الجزائريةُ آسيا منصوري: الجزائر من أكثر البلدان انتشارًا لمذهب آل البيت
حاورها: صفاء السعدي
البحث والاستدلال وجمع المعلومات عن مذهب آل البيت (عليهم السلام) من قبل معتنقي الديانات والمذاهب الأخرى، هو ما جعل الكثير من المستبصرين يسألون عن ماهية الأسباب والدوافع التي جعلت من بعض المشرعين غير الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) يحاولون إخفاء معالمهم وسيرتهم عن كل من يقصدهم للتزود من علومهم ومعارفهم الربانية التي هي امتداد للسنّة النبوية الشريفة، لتزداد الرغبة لديهم التي توصلهم إلى معرفة مدى مظلومية العترة الطاهرة، والسبب وراء هدم قبور أئمة البقيع ومن ظلمهم، ولأي سبب ظلموا، رغم أنهم جاؤوا لإنقاذ البشرية من خلال معرفة الله سبحانه وتعإلى.
هذه الرغبة في التعرف إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) قد تولّدت لدى المستبصرة الجزائرية آسيا إسماعيل منصوري التي أصبح لها حضور كبير بعد اعتناقها المذهب الجعفري وتحولها إلى مبلغة تدعو الآخرين إلى اعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
إن الاستبصار والتبليغ والمشاركة في المهرجانات والاحتفالات العالمية هو ما جعل من المستبصرة (آسيا) شخصية معروفة يشار لها بالبنان، حتى تتهافت وسائل الإعلام العراقية والأجنبية بالسؤال عنها وإجراء اللقاءات الصحفية معها. حينما وطئت قدمها أرض كربلاء للمشاركة بمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثامن الذي أقامته العتبتان الحسينية والعباسية المقدستان، ولتشارك الحاضرين والمتتبعين الحديث عن تجربتها في رحلة الاستبصار وإرشادها عددًا لا يستهان به من الجمهور لمذهب آل البيت (عليهم السلام) من خلال موسم الحج ومتابعة أحوال الناس من كبار السن والمحتاجين في موطنها الأم.
تقول آسيا منصوري البالغة من العمر 43 سنة لوكالة نون الخبرية إن “رحلة استبصاري بدأت منذ أربع سنوات حين بدأت البحث عن قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) في موسم الحج عندما أخفوا عنا موقع القبور وحاولوا أن يشتتوا انتباهنا، وحينها غضبوا وطردوني لأني طلبت المخطط الخاص للبقيع.
وتضيف” ضربت وطردت لأني سألت عن السبب وراء إخفاء معالم القبور وأنا على المذهب المالكي ولم أكن حينها موالية لآل البيت(عليهم السلام)، ومنها بدأت البحث والتساؤل لماذا هذا الطرد والإخفاء، وعندها بدأت أفكر بقبر الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام) وبدأت رحلة استبصاري، وكان لي في كل موسم حج بحث للتزود بالمعلومات من خلال الكتب وأقراص الـ”سي دي”، وعند عودتنا إلى الجزائر بدأت أبحث في النت والفضائيات للاستدلال عن الطريق الصحيح والصواب ، لأن هدفي أن أعبد الله سبحانه وتعإلى عن دراية.
آسيا أوضحت أن ” الفطرة السليمة والنوايا الحسنة ساهمت في أن نعلن استبصارنا أنا وزوجي في آنٍ واحد، وأن يعلن ابني البكر استبصاره بعدنا مباشرة، فيما رفضت ابنتي البالغة من العمر 17 سنة إعلان استبصارها وطلبت أن تبحث وتفكر وهذا حق لها، ولتعلن استبصارها من تلقاء نفسها، بعد ان وفرنا لها ما تحتاجه من أجل البحث والاستدلال والوصول للقناعة اللازمة التي تمكنها من المواجهة في المستقبل.
مشيرة إلى أن الجزائر من أكثر البلدان انتشارًا لمذهب آل البيت(عليهم السلام) وأن أرضيتها مهيأة لنشر الرسالة المحمدية العلوية، وهذا من خلال ما شاهدناه خلال تنظيمنا لمجالس أهل البيت(عليهم السلام) وهذا بالتمسك بالأخلاق، وحاولنا أن تكون تصرفاتنا على طبيعتها مع الجيران والأقارب لنعكس حقيقة أخلاق أتباع ومحبي آل البيت.
إن التزود بالمعلومات من خلال الكتب والانترنت له الفائدة العظيمة في إرشاد عدد كبير من الجمهور، وهو ما دأبت عليه، وقد ساعدني كثيرًا في إقناع الكثيرين بالانتماء للمذهب، من خلال الحوار الهادىء والتواصل مع الفقراء والمحتاجين للنشر والتبليغ، إضافةً إلى موسم الحج الذي هو موسم مفيد جدًّا للتبليغ، كونه يعد من أفضل الأعمال، لاسيما أننا من يخوض غمارها، لأننا من أهل الدار، ومن المستبصرين من أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى.”
وتابعت: إن “ما قدمناه من عمل تبليغي في الجزائر هو عبارة عن جهد ذاتي، وعندها حصلت دعوتي للمشاركة في مؤتمر عالمي للمفكرات المسلمات في إيران، مما ساعدني على التواصل داخليًّا وخارجيًّا، إضافة لذلك كانت لي مشاركة في مؤتمر حول العفّة والحجاب، وسُئلت حينها عن الحجاب الكامل ، فقلت لهم إن الحجاب الكامل عبارة عن قطعة واحدة من الرأس إلى القدم، وهو المعمول به في العراق، وأعده الحجاب الكامل الزينبي.”
وفي ختام حديثها أوضحت آسيا منصوري أن” للمرأة المسلمة الحرية الكاملة في الجزائر من حيث التعبير واتخاذ القرارات، وخاصة بعد حركات التغيير الأخيرة التي حصلت فيها على الحق الكامل عندما قررت الدولة أن تجبرها على نزع الحجاب عند التقدم للحصول على جواز السفر، وطلبوا أن تكون بدون حجاب، ولكن حينما حصل رفض، ومن الأغلبية المسلمة جرى إلغاء القرار، وبمدة زمنية قصيرة.”
المصدر : وكالة نون