الدمرداش العقالي: شيعة مصر ليسوا أقلية ولا يجمعهم تنظيم
556
شارك
محمد نبيل حلمي
يصفونه بالزعيم الروحي لشيعة مصر، وأحد أبرز المعبرين عن قضيتهم في المحافل المحلية والعالمية. إنه المستشار الدمرداش العقالي، الذي تتعدد منابعه الفكرية والمعرفية. بدأ حياته عضواً في جماعة «الإخوان المسلمين»، ثم تركها وتدرج مهنياً في مؤسسة القضاء حتى وصل إلى رئاسة محكمة الاستئناف.
حول أوضاع الشيعة قبل ثورات “الربيع العربي” وبعدها ومستقبل الأقليات، التقته «الجريدة» وكان هذا الحوار.
كيف ترى تأثير الربيع العربي على أوضاع الشعوب في المنطقة؟
فتح آفاقاً جديدة لطموحات الشعوب وأحلامها، وأرى أن ثمة ثلاثة اتجاهات اتضحت معالمها بعد ثورات الربيع العربي وهي: الحلم الديني الذي يريد نموذجاً للحكم يُرضي أشواق المتدينين، والحلم القومي الذي يحقق أشواق دعاة الوحدة العربية، والحلم الاجتماعي الذي يُلبي أشواق المحتاجين إلى العدل الاجتماعي المتمثل في «خبز… حرية… عدالة اجتماعية»، كما قالت هتافات ميدان التحرير.
ماذا عن أحلام الأقليات؟
العدل والمواطنة جوهر أحلامهم وجوهر مشاكلهم أيضاً، وأعتقد أن أزماتهم مرتبطة بتصادم الأحلام مع بعضها، لأن الحلم الديني عندما ترتفع وتيرته يُزعج أصحاب الأقليات الدينية المخالفة، والحلم الاقتصادي يُزعج أصحاب رؤوس الأموال، وعندما يعلو الحلم القومي يزعج القوميات الأخرى، مثلما حدث للأقلية الكردية في ظل النظام العراقي السابق. كذلك الحلم الديني في إيران أزعج المخالفين لإيران في المذهب وهم أهل السنة الذين أحسوا أن حلم إيران الشيعي سيحجمهم ويؤثر على مرجعيتهم وسيادة فكرهم. الآن، نعيش مرحلة تغذية أميركا الصراع بين السنة والشيعة، وقرة عينها الآن أن يضرب المسلمون بعضهم من دون أن تدفع نقطة دم ولا دولاراً واحداً.
إذن ما الذي قد يحول دون تحقيق أهداف أميركا من الربيع العربي، حسبما تقول؟
الكابوس الذي سيواجه أميركا في المنطقة يتمثل في روسيا والصين، خصوصاً بعدما أحسا أن أميركا تلعب بالورقة الأخيرة بحرق المنطقة وضرب تناقضاتها الدينية والقومية في بعضها. تتوقع الدولتان أن في حال تحققت لأميركا الهيمنة على المنطقة من دون معارض، فسيؤدي ذلك إلى إخلال كامل في المعادلة العالمية.
من المدهش أن المتغيرات في المنطقة تتبدل وتتحول كل دقيقة وقد تأتي لحظة تشعر فيها أميركا بأن عنصر الأمان الوحيد لها هو بقاء إيران قوية ومتماسكة نووياً، لأنها الصخرة الأخيرة في المنطقة قبل دخول الزحف الروسي والصيني إلى الشرق الأوسط.
بدأ التدافع العالمي، ويرى بعض المفكرين الآن أنه في حالة هزيمة إيران فإن روسيا والصين ستبتلعان المنطقة، والمشروع الأميركي يقوم على فكرة أن السنة والشيعة يضربان بعضهما البعض حتى يشعر الطرفان ألا نجاة لهما سوى أميركا للصلح بينهما. وأميركا (…) تجرب الآن استخدام سنة مصر وتركيا في ضرب إيران. مستقبلاً، ستتصالح أميركا مع إيران، أو ستخرج من المنطقة وتتركها للاحتمال الآتي من روسيا والصين، وإذا انهزمت أميركا أمام إيران فإنها ستستقطب المسلمين جميعاً وتسيطر على المنطقة، وهذا لن تسمح به روسيا أو الصين.
