اقترب شهر الحزن والسواد وتجد عموم شيعة آل محمد في كل بقاع الدنيا من شيوخ وشباب و اطفال ونساء منشغلين بالتحضير لمراسم أيام الحزن بدون تعب او نصب كل حسب توجهه واهتمامه فأصحاب المجالس بمجالسهم وأصحاب المواكب بمواكبهم والأطفال بتكياتهم وهكذا كل يستعد حسب ما تعود عليه من كيفية احياء هذه الذكرى فتجد فيهم حيوية واندفاع نحو الحسين ع وشعائره بل ان كثير منهم قد يضطر لترك عمله وباب رزقه ومكسب عياله من اجل احياء هذه الشعائر وهذه الحيوية وهذا الاندفاع السنوي جعل من شيعة آل محمد شعب حي وقوي ومتماسك وملتزم بمنهج الحسين ع وجده المصطفى ص ولذا تجد هذه الشريحة من الناس هي من هبت لنصرة الدين والمذهب بمجرد اصدار المرجعية الدينية العليا فتوى الدفاع الكفائي واخذوا يتسابقون للموت من اجل الدفاع عن الوطن والدين و العرض فكان هذا الاندفاع ثمرة ذلك الولاء الحسيني ونتيجة الالتزام والتمسك بهذه الشعائر على اختلاف صورها وكيفيتها و الاصرار على اقامتها رغم الظروف القاسية والحرب الشعواء عليهم من القريب والبعيد فالذي ينبغي علينا بعد ان جنينا من هذه الشعائر هذه الثمرة المهمة عدم تثبيط القائمين عليها والمؤدين لها ومساواتهم باعداء الدين والمذهب فهذا افحش الظلم بحقهم بل ينبغي حثهم عليها وتشجيعهم والوقوف الى جانبهم ان لم يكن بممارستها فبالتشجيع والتاييد بالقول والكلمة الطيبة ولا اقل عدم التهجم عليهم ووصفهم بأوصاف لا يليق المقام بذكرها ولولا وقفتهم وجهادهم لما أمكننا احياء هذه الشعائر والاستمرار بذكر سيد الشهداء ع ولكان مصيرنا التهجير لمن سلم من القتل والتنكيل فالرجاء من كل من ينتسب لمذهب اهل البيت ع ان لا يدع فرصة للعدو للتهجم على هذه الشعائر ومؤديها من شيعة الحسين ع ومحبيه المؤمنين الذي اتمنى ان انال شرف التسجيل في سجل اقل خدامهم ولا يعتقد المتهجم انه بذلك يرفع من شأن الحسين ع بين اعدائه بل فقط يصغر نفسه عند محبي الحسين ع فالحذر من الانجرار وراء النفعيين الذين لاهم لهم الا التهجم على الدين وحامليه فلننصر الحسين عليه السلام ان لم يكن بالفعل فبالسكوت عن التهجم والتساب والتشاتم.
ختاما الف تحية وشكر لابطال الحشد الشعبي خدام الحسين ع الملبين نداء المرجعية وابطال القوات المسلحة و رجال الامن على ما ننعم به من امن وآمان والف شكر وتقدير لكل خدمة الحسين ع ومحيي شعائره بكل اطيافهم اعاده الله علينا وعلى بلدنا و شيعة الحسين ع بالامن والصحة والخير وليبقى ذكر الحسين ع خالدا حتى ظهور الاخذ بثاره ولده الحجة المنتظر (عج).