتعرض لها النسوة من الاعتداء والاغتصاب”.
رئيس الحزب، دانيال كارلسن، يذهب إلى أبعد من ذلك التبرير بالقول: “لا أظن أن الأمر يحمل استفزازا، نحن نحاول معالجة مشكلة في مجتمعنا، إذ يشعر كثير من الدنماركيين بعدم أمان. والسبب في ذلك يعود في جزء منه لوجود مهاجرين كثر فيه، والسبب الآخر عجزهم عن الدفاع عن أنفسهم”.
ويثير هذا القول قلق بعض الساسة البرلمانيين الذين ندد بعضهم على صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي بما سموه “تحريضا على المهاجرين”، مثلما فعلت ترينا برامسن عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي، الذي اتهم أخيرا بمحاباة اليمين المتشدد ممثلا بحزب الشعب الشعبوي. وكتبت يرامسن على تويتر: “حاربوا الخوف لا تؤكدوه، إنها حملة سخيفة ومغرضة”.
وجدير ذكره بأن “حزب الدنماركيين” هو حزب قومي متشدد أسسه دانيال كارلسن القيادي البارز في حركة النازيين الجدد (الحركة الوطنية الديمقراطية الاشتراكية الدنماركية DNSB) وهو يحمل أفكارا متطرفة وعنفية تجاه المهاجرين.
وألصقت على البخاخات عبارة “بخاخ اللجوء”، وموجهة بشكل أساسي للنساء بحجة “الدفاع عن أنفسهن بوجه المغتصبين من اللاجئين”.