معارك الأنبار تنقل المسلحين إلى «حمرين».. والجيش يعاني للسيطرة على «المسالك السرية» .. “داعش” إلى “الجبل الأمين”

222

بدون عنوان

تكشف مصادر أمنية مطلعة أن قيادات في تنظيم ما يعرف بـ”داعش”، انتقلت، مع معدات ومقاتلين، من مواقع في الأنبار، إلى جبال حمرين، شرق البلاد، خلال اليومين الماضيين.

 

وتشير المعلومات المتاحة عن المنطقة إلى أنها تضم طرقاً سرية لا يسلكها سوى المقاتلين المرتبطين بتنظيمات القاعدة ودولة العراق الإسلامية، فيما تحدثت مصادر كردية عن “مخاطر كبيرة” للتمركز المسلح في حمرين، تفوق مخاطر النشاط في صحراء الأنبار.

 

وبحسب المصادر، فإن عملية الانتقال جاءت مع استمرار العمليات القتالية ضد “داعش” في محافظة الأنبار، مشيرةً إلى أن “جبال حمرين”، ستكون البيت الآمن للتنظيم، في الوقت الراهن، لصعوبة السيطرة عليها من قبل القوات الأمنية.

 

وقال مصدر أمني في أحد الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان، لـ”العالم”، إن “عملية انتقال سريعة لمعسكرات ومعدات تنظيم داعش بدأت بالفعل إلى جبال حمرين بعد العملية الأمنية في الأنبار”.

 

وأضاف المصدر، “هناك معلومات خاصة عن داعش تفيد بوجود أماكن ومعسكرات بديلة للمناورة في حال تم الهجوم عليهم”.

 

وتابع المصدر، “جبال حمرين الوكر الثاني للجماعات المسلحة بعد صحراء الأنبار، وعندما هاجمت القوات العراقية الصحراء لم يكن هناك أي تنسيق ولا تبادل لأي معلومات بهذا الخصوص بين الجهات الأمنية في بغداد وأربيل”.

 

وقال المصدر، “وزارة الداخلية في الحكومة المركزية أبلغتنا بوجود معسكرات بديلة محتملة في جبال حمرين، وليس هناك أي معلومات بشأن ما إذا قامت بإجراءات امنية معينة أم لا، لكنها أوكلت الامر إلى الجيش العراقي المنشغل حاليا بالأنبار”.

 

ومضى إلى القول، “زعامات التنظيم في العراق اتخذت من حمرين وكرًا آمنا لها الآن ونجحت في نقل بعض من معداتها إلى هناك، لأن المعالجة الأمنية تأخرت في قطع الطريق على داعش اثناء تنقلهم إلى هناك”.

 

وقال، “بعض الزعامات انتقلت إلى حمرين عن طريق الموصل والبعض الاخر عن طريق بغداد”.

 

وأشار المصدر الكردي إلى أن “جبال حمرين وعرة، وهي أكثر خطورة من صحراء الأنبار، لأنها تعد ممرًا مهمًا لمحافظات الجنوب والوسط وكردستان باعتبار أن سلسلة الجبال تمتد على طول الحدود مع إيران في اطراف كركوك إلى اطراف ميسان”.

 

وفي آب الماضي، أعلن قائد القوات البرية الفريق علي غيدان، إلقاء القبض على 81 مسلحا وقتل أربعة آخرين يستقلون سيارات ملغومة في سلسلة جبال حمرين.

 

في المقابل، أكد مصدر في وزارة الدفاع، أن “القوة الجوية العراقية لديها معلومات تفصيلية عن المنافذ والمخارج لهذه المنطقة، اذ اشرت وجود شوارع معبدة في اعلى سفوح الجبال غير المأهولة، وهذا يكشف وجود معسكرات قديمة في هذا المكان”.

 

وقال المصدر، لـ”العالم”، إن “الجبال التي لا يغطيها الطيران الجوي باستمرار تضم ارهابيين عربا وأجانب”.

 

وأضاف، “وفقا لطلعات جوية ارسل الجيش، اخيراً، فرقة مشاة غير مجهزة بالمعدات الثقيلة من مدرعات ودبابات وناقلات، فتسرب منها الجنود خوفا على ارواحهم وبقت المنطقة يعبث بها الإرهابيون

 

وأشار إلى أن “الجماعات الارهابية اسقطت مروحية عراقية كانت تقوم بطلعات جوية قرب جبل حمرين، وعلى اثرها قامت القوات الامنية بمشاركة الفرقة الذهبية بعملية امنية نوعية اسفرت عن مقتل واعتقال العشرات من تنظيم داعش صيف العام الماضي، وعثرت على مقبرة جماعية تعود لمواطنين مغدورين تم خطفهم من اهالي ديإلى”.

 

وبحسب احد ابناء محافظة ديإلى، في منطقة قريبة من حمرين، فإن “المناطق المأهولة في جبال حمرين يسكنها الرعاة والمزارعون ولها فروع وشوارع بعضها معبد وبعضها ترابي”.

 

وقال المواطن، لـ”العالم”، إن “هناك طرقا فرعية وملتوية لا يمكن للجيش او الصحوة الوصول اليها وهي مناطق غير مأهولة وقد تكون مرعبة للأهالي لأنها شهدت احداثا امنية في السابق”.

 

وأشار إلى أن “حادثة مقتل المهندسين الايرانيين العاملين في احدى المحطات الكهربائية قرب منطقة جبال حمرين تؤشر خطورة هذه المنطقة والفراغ الامني الحاصل هناك”.

 

وقال المصدر، “هناك ثلاثة منافذ في محافظة ديالى تؤدي إلى جبال حمرين، وهي طريق المقدادية وطريق مندلي وطريق جلولاء، الا ان الطرق الفرعية التي انشئت في الآونة الاخيرة تصل إلى العشرات، بعضها سري لا يسلكها الا الجماعات الارهابية هناك”.

 

ومضى إلى القول، “الجبال عبارة عن سلسلة تمتد من قرية باوا نور عند حدود السليمانية وحتى علي الغربي شمال محافظة ميسان مرورًا ببغداد والكوت وحتى منفذ بدرة وجصان بين واسط وإيران”.

 

أربيل – مصطفى ناصر / العالم

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*