العثور على قطع وآلات أثرية نادرة في “تل الذهب” بديالى
500
شارك
كشف خبراء الآثار في ديإلى، الاثنين، عن نوادر من الجرار والأختام في أثناء عملية تنقيب في موقع تل الذهب الذي يقع ضمن قاطع بعقوبة ناحية العبارة على مسار الطريق المؤدي إلى المقدادية.
وكشفت مفتشية آثار ديإلى في وقت سابق لـ”شفق نيوز” عن إطلاق حملة للتنقيب في موقع “تل الذهب” الأثري والذي يبعد 15 كم شمال شرق بعقوبة.
وانطلقت حملة التنقيب فيه بسبب وقوعه ضمن مشروع الممر الثاني لطريق بعقوبة- المقدادية بتمويل من دائرة الطرق والجسور في ديالى التي خصصت 416 مليون دينار بحسب قوانين حماية الآثار التي تنص على أنه في حال تعارض موقع اثري مع مشروع استراتيجي، فإن كلفة أعمال الحفر والتنقيب الخاصة بهذا الموقع تتحملها الجهة المنفذة لذلك المشروع .
وبين الخبير في مجال الآثار حسين علي حمزة لـ”شفق نيوز” أن الموقع يحتوي على ثلاث طبقات تعود إلى حقب تأريخية متعاقبة تمثل الأولى حضارة ايسن لاس والثانية الحضارة البابلية، والطبقة الثالثة تعود للحضارة الأكدية، مؤكدًا الاستدلال على استيطان متأخر لحضارة حمورابي، فبعد سقوط أور الثالثة كان العراق مقسمًا إلى دويلات، وعند مجيء حمورابي قام بتوحيدها في مطلع القرن الثامن عشر ق.م.
وأوضح الخبير أن حضارة حمورابي غير واضحة المعالم في الموقع، أما حضارة أشنونافكان فلها الحظ الأوفر من مكتشفات التنقيب في الموقع، مشيرًا إلى أن نوادر القطع الأثرية المكتشفة كشفت معلومات توضيحية أكثر عن الحضارتين البابلية والأكدية، عازيًا أسباب اندثار معالم حضارة حمورابي في هذا الموقع إلى قلة الوعي بطبيعة الآثار وأهميتها وضعف الدولة وعدم تطبيقها للقانون بحق المتجاوزين على المواقع الأثرية، مما أدى إلى اندثار الكثير من المواقع الأثرية المهمة.
من جانبه ذكر مهندس التنقيب علي أحمد التميمي لـ”شفق نيوز” إنه من خلال عملية قشط التربة وجمع الكسر الفخارية وجدنا جرارًا قد دفنت في القبور مع الأموات، وما وجد من عظام بشرية تعود لأطفال وأخرى لكبار في السن مكن فرق التنقيب من تحديد عائدية كل طبقة وتنسيبها إلى حقبة تأريخية معينة، مشيرًا إلى أن فريق التنقيب تمكن من إعداد الرسوم والخرائط التوضيحية للموقع الذي جرى العمل به بالوسائل التقليدية المعرفة من فؤوس ومعاول.
وأضاف أن “عمليات التنقيب تم اعتمادًا على تقنيات حديثة مستخدمة في العالم من خلال وسائل الإعلام والمشاركة بدورات تدريبية خارج البلاد شملت دراسة المواقع عن طريق الأقمار الصناعية.
وتضم ديالى مواقع أثرية شاخصة أبرزها السد العظيم الذي كان اسمه (السد العظيم) وهو سد قديم من الحجر ويقع على نهر العظيم ويرجع تاريخه إلى العهد الساساني، ويقع في مدينة الخالص، و قنطرة بهرز وتقع على نهر خرسان داخل مدينة بهرز.
وتضم أيضًا موقع الزندان في قضاء المقدادية، وهو قلعة أثرية تاريخية، وموقع حاج يوسف في مندلي الذي يضم عيون المياه الكبريتية والموقع الأثري (الخان) في ناحية بني سعد والذي سميت الناحية نسبة إليه، وموقع تل أسمر في ناحية بهرز، إضافة إلى مجموعة من المباني الأثرية والتراثية في بعقوبة ومندلي وخانقين.
ويعزو مسؤولو ديالى إهمال المواقع الأثرية إلى سياسات النظام السابق، وظروف الحروب التي عاشتها البلاد، والحصار الاقتصادي قبل عام 2003 إضافة إلى تردي الوضع الإداري والأمني للمحافظة بعد سقوط النظام وسيطرة الجماعات المسلحة على نحو ثلثي مناطق المحافظة.