كيف يمكن استغلال التنوع الثقافي والفكري الذي تمثله الأقليات إيجابياً في المنطقة؟
يتحقق ذلك عندما تُعلي المنطقة حرية الاعتقاد والرزق والانتماء لسكانها كافة. بمعنى أن نفسح المجال أمام الكردي الذي يريد الانتماء إلى قوميته، والتركي والمصري أيضاً، لأن القوميات تنهي مرحلة الصدام وتبدأ مرحلة التعاون، وستظل القوميات موجودة وستستمر. قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}، والتعارف معناه أوسع من أنواع التعاون كافة، لأنه لا يمكن لأحد أن يتعاون مع من لا يعرفه. عقائدياً، يجب أن يقر كل أصحاب عقيدة بحق أصحاب العقائد الأخرى بالاعتقاد والتعبير، سواء العقائد الكبرى الثلاث (إسلام، مسيحية، يهودية ) أو المذاهب داخل الأديان (سنة، شيعة، كاثوليك، أرثوذوكسي)، وأن يتكون لدينا مفهوم الاعتراف بالآخر وعدم النكاية فيه، والتزام كل فصيل بحقه من دون أن يجور على حق غيره.
لكن كيف يمكن إقناع أصحاب المذاهب المختلفة بأن ما يجمع أكثر مما يفرق؟
من الغريب أن جميع العقائد الإسلامية والمسيحية واليهودية والإنسانية في عمومها، عندما تعود إليها وتتبين مواضع الخلاف، تجد أن المشترك بينها أكثر من المختلف عليه. للتحديد، فإن أي دين، خصوصاً الأديان السماوية، يتكون من أوامر ونواه (افعل ولا تفعل)، وكل هذه العقائد تجعل ترك المنهيات مقدماً على فعل المأمورات والإسلام مثلاً يقر بذلك. الحقيقة المهمة هي أن جميع المنهيات في التوراة والإنجيل والقرآن واحدة، لذلك إذا اتفق أصحاب العقائد المختلفة على عدم فعل المنهيات، فإن المأمورات تشمل الصلاة والصوم والزكاة وغيرها، مع اختلاف التفاصيل والمدة في كل دين، ويجب أن نتأمل أن الأوامر تتعلق بعلاقة العبد بربه (صلاة وصوم وغيرهما)، لكن النواهي تشمل علاقة الناس بعضهم ببعض (لا تسرق – لا تزني…)، وقد شاء الله أن تكون منطقتنا هي حديقة الأديان ومهدها… هكذا بدأت وستستمر.
إذن ما السبب في تجدد المشكلات الطائفية، على رغم وجود لحظات وشواهد مختلفة للوحدة بين أبناء الوطن الواحد؟
السبب هو أن أصحاب العقائد، خصوصاً الأكثرية، لا تريد أن تسلم للأقليات أن لها حريتها في المأمورات، وفي ثورة 25 يناير شاهدنا كيف كان المسيحي يساعد المسلم على الوضوء، والمسلم يحمي المسيحي عند القداس، ولما أرادت الجماعات الوهابية والتكفيرية أن تغير النص الدستوري من مبادئ إلى «أحكام الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع» بدأت الفتنة، لأن أحكام الشريعة تعني المنهيات والمأمورات، وبدا وكأنهم يأمرون المسيحي بمأمورات المسلم وهذا لا يخصه، بالإضافة إلى أن تعبيرات أهل الذمة وغيرها ليست من كليات القرآن، لكنها من أحكام الشريعة التي وضعت في القرون الأولى بحسب ظروفها، وليس لدينا الآن أهل ذمة يجمعهم وطن واحد، أرجلهم في الأرض تكتسب أرزاقها ورؤوسهم في السماء تعبد ربها كل بما يقتنع به. الرابط هو الأرض التي تجمعنا، وقد أكد القرآن أن الجامع للبشرية هو أرزاقها التي تأكل منها بغض النظر عن عقائدها، قال تعالى: «والأرض وضعها للأنام»، فلم يحدد أنها للمسلمين وحدهم أو اليهود أو المسيحيين، والأرض وطن لكل كائن حي عليها.
