الحكمة – متابعة: قد يكون للنوم فوائد بيولوجية عديدة، إلا أن دراسة حديثة أثبتت أن النوم يمكن أن يساعد في التخلص من حالات الجزع والقلق وتخفيض الاضطرابات النفسية وخاصة لمن تعرض لصدمة عصبية أو تجربة قاسية، إلا أنها وضعت شرطا لذلك.
ربطت العديد من الدراسات بين النوم وفوائده الجمة على الجسم من حيث تحسن أداء الجسم، وتمكنه من إتمام عملياته البيولوجية، بل أن هناك دراسات ربطت بين النوم والقدرة على التخسيس وخفض الوزن، إلا أن دراسة حديثة أثبتت أيضا أن النوم له علاقة بتحسن المزاج العام وتقليل حالات الجزع والخوف، خاصة لمن تعرض لصحة نفسية أو تجربة قاسية، إلا أن الدراسة وضعت شرطا خاصا من أجل الشعور بالتحسن، وهو اللجوء إلى النوم خلال 24 ساعة من التعرض للصدمة.
وفي دراسة حديثة أشرفت عليها جامعة ومستشفى زيورخ كشفت الدراسة أن النوم خلال 24 ساعة من التعرض لصدمة نفسية أو الشعور بالجزع والخوف، مفيد من أجل خفض الاضطرابات النفسية، وتقليل الشعور بالسلبية والاكتئاب. بالإضافة إلى تقليل الذكريات المؤلمة وأعراض القلق الذي قد تظهر بعد التعرض للصدمة.
وقام الباحثون بتجربة هذا الأمر على 71 متطوعا، حيث تم عرض أفلام ولقطات فيديو مؤثرة عليهم، ومن ثم تم تقسيمهم إلى مجموعتين. وسمح الباحثون للمجموعة الأولى بالنوم وتم قياس نشاط الدماغ عبر جهاز كهربائي خاص من اجل التيقن من نومهم فعلا، في حين بقيت المجموعة مستيقظة ولم يسمح لهم بالنوم إلا بعد مضي 24 ساعة.
وخلال سبعة أيام من عرض الفيلم تمت متابعة المتطوعين بشكل مركز، حيث تبين للباحثين أن الناس الذين لم يسمح لهم بالنوم، ظهرت الذكريات المزعجة لهم فجأة على شكل ومضات وتكرر ذلك بكثرة، بينما كان الحال أفضل مع المجموعة التي نامت، وتبين أن الذكريات المزعجة لديهم تناقصت تدريجيا خلال فترة البحث، كما خف الشعور بالسلبية من بينهم.
وكشفت الدراسة التي تم نشر نتائجها في مجلة SLEEP المتخصصة إلى أن النوم بعد تجربة قاسية كان له تأثير وقائي على الناس، وبالرغم من الدراسات السابقة التي تبين أن النوم عامل مهم جدا من أجل حفظ المعلومات الموجودة في الدماغ وتخزينها، إلا أن الدراسة أثبتت أن النوم أيضا له عامل مساعد على معالجة التوتر والصدمات النفسية أو الذكريات السلبية التي قد تظهر بعد التعرض للصدمة.