(الحكمة) تحاور قائد مسيرة المشاعل في الليالي العاشورائية
692
شارك
النجف ، الحكمة خاص : محمد الشريفي
تعيش النجف الأشرف في المحرم الحرام ليالي خاصة ، حيث الأجواء الروحانية والتعايش النفسي والجسدي مع القضية الحسينية بكل فصولها، لا سيما ليالي الثامن والتاسع والعاشر من المحرم بسبب مسيرة المشاعل، والتي يكون تجمعها أو نقطة توقفها عند الحرم الحيدري المطهر (من الجهة المقابلة لصافي صفا) ، وأثناء مسير المشاعل وحتى بعد توقفها يجد الحسينيون المواسون للحسين والمشاركون في المواكب، كلمات الترحيب التي تبث الحماسة في نفوسهم من قبل الحاج حاتم حلبوص الذي يضطلع بهذه المهمة كل عام من على المنبر ويعتبر واحدًا من شخصيتين في النجف الأشرف انحصرت بهما مسؤولية التصدي لهذه التقاليد العاشورائية في المدينة .
مؤسسة الحكمة كان لها وقفة مع الحاج حاتم للحديث حول هذه الليالي المباركة
بداية صف لي مشاعرك وأنت تجلس في هذا المكان المبارك على المنبر بجوار أمير المؤمنين (عليه السلام) وتستقبل جموع المعزين بكلماتك التشجيعية والتحفيزية والمواسية لهم ؟
– الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، أعتقد أن المكان الذي أجلس فيه الآن إن هو إلا نعمة من نعم الله وفضلٌ من أمير المؤمنين ومن الإمام الحسين (عليهما السلام) ، وأحمد الله على ذلك، وتيقَّن أني مهما حاولت أن أصف لك ما أشعر به وأنا أستقبل المعزّين بكلماتي، فلن أصف لك حقيقة ما في داخلي، لأن المسألة روحية يصعب التعبير عنها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ويجعلنا ممن تنالهم شفاعة الحسين يوم القيامة.
هل لك أن تحدثني عن المشاعل وما تعنيه؟
– حمل المشاعل من الشعائر التي يحرص النجفيون على إحيائها كل عام، وهي تمتد في واقع الأمر لعشرات السنين التي مضت، بل لا أغالي إذا قلت : تمتد لمئات السنين إذا ما علمنا أن المشاعل هي إحدى النيران الأربع عند العرب، والمشاعل بالذات تعني نار الحرب، وهي كردوس في مفهومها العسكري، فلو تمعنت لوجدت أن هذا الكردوس يضم السيوف والرماح والزناجيل والطبول، بالإضافة إلى النار، ما يرمز للحرب ويدلل على القوة والتحدي في ذات الوقت، وهي من الصفات العربية الأصيلة وليست عادة دخيلة.
لكن البعض يشكل على هذه الشعيرة ولا يجد ربطًا بينها وبين القضية الحسينية ؟ ما تقول في ذلك ؟
– القضية الحسينية قضية إلهية فوق قابليات البشر الذهنية، وبالتالي فلا يوجد في الأرض من يستطيع أن يفسر القضية الحسينية، والإمام الحسين (عليه السلام) فكر ودين وروح وعزيمة ومبادئ، بل لو أردنا الاستمرار في التوصيف لما تمكنَّا من ذلك، فأنا أتفق مع من يقول إن القضية الحسينية أكبر من المشعل، بل هي أكبر من الإمكانيات الفكرية للإنسان العادي، لذا تجد أن أفكار الإمام الحسين(عليه السلام) ومبادئ نهضته كُتب عنها من قبل الغربيين قبل أهل الشرق، وذلك للمفاهيم التي حملتها تلك النهضة .
في السياق نفسه فالبعض يقول إن المشاعل هي من العادات المجوسية التي وصلت إلينا عبر الزمن، ونحن تأثرنا بها ورحنا نقلد المجوس فيها ؟
– هذا كلام لا يستند إلى واقع فعلي أو دليل تاريخي أو مستند عقلي فما علاقة المشاعل بالمجوسية؟ أنا قلت لك إنها ممارسة عقائدية، بل هي في واقع الحال عادة عربية، وهذا ما تشير إليه كتب التاريخ، لكن كيف نستطيع أن نُفهِم من لا يفهم؟ نحن مسلمون نؤمن بالله الواحد الأحد وبنبوة محمد وإمامة علي بن أبي طالب (صوات الله عليهم أجمعين)، وهذا هو ما يغيظ الوهابية والتكفيريين على حدٍ سواء، ونحن براء من هذه التهم .
وماذا تقول لمن يدعو إلى ترك هذه الشعائر؟
– أدعو إلى الاستمرار بإقامة هذه الشعائر لأن فيها رضا الله تعالى، وأسأل: هل من المنطق أن نتأثر بما يقوله الجهلة التكفيريون دعاة القتل؟ خذها مني : هذه الشعائر ستستمر إلى أبد الآبدين، وانظر كم حاول بنو أمية ومن حذا حذوهم طمر هذه الممارسات، لكن مشيئة الله كانت أقوى منهم، وانظر كيف حاول صدام المقبور أن يطمس معالم هذه الممارسات الحسينية دون أن يتمكن من ذلك، لأن المشيئة الإلهية حافظة لقضية الحسين (عليه السلام) .
هذه النار ماذا تعني في المواكب الحسينيه هو يسئك على اجاوب على الوهابية