السعودية تعلن حرب إبادة ضد شيعة العراق

    يرتبط اسم بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية مع تنظيم القاعدة، فقد كان له الدور الأبرز في تسهيل تشكيل هذا التنظيم الإرهابي وإقناع الولايات المتحدة بجدوى مثل هذه التشكيلات المسلحة لزجها في عمليات عسكرية يجري التخطيط لها بعناية.

بندر بن سلطان عاش أكثر من عشرين عاماً سفيراً للسعودية في الولايات المتحدة، كان خلالها مقرباً من الرؤساء وصناع القرار وكبار المسؤولين في السياسة والمخابرات، فاكتسب خبرة عالية في طريقة التعامل مع الحدث وادارة الأزمة والتحرك في الظل وصنع المؤامرة وغير ذلك من مهام المخابرات التي أتقنها بحرفية عالية.

وبندر بن سلطان هو الذي طرح مشروع (الحرب الشاملة على الشيعة) والذي تبناه ولي العهد السابق نايف بن عبد العزيز ضمن مؤسسة عملاقة لم تترشح عنها سوى معلومات بسيطة، نظراً للطابع السري الذي أحيطت به. وللأسف فإن مراكز الشيعة ومؤسساتهم وشخصياتهم السياسية لم تعر هذه المؤسسة أهمية في متابعاتها السياسية رغم أنها موجهة ضدهم وليس لهدف آخر.

والحرب على الشيعة تحول من مشروع خاص لبندر إلى مشروع تتبناه عدة دول في المنطقة وترعاه إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية.

يتجول بندر سلطان في أهم العواصم العربية لتحشيد الدعم لمشروعه في إبادة الشيعة، تحت عنوان استفزازي صاغه بعقلية شيطان وأطلق عليه (الشيعة أقوى مما تتوقعون)، والفكرة تقوم على أساس أن لدى الشيعة مشاريع كبرى وأنهم يريدون الاستيلاء على سلطات الدول في المنطقة بالتدريج، وهي فكرة مستقاة من السياسة الإسرائيلية فيما يسمى بـ (تضخيم الضعيف) وذلك لإغرائه بالاسترخاء من جانب، ولحشد التأييد المضاد له من جانب آخر.

يحدث ذلك وسط تطبيقات ميدانية تتمثل في تفجيرات إرهابية وأعمال عنف في العراق، تستهدف مناطق الشيعة في معظمها. لكن الملفت أنه يجري في جو من التأزم الشيعي بين الكتل السياسية، مما يسهل على التنظيمات الإرهابية والحكومات الطائفية مهمتها في إضعاف الشيعة كمقدمة للإجهاز عليهم وإعادتهم الى الهامش.

الراية