تجارة تهريب البشر.. عناصر داعش الفارون بضاعة رائجة في سوق سوداء
326
شارك
الحكمة – متابعة: لعب تنظيم داعش دورا رئيسيا في تجارة “تهريب البشر” بسورية خلال السنوات الماضية، لكن هزائمه الأخيرة جعلت مقاتليه أنفسهم بضاعة رائجة في سوق تجارة التهريب.
فعناصر التنظيم المهزومون والراغبون بالمغادرة أصبحوا هدفا يدر أرباحا كبيرة على المهربين وفصائل المعارضة المسلحة التي تدعمها بعض الدول مثل تركيا.
أبو يزن عنصر في المعارضة السورية نقل بعض مسلحي داعش من مناطقهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، قال لصحيفة فايننشال تايمز إن “فصائل المعارضة كافة تتاجر بمسلحي داعش”.
قبل ذلك كان داعش هو المتحكم بتجارة تهريب البشر في 2013 و2014، وباعت جماعات مسلحة أخرى رهائن منهم صحافيين، إلى داعش.
ومع خسارتهم المزيد من الأراضي انقلبت أوضاع عناصر داعش رأسا على عقب، إذ باتت تجارة التهريب تعتمد أساسا على نقلهم بعدما كانوا يتاجرون هم بنقل البشر.
ويدفع عناصر داعش إلى المهربين مبالغ مالية لقاء تهريبهم من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، حسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن الطريقة الأكثر ربحا بالنسبة للمهربين هي إلقاء القبض على مسلحين أجانب تبحث عنهم حكوماتهم، حيث يطلب المهربون مبالغ مالية كبيرة لقاء تسليمهم.
ويشير أعضاء في المعارضة إلى أن الدول الخليجية هي الأكثر حرصا على دفع مبالغ مالية تصل أحيانا إلى ملايين الدولارات مقابل إعادة مواطنيها.
ويقول أبو علي سيجو وهو قائد في الجبهة الشامية إنه أعاد مسلحين سعوديين إلى السعودية عبر مسؤولين أتراك مجانا، ولكن يصر قادة آخرون على أنه تلقى مبالغ مالية كبيرة لقاء عمله هذا.
ويوضح مسلحون تابعون لسيجو أنه جمع ملايين الدولارات عبر سيطرته على نقطة باب السلام الحدودية مع تركيا.
ويقول سيجو لمراسل صحيفة فايننشال تايمز إن بحوزته أشخاصا من باكستان و أوكرانيا وامرأة فرنسية.
ويقول مسلحون في جماعات المعارضة إن المهربين يتقاضون آلاف الدولارات لقاء التهريب من منطقة داعش إلى منطقة الجماعات الأخرى، فيما يدفع هؤلاء 10 آلاف دولار أخرى لقاء الدخول إلى تركيا.
“كان المهربون وحدهم يديرون هذه التجارة، ولكن نحن نسيطر على الأراضي هنا فلماذا لا نستفيد؟” يقول أبو يزن الذي رفض الكشف عن هويته للصحيفة.
ويؤكد أحد العناصر الذين شاركوا في صفقات من هذا النوع أن “بعض الدول تدفع، والمبلغ يعتمد على هوية مسلحي داعش، ولكن قد يصل المبلغ إلى 50 ألفا” للعنصر الواحد.
ويزعم سيجو أنه تلقى عرضا بمبالغ طائلة لقاء تسليم مسجونين إماراتيين يحملان الجنسية الأميركية، قائلا: “أردوا أن يدفعوا لي 10 ملايين دولار لكنني رفضت، وأخيرا سلمتهما إلى الإماراتيين مجانا”.
ويقول عناصر في جماعات المعارضة إن مسلحي داعش المنشقين غالبا ما يرغبون في التوجه إلى محافظة إدلب للالتحاق بجماعات مرتبطة بالقاعدة.