هل تعتقد أن ثمة مخاوف من صعود تيار الإسلام السياسي بسنته وشيعته في المنطقة، وما تأثير ذلك على وحدة الطرفين؟
ما دام تيار الإسلام السياسي لا يفطن إلى روح الإسلام ويريد تطبيق مفاهيم العصور الوسطى «السلف» سنواجه المشاكل. جاء الإسلام بمبادئ، وإذا ساد تيار الإسلام السياسي وفي ذهنه مفاهيم أحكام الشريعة لا المبادئ وأتباع السلف، فإن حقوق الأقلية القبطية ستتضاءل وتصبح في الهامش. لكن مبادئ الشريعة الإسلامية هي العدل والحرية والإخاء والمساواة، وكل عاقل في مصر يخشى وصول الجماعات المنغلقة إلى الحكم لأنها ستضر الوطن والدين، لأن الإسلام لا يتحمل أن يتهم بما ليس فيه.
ماذا عن الشيعة؟
تستطيع القول إن وجود الشيعة في مصر لا يزال فكرياً لا حركياً، ولا يوجد إطار تنظيمي لهم، والدولة لم تكن تضطهدهم. غير أنهم ليسوا أقلية، والقواسم المشتركة بينهم وبين السنة كثيرة، وشيخ الأزهر الشريف الإمام أحمد الطيب قال في وقت سابق إن السنة والشيعة مسلمون يؤمنون بأصول وثوابت واحدة كتباً وسنة وفرائض، وكان تعليقي على ذلك: «الحمد لله أن شيخ الأزهر عرف أننا أبناء عقيدة واحدة».
إذا وضعنا توصيفًا لمشكلة الأقليات في الوطن العربي، كيف تراها؟
أعتقد أن لديَّ توصيفاً جذرياً ونوعياً للمشكلة ينطبق على أي أقلية في أي مكان، وهو أن حرية الاعتقاد والتعبير إذا تحققت سيستقر الأمر سواء كانت الأقلية شيعية أو سنية أو مسيحية، فالمهم الحرية.
ألا ترى أن ذلك قد يصطدم مع تصورات الحكام بأن مطالب الأقلية مرتبطة دائمًا بمؤامرات خارجية، وهل يعبر ذلك عن حقيقة في رأيك؟
هذا تعبير عن ضعف الحاكم، وعجزه عن استيعاب احتياجات المحكومين، فيتعلل بأي وهم لخطر خارجي يجعله سبباً لحكم رعاياه. بالنسبة إلى البحرين مثلاً، لا يستطيع أحد أن يزايد على وطنية شيعتها وولائهم إلى الوطن، خصوصاً أنهم قد اختاروا عبر الاستفتاء في سبعينيات القرن الماضي الاستقلال عن الاحتلال البريطاني، ورفضوا العودة كتابعين لإيران، لذا لا يمكن القول إن الشيعة الذين اختاروا الاستقلال عندما كانوا أغلبية تقدر بـ90% سيلجؤون إلى الانفصال أو يتبعون الخارج وهم ليسوا أغلبية كاسحة الآن.
