وزير الدفاع يفاوض شيوخ عشائر لاحتواء أزمة الأنبار .. طائرات مسيَّرة «قادمة من الأردن» تقصف مواقع القاعدة خارج الرمادي والجيش ينشر 20 ألف مقاتل في محيط الفلوجة
في تطور كبير يشهده ملف الأنبار، أغارت طائرت بلا طيار، قادمة من الأردن، أمس الثلاثاء، على مواقع يعتقد أنها تضم مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة، في أطراف مدينة الرمادي غرب العراق، في وقت بدأ وزير الدفاع سعدون الدليمي مفاوضات مع عدد من عشائر الفلوجة، بهدف احتواء التفجر الأمني في المدينة.
وقالت مصادر عسكرية رفيعة في بغداد لـ “العالم”، إن “طائرات مسيرة، هاجمت مواقع لتنظيم القاعدة في الجانب الغربي من مدينة الرمادي صباح الثلاثاء”، مشيرًا إلى أن “هذه الطائرات انطلقت من مواقع داخل الأراضي الأردنية
وأضافت المصادر، أن “هذه الغارة نفذت بالتنسيق بين وزارتي الدفاع في كل من العراق والأردن”، موضحًا أن “التقارير الأولية الواردة من المواقع التي استهدفتها هذه الغارات، تشير إلى تحقيق إصابات مباشرة”.
ولم تكشف المصادر، ما إذا كانت هذه الطائرات عراقية أو أردنية ولا عن عدد الغارات التي نفذتها والمواقع التي استهدفتها بالتحديد.
لكن سكانًا مدنيين، أبلغوا مراسل “العالم” في الرمادي، أنهم سمعوا دوي انفجارات في مناطق الطاش والجرايشي، خارج المدينة، أمس.
وتختلف الرواية الرسمية لواقع الحال في مدن الأنبار، عن رواية السكان المحليين، فبينما يؤكد العديد من المتحدثين الحكوميين أن “الوضع في الرمادي والفلوجة تحت السيطرة”، يقول سكان من المدينتين أن التوتر يخيم على معظم مناطقهم، فيما لم تشهد خارطة الانتشار للأطراف المتنازعة.
وفي الفلوجة، يحاول وزير الدفاع، التوصل إلى اتفاق مع عدد من الشيوخ والوجهاء هناك، يجنب المدينة اجتياحًا أمنيًّا.
وينتشر في محيط مدينة الفلوجة حاليا نحو 20 ألف عسكري ورجل أمن، بحسب مصادر “العالم”.
وقال أحد شيوخ عشائر الفلوجة، لـ “العالم”، أمس، إن “وزير الدفاع سعدون الدليمي سيعقد سلسلة اجتماعات مع شيوخ عشائر ووجهاء في المدينة خلال اليومين الماضيين، من أجل التوصل إلى اتفاق يجنب المدينة أي عملية عسكرية من قبل الجيش العراقي”.
وأضاف الشيخ، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه إن “الدليمي بدأ بالفعل اتصالاته، وحدد مواعيد للقاءات منفردة وجماعية مع وجوه عشائرية بارزة في الفلوجة”، مشيرًا إلى أن “هذه التحركات تهدف إلى احتواء الأوضاع في المدينة التي ينتشر فيها المسلحون منذ أيام”.
وحث رئيس الوزراء نوري المالكي سكان مدينة الفلوجة على طرد المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة لتجنب عملية عسكرية قال مسؤولون إنها قد تنطلق في غضون أيام.
ودعا المالكي في بيان زعماء العشائر إلى التخلص من مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين سيطروا الأسبوع الماضي على بلدات رئيسية في الصحراء المؤدية إلى الحدود مع سوريا.
وقال البيان “رئيس الوزراء يوجه نداء إلى أهالي الفلوجة وعشائرها لطرد الإرهابيين من المدينة حتى لا تتعرض أحياؤهم إلى خطر المواجهات المسلحة”.
وقال اثنان من زعماء العشائر في الفلوجة إن اجتماعات تعقد مع رجال الدين وأعيان البلدة لإيجاد سبيل لإقناع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام بمغادرة الفلوجة وتجنب مزيد من العنف.
وشنت القوات العراقية هجمات بالمدفعية وعدة غارات جوية على المسلحين خلال السبعة الأيام الماضية. ويشارك مقاتلون من رجال العشائر في المنطقة في القتال في صفوف الفريقين. ويقول مسؤولون ان عشرات المسلحين قتلوا لكن لم يتضح بعد عدد الإصابات بين المدنيين وقوات الأمن ومقاتلي العشائر.
وقال مسؤولون أمنيون إن المالكي وافق على عدم شن هجوم في الوقت الحالي لمنح زعماء العشائر في الفلوجة متسعا من الوقت لطرد المقاتلين الإسلاميين.
وقال ضابط في القوات الخاصة “لم توضع مهلة محددة لكنها لن تكون مفتوحة.. لسنا مستعدين للانتظار كثيرا. نتحدث عن أيام. فالمزيد من الوقت يعني تقوية شوكة الإرهابيين “.
بغداد – علي طلال / العالم