تدعيم سرداب أبي الفضل العباس (عليه السلام)

333

14-10-2012-7

 كربلاء المقدسة ، فراس الكرباسي

 أنهت الملاكات الهندسية والفنية التابعة لشركة الحلو وهي شركة عراقية من ‏محافظة البصرة، كافة الأعمال الخاصة بمشروع تقوية وتطوير جدران ‏وأرضية وسقف سرداب قبر أبي ‏الفضل العباس عليه السلام.. ‏‏هذا بحسب ‏ما تحدث به ‏المهندس ضياء مجيد الصائغ مسؤول قسم ‏المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، وهو القسم الذي قام بإعداد ‏الدراسات والتصاميم الخاصة به.‏

14-10-2012-8

وأضاف الصائغ “أنه نظرًا لقدم جدران الحرم السفلي وأروقته وسقوفها والتي يصطلح ‏عليها بالسرداب، ‏حيث ‏تعود لقرون عدة؛ بسبب ارتفاع ‏منسوب المياه ‏داخلها، إذ تهرّأ قسمٌ كبيرٌ من تلك ‏الجدران، وحدثت تصدعات ‏وتشققات في ‏بعض من مساحات السقف لدرجة خيف من ‏حدوث انكسار كبير فيه,‏ وهذا ‏الانكسار قد يحدث إذا لم تجرى معالجة السقف ‏والجدران الساندة له في ‏الوقت ‏المناسب، ولتوجيه المياه المتدفقة (المياه الجوفية) من جدران وأرضية ‏‏السرداب في أنابيب بدلًا ‏من تشتتها، وبالتالي انتقال رطوبتها إلى جدران ‏الحرم ويضعف من قوة تحملها…‏‏لأجل ذلك كله، تطلب ‏الأمر من إدارة العتبة القيام بمشروع لحماية تلك ‏الجدران، وذلك بتقوية ‏جدران السرداب وسقفه ‏وأرضيته، مع إظهار السرداب ‏عمومًا بمنظر بهيٍّ أيضاً، ‏ليتناسب وقربه المكاني من ‏المرقد الطاهر لأبي ‏الفضل العباس عليه السلام‏”.‏

وأوضح الصائغ “بعد إجراء الدراسات والفحوصات، تبيّن أن فكرة ‏التصميم الأساسية للمشروع تؤكد بأنه لا فائدة من معالجة الجدران والسقف ‏‏للسرداب ما لم تحصل ‏معالجة المياه الجوفية فيه, ‏لذلك فقد أنجز عمل ساقية ‏لتجميع ماء السرداب، ‏وهي عبارة عن أنبوب نصفي بقطر (0.5) م مخرّم ‏من ‏جانبيه لإدخال المياه الناضحة ‏من الأرضية إليه، حيث تحيطه طبقة ‏من الحصى الخشن المرشِّح ‏للمياه المذكورة، ‏والأنبوب ممتد تحت أرضية ‏السرداب وفي وسطه لتكون مجمعًا للمياه”.‏

مبيناً “أنه جرى إنشاء شبكة ‏من الأنابيب ‏بقطر (10) سم لكل منها في الجدار ‏تقوم بتفريغ المياه المتجمعة في ‏الأواوين مستقبلًا لتصب في ‏الأنبوب ‏الوسطي.

كما جرى عمل فتحة تهوية لكل إيوان، لتكوين منظومة تهوية ‏متكاملة ‏تؤدي للممر لمنع تراكم بخار الماء المتجمع ‏من الماء الموجود في ‏الإيوان، أما بالنسبة لأنبوب التصريف في الأرضية، فقد بنيت خمسة مجمعات ‏مياه كلٌّ منها ‏بأبعاد (50×50) سم، وبعمق (70) سم، واحد منها في بداية ‏دخول السرداب، والباقيات تُوزع وسط كل ممر من ‏ممرات الأروقة. ‏وستُوضع في هذه الفتحات غطاسات ‏دائمة لسحب الماء تلقائيًّا – عند ‏وصوله ‏مستوًى معينًا – إلى خارج السرداب”، متابعًا ” بأن التصميم سمح للمياه في هذه المجامع ‏بالحركة ‏والصعود فوق ‏الأرضية، لكي لا تـُحدث ضغطًا على جدران وأرضية ‏السرداب التي حصلت ‏تغطيتها ‏فوق الأنبوب بمواد عازلة، ثم صُبّت بالكونكريت المسلح ‏المعالج ‏بمادة (‏SBR‏)، ثم تغليفه بالمرمر”.‏

