سماحة السيد الحكيم (مدّ ظله) يستقبل وفداً كبيراً من المؤمنين القادمين من مختلف مناطق العراق

221

DSC_0068

استقبل المرجع الديني الكبير سماحة السيد الحكيم (مدّ ظله) جمعاً غفيراً من المؤمنين القادمين من مناطق العراق المختلفة، وذلك في الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى من عام 1434هـ.

وافتتح سماحة السيد الحكيم (مدّ ظله) كلمة ألقاها بالوفد بالترحيب بهم والدعاء لهم بقبول الأعمال، سيما زيارة سيدنا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى أن يرجعهم بالفوز والفلاح وقضاء الحوائج.

ثم حمد الله تعالى على نعمة التمسك بحبله المتين وعروته الوثقى، والالتفاف حول أوليائه الصالحين، الذين ارتضاهم هداةً لدينه، ومناراً إلى سبيله. مستشهداً بقوله تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) الأعراف 43. وبما جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة: (…خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين، حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه…) من لا يحضره الفقيه، ج2، ص613.

وبما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك) الذكرى،ج1، ص57. وقد وفقنا الله تعالى أن تمسكنا بنبيه سيد الرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرة من بعده، وقد قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام 153.

وهذه نعمة أكبر من أن تشكر، سما إذا شاهدنا العالم وهو غارق في لجج الجهل، والتكالب على الدنيا الدنية، من دون اكتراث لأنهار الدماء التي تسال في سبيلها، وحتى أريقت دماء المسلمين في الفتن الداخلية، بأضعاف ما سال منها في الفتوحات وبهدف نشر الإسلام، وإعلاء كلمة لا إله إلا الله، وإذا بالأمة التي تدعي الانتساب إلى الإسلام، وتصلي على النبي وآله في صلواتها الخمس، تقتل آله وعترته وتسبي ذراريهم، وتحرق عليهم خيامهم. وليس ذلك إلا من تفشي الجهل، وضعف الإدراك، وغياب الوعي الديني الاجتماعي.

ثم بين سماحته (مدّ ظله) أن من شكر هذه النعم الجليلة الالتزام بالموازين الشرعية، والتأسي بتلك الأنفس الطاهرة التي قدمت التضحيات الجسام في سبيل بقاء هذا الدين، واستمرار هذه الشريعة.

مع أن أهل البيت (عليهم السلام) لم يطلبوا منا ترك الانزواء عن الدنيا، وهجرها بالكامل، وإنما حثوا على مخالطة الناس، والتعايش في المجتمع العام وفق الضوابط الاجتماعية السليمة والمتعارفة، ولكن مع (ورع واجتهاد، وعفة وسداد).

ثم أكد سماحته (مدّ ظله) على أهمية تدارس فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، ومدارسة كلماتهم، فإن فيها حياة القلوب، وسعادة الدارين.

روي عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): تعلموا العلم، فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وهو عند الله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبه سبيل الجنة، وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح على الأعداء، وزين الأخلاء، يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدي بهم، ترمق أعمالهم، وتقتبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلتهم، يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم، لان العلم حياة القلوب، ونور الابصار من العمى، وقوة الأبدان من الضعف، ينزل الله حامله منازل الأبرار، ويمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا والآخرة، بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويوحد، وبالعلم توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، والعلم إمام العقل، والعقل تابعه، يلهمه الله السعداء، ويحرمه الأشقياء).

بينما نجد غير المتدين غارقاً في لجج الدنيا، لا يبالي من أين يكسب المال ولا أين ينفقه، فيجمع المال الحرام، الذي يحتسب له من رزقه الحلال، ثم ينفقه في الحرام أيضاً فيكون موزوراً في كسبه، وفي إنفاقه، ثم يكون حسرة عليه.

بينما تجدون المؤمنين المتمسكين بدينهم، السائرين على هدي نبيهم (صلى الله عليه وآله) وآله (عليهم السلام) طيبة نفوسهم، وقلوبهم، وإذا علم الله سبحانه وتعالى منهم الإخلاص، وصدق النية سددهم ودفع عنهم.

ثم ختم سماحته (مدّ ظله) حديثه بقوله تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) آل عمران 160

وحمل الوفد سلامه لإخوانهم، وجدد دعاءه لهم بالتوفيق، وأن يريه فيهم ما يحب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*