مقتل الكاتبة والشاعرة السعودية الطبيبة بلقيس الملحم لتسامحها المذهبي ونقدها لعقائد الوهابيين
كشف مؤخرًا في السعودية عن خيوط جريمة قتل راحت ضحيتها الأديبة بلقيس الملحم على يد أفراد عائلتها نتيجة مواقفها الدينية المتسامحة إزاء المذاهب الإسلامية المخالفة للمذهب الوهابي. وأكدت مصادر مطلعة مقتل الأديبة الإحسائية الملحم قبل عدة أشهر على يد أخويها المتشددين دينيًّا تاركة خلفها خمسة من الأولاد والبنات.
وأفادت مصادر إعلامية سعودية أن السلطات السعودية احتجزت القاتلين الذين يعملان في شركة أرامكو بعد تقدم نجل الضحية بشكوى لوزارة الداخلية اتهم فيها أخواله بقتل والدته، كما تجري السلطات تحقيقًا مع مدير مستشفى الملك فهد بالهفوف وهو من أبناء عمومة الضحية لتورطه في استخراج تصريح دفن وشهادة وفاة زيفت الأسباب الحقيقية لموت الضحية وادعت بأن الوفاة طبيعية.
وتلتزم السلطات الصمت حتى الآن إزاء أبعاد وملابسات الجريمة.
وربط المصدر بين جريمة القتل البشعة وبين المواقف المتسامحة التي ظهرت عليها الأديبة المغدورة إزاء المذاهب الإسلامية الأخرى ومنها مذهب أتباع أهل البيت.
الراحلة الملحم خريجة قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل ومعلمة المرحلة الابتدائية كتبت مؤخرًا عدة مقالات انتقدت فيها التجاهل الذي يطال آل البيت في السعودية.
كما كتبت في وقت سابق مقالة بعنوان “ابنتي معجبة بنصر الله” كشفت فيها مدى إعجاب ابنتها بالسيد حسن نصر الله.
وأثارت مقالاتها ردود فعل واسعة بين أفراد عائلتها المتشددين دينيًّا والوسط الديني السعودي وطالتها “اتهامات” بأنها تحولت عن مذهبها السلفي لاعتناق مذهب آل البيت ودفعت تلك الاتهامات لاحقًا لانفصال زوجها عنها وفقًا لمصادر مقربة.
يشار إلى أن الشقيق الأصغر للراحلة وهو “عبد الرحيم الملحم” ينتمي لتنظيم القاعدة وهو معتقل في العراق بتهمة الإرهاب وظهر في فترة سابقة يدلي باعترافاته على شاشة التلفزيون العراقي.
وللأديبة الراحلة وهي من مواليد الإحساء 1977 سلسلة مقالات في الشعر الحر والقصة والمقال في الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية.
كما صدر لها عن الدار العربية للعلوم والفنون ببيروت كتاب “أرملة زرياب.. قصص من العراق”.
ويعتقد على نطاق واسع أن هذه ثاني جريمة قتل عائلية في السعودية تجري على خلفية مواقف دينية مخالفة للسائد بعد إقدام متشدد وهابي سعودي العام الماضي على قتل شقيقته لتحولها عن الوهابية وفقًا لمواقع على الإنترنت.
وفي ما يلي بعض كتابات الشاعرة الأديبة بلقيس الملحم:
كلمة حق: ابنتي معجبة بنصر الله
“ليست وحدها أساليب التربية الحديثة هي من تحث على تطبيق نظرية الاختيار لدى الأبناء، فالتربية الإسلامية سبقتها في ذلك، والمنهج القرآني واضح في ذلك أيضًا، فهو يفتح أمام العقل، جميع التصورات، ليمعن التفكير ويتخذ القرار.
إن أسلوبًا حضاريًّا كهذا، لهو كفيل ببث روح الثقة والاستقلالية، خصوصًا إذا ما كنا نتعامل مع أبناء مثقفين، واعين، منفتحين على الآخر، مدعمين بشخصية قوية، وبمواهب إبداعية جمالية.. حينها سيكون من الأحرى أن ننصت لهم، أن نتحاور معهم، أن نترك لهم على الأقل مساحة حرة للتعبير عن الرأي، وأن نفوض شيئًا من مسؤولية متابعتنا إياهم إلى ذواتهم المسلحة بالإيمان وبالفكرة النيرة..
ولأن سلوكًا تربويًّا كهذا، يفرز غالبًا أفرادًا نافعين، تصنع منهم الحرية: عملية بحث دؤوبة عن رمز يتشبثون به، ويتخذونه كتابًا مفتوحًا، وأيدلوجية واضحة لمعالم طريق شائك.
لندرة النماذج والرموز الحية، وجد الشباب والشابات العربيات وابنتي واحدة منهن، وجدوا جميعًا في شخص حسن نصر الله ـ زعيم حزب الله ـ أنموذجًّا أخاذًّا، للأفعال لا للأقوال!
فحضوره يطغى على صمته المهيب، وماء عينيه زيتًا محرقًا إذا ما ادلهمت الظلمات.. كلامه قذائف، ووقوفه جبال لا تهتز، لابتسامته سحر، ولبياناته رنين مغناطيس للروح البعيدة.. أمّا أدبياته الساخرة الممغنطة في خطاباته الجماهيرية، فهي سهام مصيبة وهي بلا شك أجدى من كل هذر!
لقد استطاع هذا الرجل بفضل علمه، ومكانته، وورعه، وصدق قضيته، وجرأته في الحق، استطاع أن يكسب قلب فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا.
تضرب الصفح عن متابعة برامج فارغة تعرض على أو برامج ـ الهذرة المجانية ـ أو مهرجانات الشعر عفوًا مهرجانات الجاهلية الأولى، أو طفيليات لفن مسموم معسول، لقد هجرت ذلك كله، وسافرت بإرادتها وباختيارها أولًا وأخيرًا، إلى ما هو أجمل منه، وأنصع بياضًا، وأكثر تأثيرًا في صناعة شباب ليس من ورق، بل من حديد، ونار، ومبدأ..
لقد غدت خطابات السيد حسن، البرنامج المفضل لها، والسهرة التي تؤرق وجدانها وتطمئنها على حد سواء، في وجود رجال حقيقيين في زمن قُهرت فيه الرجال”.
ومن كتاباتها أيضًا:
شفاعة!
“سألت الطالبة معلمتها:
• معلمتي الفاضلة، أنا أحب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أتمنى لو ذهبنا إليه في زيارة لنرى بيته؟
– للأسف.. لقد هدموا بيته، لم يبق من معالمه شيء، حتى رائحة تربته سرقوها، طمسوا آثار قدمه، وردموها بالأسمنت المسلح، ثم بطنوا حجراته بالتوحيد الخالص، لقد وهبوا أنفسهم لحاجة ما، واستبسلوا من أجلها.. هل تعرفين بناية ( الـ….) ؟
•- نعم، إنها سوق كبير يبيعون فيها كل شيء، الملابس، والمجوهرات، والبليلة!.
المصدر: وكالة نون