القاهرة: مؤتمر لـ«نصرة شعب الأحواز» … ضـد «الاحـتـلال الفـارسـي»!

198

16-1-2013 01

بينما كان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يوزع ابتساماته على الحضور في المؤتمر الصحافي الذي جمعه بنظيره المصري محمد كامل عمرو، ويؤكد أن طبقة الجليد التي اعتلت العلاقات ما بين البلدين في طريقها إلى الذوبان، كان هناك تصعيد جديد تشهده هذه العلاقات مع انعقاد مؤتمر «نصرة الشعب الأحوازي»، والذي افتتح أمس في القاهرة ضد ما وصفه منظمو المؤتمر بـ«الاحتلال الفارسي لأرض الأحواز العربية».

العلاقات المصرية ـ الإيرانية التي تمر بحالات مختلفة من التوتر والهدوء، منذ وصول «الإخوان المسلمين» إلى الحكم في مصر وخاصة بعد الكلمة التي ألقاها الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية طهران في العام الماضي، عندما قال إن مصر ستظل حامية الإسلام السني، قد تشهد منحىً جديداً بعد انعقاد هذا المؤتمر المثير للجدل والدهشة والذي يتزامن بشكل لافت مع زيارة صالحي لمصر.

القراءة السريعة لتوقيت الزيارة وانعقاد المؤتمر تؤكد أن منظميه عمدوا الى تسجيل موقف مغاير لموقف السلطة، وهذا الموقف تتبناه جماعات الإسلام السياسي مثل السلفيين والجماعة الإسلامية، بعيداً عن موقف جماعة «الإخوان المسلمين».

 وحتى ندرك مغزى رسالة المؤتمر علينا أولاً أن نعرف أن منظميه هم من أحزاب سلفية وأن الجهات المشاركة فيه هي: ممثلون للأزهر الشريف، المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي، حركة «عدالة» الأحوازية، منتدى المفكرين المسلمين، اتحاد المؤسسات الإنسانية العالمية، والحملة العالمية لمقاومة العدوان، فضلاً عن أحزاب «الإصلاح» و«البناء والتنمية»، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر، وجمعية اتحاد سفراء الطفولة العرب

لكن المفاجأة الحقيقية كانت في حضور مساعد رئيس الجمهورية لملف التواصل المجتمعي عماد عبد الغفور (سلفي)، ما يعني أن النظام المصري الذي تبادل عبارات الثناء مع نظيره الإيراني، قد رعى المؤتمر حتى ولو من وراء الستار

عبد الغفور دعا في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الى ان يكون هذا المؤتمر هو «نقطة البداية لنصرة قضية الشعب العربي الموجود في بقعة قريبة من كل عربي من ظلم الاحتلال الفارسي».

وأضاف «نحن ننادي ليس بحق العربي فقط وإنما بحق الأكراد والأبواش والأحواز من أهل السنة والجماعة الذين ظلموا كثيراً، وإذا كانت بعض الدول ترفع شعار العدل فإننا لا نريد شعارات، فأين نصرة هؤلاء المظلومين؟».

وفي تصريحات أدلى بها لـ«السفير» نفى عبد الغفور وجود أي علاقة بين توقيت تنظيم المؤتمر وتوقيت زيارة وزير الخارجية الايراني، حيث أكد أن تزامن المؤتمر مع الزيارة مجرد صدفة، وأن موعد المؤتمر حدد قبل تحديد موعد زيارة صالحي.

وشهد المؤتمر مشاركة من قبل الداعية السعودي محمد العريفي، الذي قال في كلمته أمام المؤتمر إن إيران تستفيد اليوم أكثر من 90 في المئة من الغاز وتنتج أكثر 87 في المئة من النفط الذي تصدره للعالم من الأحواز، مضيفاً إن «إيران تستعمل نفط الأحواز لتحارب به المسلمين والعقيدة وتحول بينهم وبين قرآنهم». ووجه العريفي كلامه إلى النظام الايراني قائلاً «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟».

أجواء المؤتمر ألقت بظلالها على زيارة صالحي إلى مصر، ففي لقائه مع الوزير الإيراني في مقر مشيخة الأزهر في القاهرة، تحدث شيخ الأزهر أحمد الطيب مع صالحي عن تلقيه «استغاثات» من قطاع كبير من أهل السنة في إيران تؤكد فقدانهم بعض الحقوق الأساسية لهم كمواطنين إيرانيين لهم الحق في ممارسـة ثقافتهم وتقاليدهم الخاصة، وفقههم الخاص، طبقاً للحقوق المقررة للأقليات في الشريعة الإسلامية وفي سائر القوانين الدولية، على حد وصف المتحدث باسم الأزهر.

وطالب الطيب صالحي بـ«بالحقوق الكاملة لأهل السنة في إيران»، معرباً عن رفض الأزهر للتدخل الإيراني في الشأن البحريني الداخلي.

يبقى السؤال حول مستقبل العلاقات المصرية ـ الإيرانية في ظل هذه التوترات، خاصة بعد ما نشرته صحيفة «التايمز» عن وجود تعاون أمني بين نظام «الإخوان المسلمين» في مصر والنظام الإيراني من أجل الاستفادة من التجربة الإيرانية في السيطرة على الأجهزة الأمنية بعد الثورة الإسلامية. فهل ستعزز مثل تلك المؤتمرات القطيعة بين الطرفين، أم سيشهد التعاون المصري الإيراني نمواً في الفترة المقبلة؟

المصدر: السفير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*