محنة الشيعة في حمص والدعم الخليجي التركي للحرب الطائفية
تثير موجة العنف والإرهاب التي تتعرض لها شرائح واسعة من أطياف الشعب السوري خصوصًا الشيعة الكثير من التساؤلات حول حقيقة ما يجري لتلك الدولة من عمليات تدمير في سياق الحرب التي تواجهها على أكثر من صعيد، سياسيًّا واقتصاديًّا وإعلاميًّا.
وعلى الرغم من انكشاف العديد من خيوط اللعبة الخليجية التركية المشتركة الهادفة إلى إسقاط حكومة الأسد، عن طريق الجماعات السلفية وتنظيمات القاعدة، تساندها فلول المرتزقة، إلا أن هناك من لا يزال مصرًّا على عذرية الاحتجاجات التي تحدث في بعض القصبات والقرى السورية الصغيرة.
حيث تشير معظم الأحداث إلى محاولة إشعال حرب طائفية في تلك الدولة أسوة بما حدث في العراق سابقًا، وبتمويل ودعم من بعض الأنظمة العربية الخليجية، مستهدفين بشكل مركَّز – على يد الجماعات الإرهابية في سورية – التجمعاتِ الشيعيةَ المسالمةَ، بعد أن تعدَّت عمليات الإرهاب من استهداف الأفراد الشيعة إلى مهاجمة مدنهم وقراهم بشكل جماعي.
وسبق أن كشفت العديد من الأدلة عن قيام السعودية وقطر وفلول القاعدة القادمة من ليبيا عبر تركيا، بتنظيم هجمات متعاقبة على بعض المدن السورية، وبتوجيه من قبل بعض الضباط الأتراك والفرنسيين الموجودين على الحدود المشتركة بين سورية وتركيا.
مدينة حمص
فقد تدهورت أوضاع الساحة السوریّة في الفترة الأخیرة خاصة في مدینة حمص الّتي تتمیّز بوجود شیعي ملحوظ أکثر من باقي المدن السوریّة الأخری، ففیها ما یقارب 54 قریة، ومعدّل نفوس الشیعة في عموم المحافظة یفوق 80000 نسمة .
وقد عمدت الفئات المخالفة الموجودة في أحیاء مدینة حمص والمتشکّلة من القبائل والعشائر والفلاّحین و… إلی استهداف الوجود الشیعي داخل الأحیاء التابعة للمدینة.
ومن جملة ما فعلوه في الشهرین الماضیین (ذي الحجّة ومحرّم):
1- إخلاء حيّ البیاضة ووادي إيران وجورة العرایس وغیرها من الأحیاء، من الوجود الشیعي بالکامل، والقیام بالقتل والخطف المکثّف.
2- الهجوم علی بعض القُری الشیعیّة الصغیرة، وقتل بعض أفرادها وتعذیبهم لإجبار أهلها علی الهجرة.
3- الإغارة علی المنازل الشیعیّة، ونَهب ما فیها، ثمّ إحراقها وتخریبها.
4- القتل الوحشي للمخطوفین ومن یجدونه أمامهم من الشیعة، والتمثیل البشع بأجسادهم.
5- عملیّات اختطاف النساء واغتصابهن، ثمّ قتلهنَّ والتمثیل بجثثهنَّ في مناطق مختلفة من مدینة حمص، بالأخصّ في قریتي دیر بعلبة، والقصیر.
6- في تاریخ 10/12/2011م هجوم ما یقارب من 400 مسلّح علی قریة المکرمیّة الشیعیَّة، وإجبار أکثر من 12عائلة علی هجر بیوتهم.
7- الهجوم المتکرِّر بصواریخ الـ (آر بي جي) والهاون وغیرها من الأسلحة المدمِّرة علی حي العبّاسیّة وغیرها من الأحیاء.
8- بلغ عدد العوائل المهجّرة أکثر من 1200 عائلة.
9- اغتیال المستبصر الدکتور عماد سرور من قبل السلفیین، وکذلك أخوه صاحب کتاب ((نجاة أبي طالب)) والعديد من المؤلّفات.
10- قام وهّابيٌّ بقتل خمسة من طلّاب جامعة دمشق الشيعة بواسطة مسدّس کان یحمله.
إنّ الوضع الأمني في محافظة حمص خطیرٌ جدّاً، فالإحصائیّات الجدیدة تؤکّد وجود أکثر من 50000 مسلّح فيها. وما من یوم یمرّ علی الشیعة في حمص إلاّ وهناك مقتولٌ أو مخطوفٌ أو مفقودٌ أو مهجَّر.
المصدر : شبكة النبأ / متابعة : محمد حميد الصوَّاف