لكن ربما يكون ذلك مرتبطًا بحلم القومية العربية في تلك المرحلة، والآن نحن في عصر تتراجع فيه أو تُحارب فكرة القومية العربية، فما رأيك؟
القومية العربية حقيقة والفارسية والتركية أيضاً، ولا يوجد عربي عندما يخلو إلى نفسه يرضى لنفسه بأن تكون عروبته في مرتبة أدنى من غيرها، والحاكم العربي السني لو أقام العدل في أقليته الشيعية وأعطاها الحرية لتعلقت به أكثر من أي أحد آخر. المشكلة هي افتقاد العدل أكثر، لكن بعضهم يغطي على ظلمه بزعم أن مطالب الأقلية مرتبطة بالخارج.
كيف ترى الدعوات المطروحة الآن للتدخل الغربي لحماية الأقليات؟
أصحاب فكرة تدخل الغرب لحماية الأقليات هي الدول التي زينت التدخل في ليبيا، وتزين التدخل العسكري الغربي في سورية على رغم أن مسيحيي هذه الدولة من أشد المتعاونين مع النظام القائم، كما أن كثيراً من مسيحي لبنان يتعاونون مع «حزب الله» الشيعي. القضية أن دول الخليج تدرك أن الأوضاع لو استمرت على حالها، فإن إيران ستأكل المنطقة وأول ما ستأكل جيرانها وهي تريد أن تحضر فزاعة لمواجهة إيران، وهذه الفزاعة هي الغرب الذي يتدخل بغطاء حماية الأقليات. لكن الحقيقة هي مواجهة إيران، والعالم كله مندفع لبعثرة الأوراق، وروسيا والصين لن تسمحا بتدخل عسكري في سورية، وأميركا تجري مباحثات تحتية مع إيران لتسوية صراعهما، لأن أميركا تحتاجها لحماية قواتها في أفغانستان والعراق، ولن تمر سنوات حتى يظفر الأكراد بدولة كردستان ذات الأربعين مليون مواطن، ويتأكد وجود إسرائيل لأن المعطيات تدعمها، وستتفكك السعودية إلى دويلات لأن أميركا لا يهمها سوى مناطق البترول، وستنتهي تلك البعثرة لأوراق الضغط للأسف على حساب الوجود العربي.
ماذا عن رفع شيعة البحرين صور الخميني أثناء احتجاجهم؟
أولاً، شيعة البحرين ليسوا أقلية بل هم أصحاب بلد. ثانياً، يمثل الخميني بُعدَين: أولاً، كثائر ورمز يستخدمه الشيعي والسني والمسيحي، وثانياً كبعد فارسي. مثلاً، من يرفعون شعارات المفكر الفرنسي جان جاك روسو (الإخاء والحرية والمساواة)، لا ينحازون إلى فرنسا الدولة بالضرورة بل إلى هذه الأفكار.
كيف ترى الحديث عن شرق أوسط كبير كونفيدرالي يضم إثنيات وعرقيات مختلفة؟ وإلى أي مدى يصب ذلك في مصلحة إسرائيل؟
تريد إسرائيل أن يظل الجسد العربي كما هو يتأكل داخلياً بتناقضاته، لأنه إذا تمّ حل التناقضات صحياً ولو بالانفصال يكون أخطر. بمعنى أن الكردي الذي يبقى داخل العراق جبراً قد يكون هواه مع إسرائيل، لكن إذا أصبحت له دولة مستقلة وعاملته باحترام قد يتحالف مع الأكراد ضدها. إذاً، فليس الانفصال والتشرذم عوناً لها على طول الخط، لأن إسرائيل من مصلحتها أن تتعاون مع كيان مريض كبير لا كيان صحيح.
هل صحيح أنك رفضت لقاء مسؤولين أميركيين في وقت سابق للحديث حول حقوق الشيعة في مصر؟
نعم. حدث ذلك قبل سبع سنوات، وكان الوسيط زعيم القرآنيين المقيم في أميركا الدكتور صبحي منصور، وقلت له إنه «لا يمكن إذا كانت لي حقوق في مصر أن أناقشها مع سالب حقوق الجميع أميركا… ولا أستعين باللص الكبير على اللص الصغير».