14-10-2012-9

وأوضح الصائغ “خلال هذا المشروع أزيلت الجدران الأقرب للقبر ‏الشريف من التي لا تحوي على أواوين ‏من الرواق السفلي ‏والمتهرئة، وبقاؤها ‏يسبب مضرة، وذلك لحجزها لبخار الماء ‏المذكور، وبعمق يتراوح بين (24 ‏سم – 48 سم)، ‏وأكثرية الجدران كانت بالعمق ‏الأخير، عدا الركن الشمالي ‏الشرقي حيث أزيل منه (‏‏60) سم، لذا أزيلت هذه الجدران واستبدالت ‏‏بجدار بنفس السمك الذي اُزيل من ‏الطابوق القديم المتهرئ، وهو من ‏الطابوق المثقب الذي تملأ ‏مفاصله وثقوبه جيدًا ‏بالأسمنت المعالج ‏كيمياويًّا بمادة ‏SBR، وهي مادة تزيد قوة التصلب ‏وتمنع ‏الرطوبة، كما وضعت كلابات حديدية (‏Hock‏) خلال طبقات الطابوق لتربط جداره ‏‏مع ‏شبكة التسليح التي وضعت أمامه لتكوّن جداراً كونكريتياً بسمك (10) سم ‏وهو ‏تحت المرمر الذي ‏يشكل الوجه النهائي لممرات السرداب”.‏

وأضاف ” طلي جدار الطابوق بطبقة من الزفت واللباد كعازل للرطوبة، ‏وجرى توزيع أعمدة ‏كونكريتية ‏مسلحة في جدار الطابوق ولمسافة (2)متر بين ‏كل عمودين، لزيادة تقوية ‏جدار الكونكريت ‏والطابوق. أما الجدران الخارجية ‏لممر الأروقة السفلي (غير ‏الملاصقة للقبر الشريف) فقد تبيّن ‏بالفحص أنها ‏جدران قوية ولم تظهر الحاجة ‏لإزالتها، ولكن شيدت أعمدة كونكريتية ‏لكل ‏‏(4) متر فيها، لزيادة تقويتها وربطها مع جدار الخرسانة ‏الذي أنشئ ‏حالياً في ‏المشروع بنفس الطريقة السابقة للجدار المقابل له. كما استحدثت ‏شقوق ‏تهوية في أعلاه ‏من خلال حفره بعمق (10)سم وعرض (10)سم، ‏تتجمع في فتحات تؤدي لممر ‏‏الأروقة”.‏

أما في ما يخصّ معالجة السقف قال الصائغ ” عولجت من خلال عمل سقف ‏كونكريتي مسلح تحت السقف القديم، وبسمك (10) سم، وصُبَّت ‏بمراحل ‏من خلال الحقن، ثم غلفت بالمرمر الذي سيُعمل كقالب للصب, ‏وبالتالي سيكون مظهر السرداب النهائي كممر مغلف بالمرمر الأبيض نوع “‏أونكس” برتغالي المنشأ ‏من ‏جميع الجهات، أي للجدران والأرضية والسقف، ‏واحتوى على النقوش والآيات ‏القرآنية الكريمة ‏فيها، وحصل عمل تأسيس ‏كهربائي جديد للسرداب بخطين (220) فولت و(12‏‏) فولت لتغطي الإنارة ‏‏الحديثة التي ستضيؤه ومنظومة كاميرات متطورة “.

14-10-2012-10

14-10-2012-11

14-10-2012-12

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*