التطبيع مع الدعاية المتطرفة يهز عرش غوغل الإعلاني
علامات تجارية ضخمة تسحب اعلاناتها من يوتيوب بعد ظهورها في مقاطع لدعاة متطرفين على رأسهم المصري وجدي غنيم.
واشنطن – الحكمة : تلقت غوغل، اكبر معلنة على الانترنت، صفعة قوية الاسبوع الماضي بعد سحب علامات تجارية ضخمة لإعلاناتها من يوتيوب احتجاجا على ظهورها جنبا الى جنب مع محتوى يحض على الكراهية لدعاة اسلاميين على رأسهم المصري وجدي غنيم.
وتعللت شركات مثل بيبسي وفيريزون واية تي اند تي بالإضافة إلى شركة تأجير السيارات انتربرايز وعملاق المنتجات الدوائية جي أس كية، بعدم قبولها ظهور اعلاناتها في مقاطع فيديو تحض على الكراهية وتروج لوجهات نظر متطرفة.
وطفت اعلانات لكبريات العلامات التجارية في مقاطع للداعية المصري وجدي غنيم، المحظور من الولايات المتحدة لتطرفه، وكذلك مقاطع لحنيف قريشي، التي تسببت تعاليمه في اغتيال سياسي باكستاني.
ويعني هذا ان اشخاصا مثل الداعية المصري غنيم، يجنون ارباحا من اموال تدفعها لهم بشكل غير مباشر هذه الشركات لقاء مقاطع اعلانية تسبق او تتخلل ما يقدمونه على قنواتهم في يوتيوب.
ووفقا لصحيفة الغرديان البريطانية، يتابع قناة الداعية المصري على يوتيوب أكثر من 207 ألف مشترك، وحققت مقاطعه أكثر من 31 مليون مشاهدة بشكل إجمالي.
وأضافت الصحيفة التي استعانت بخبراء أن الشيخ وجدى غنيم يحقق 4.18 دولارا لكل 1000 مشاهدة، وحسابيا تصل عائداته إلى 78.683 دولار.
والانتقادات التي تواجهها منظومة غوغل الاعلانية على يوتبوب لا تقتصر على قنوات بعض الشيوخ المسلمين ممن يتبنون نهجا متشددا في إيصال الرسائل الدينية، بل انها تطال ايضا قنوات لدعاة مسيحيين او لأشخاص يحملون افكارا عنصرية معادية للعرب والأجانب وفق معايير المعلنين.
وعلى سبيل المثال، يستفيد القس الأميركي ستيفن أندرسون الذي يشجع على التحرش بالأطفال ورحب بالهجوم على ملهى ليلى للمثليين في أورلاندو الأميركية ماديا من يوتيوب.
وحقق الاخير 33.5 مليون مشاهدة في قناته استفاد منها بحوالي 68 ألف دولار.
وجني ديفيد ديوك، وهو احد دعاة القومية البيضاء حوالي 34 ألف دولار، فيما تحقق قناة “بريطانيا أولا” المتطرفة أيضا حوالي 66 ألف دولار من عائدات الإعلانات التي تظهر على مقاطعها.
من جهتها اعتذرت غوغل لكل الشركات المتضررة، وأعلنت “بداية مراجعة موسعة لسياستنا الإعلانية، وإحداث تغييرات تمنح العلامات التجارية مزيدا من التحكم في أماكن ظهور إعلاناتها”.
ووعدت الشركة بتوسيع سياساتها المناهضة لخطاب الكراهية لتشمل مقاطع الفيديو التي تستهدف الجماعات المعرضة للخطر.
وتسيطر غوغل على الإعلانات عبر الإنترنت، والتي تعد أهم مصادر التمويل للشركة، وبلغت عائداتها من الإعلانات 80 مليار دولار أميركي، عام 2016، ما يمثل حوالي 90 بالمئة من إجمالي دخل الشركة السنوي
ميدل ايست اونلاين