مستقبلاً، كيف يمكن تضمين المناهج التعليمية ثقافة قبول شركاء الوطن من المكونات المختلقة؟
لو أريد لمنهج تعليمي في مصر بالذات أن يكون جامعاً لعقول المسلمين والمسيحيين لها على منهج واحد، لا بد من أن تُدرس للفريقين في فصل واحد المنهيات في الأديان، وإذا حدث ذلك فإنها ستقرب بين عقول المسلم والمسيحي وتباعد بين غرائز العدوان. لكن للأسف، تركز المدارس على تلقين المأمورات في الأديان للتلامذة، والمفروض أن تدرس الدولة المنهيات ونترك تدريس المأمورات للمساجد والكنائس. بمعنى، أن المدرسة الوطنية هي التي تدرس المشترَك وليس المختلَف.
كيف تُقيم المواثيق والعهود الدولية التي تتناول شؤون الأقليات؟
ثمة وثيقتان إسلاميتان اعتمدتهما الأمم المتحدة ضمن وثائق حقوق الإنسان الأساسية، الأولى هي خطاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لعامله على مصر، حول كيف يسوس الرعية، فقال له: «اعلم أن من عندك لا يخلو من أن يكون شبيهًا لك في الخلق، أو أخًا لك في الدين ولكل منهم عليك حق»، كذلك فقد سبق الإمام علي(عليه السلام) الدنيا في احترام عقائد الآخرين والتسليم بصحة كتبهم فقال: «إذا سُوِّيت لي الوسادة، أي الحكم، لقضيت بين أهل القرآن بقرآنهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل التوراة بتوراتهم»، وهذا يدل على قبول الإسلام للأديان الأخرى، وحرية معتنقيها في شعائرهم. الوثيقة الثانية التي اعتمدتها الأمم المتحدة هي رسالة الحقوق للإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين (عليه السلام)، وفصل فيها الحقوق التي تلزم كل إنسان تجاه الآخر في معاملاته.
ما هو الأسلوب الأنسب لتمثيل الأقليات ضمن نظام ديمقراطي، التعيين أم الانتخاب؟
في مقام الديمقراطية، نحن نتعامل مع الوطن، والوطن يتعامل مع المواطنين، نحن نضع دستورًا يحفظ الحقوق ويقر الواجبات ويأتي من يأتي، ونحن نبحث عن دول المواطنة بغض النظر عن معتقدات أصحابها، والتعيين للأقليات يلوث فكرة المواطنة.
هل أخطأت بعض الأقليات في انعزالها عن ساحة الفعل السياسي وفاقم أزمتها؟
في مصر التي أعرف عنها الكثير، أعتقد أن انعزال الأقباط مثلاً كان ظاهرة صحية منعت نشوب الحريق الذي كانت تصبُّ العوامل كافة في اتجاهه، لأنهم كانوا بين أمرين، إما المشاركة في الساحة السياسية والدعوة إلى مشروع معين يرفضه السلفيون فيقع الاحتكاك، أو التزام التقية الحقيقية. أما الآن فلا أنصحهم بالانعزالية.
نبذة
ولد المستشار الدمرداش العقالي في ثلاثينيات القرن الماضي، وانتظم طالباً في صفوف جماعة «الإخوان المسلمين»، وكان مشاركاً في كشافة الجماعة عندما بايع مؤسسها ومرشدها الأول حسن البنا في عام 1941.
بعد سنوات من اغتيال حسن البنا ومبايعة حسن الهضيبي خلفاً له، خرج العقالي في عام 1954 من تنظيم الجماعة لاعتراضه على الهضيبي ضمن مجموعة من كوادر «الإخوان» على رأسهم الشيخ محمد الغزالي وعبد الرحمن البنا.
تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، وانخرط في السلك القضائي عقب خروجه من «الإخوان»، وتدرج مهنياً حتى وصل إلى رئاسة محكمة الاستئناف.