التحالف الدولي لردع الإسلام السياسي السني

360

12-9-2014-3-d

فؤاد الهاشم (*)
ليس لدينا نحن المسلمين السنة ما نقدمه للعالم و للإنسانية و لباقي الطوائف سوى القتل و الدماء.
العالم شرقاً و غرباً يئن من الإرهاب الإسلامي السني وتطلب الأمر قيام تحالف دولي لمحاربة هذا الإرهاب.
راجعوا التاريخ و انظروا إلى أحوال العالم و الطوائف , هل تجدون أتباع دين أو مذهب في كل العالم يعتقدون أنهم سيحصلون على النعيم و الجنة إذا قتلوا العشرات من الأبرياء من الرجال و النساء والأطفال , غير أهل السنة ؟
هل سمعتم عن يهودي أو مسيحي أو بوذي أو هندوسي أو ملحد , أو غير ذلك من الأديان , قام بعملية تفجير انتحارية لقتل مصلين في مسجد أو كنيسة أو معبد ؟
هل هناك طائفة في العالم غير الإسلام السني يؤمن أن قتل الناس بشكل جماعي من فقراء و كسبة و نساء و أطفال هو فعل من يرجو تقرباً إلى الله و رغبة في الجنة ؟
هل هناك في هذا العالم من تتشابه أفعاله مع ما يفعله المسلمون السنة تقرباً إلى ربهم الظالم المجرم ؟!!
رجاء لا تقولوا لي أن هؤلاء شواذ لا يمثلون الإسلام السني.
فالشواذ كلمة تطلق على ظاهرة خاصة لا على عشرات الآلاف من الانتحاريين , و من ورائهم مئات الآلاف من الأعوان , و من خلفهم ملايين المؤيدون و القائلون أنهم”مجاهدين”) و”شهداء”” وثوار” وبعدهم عشرات الملايين من الراضين المبررين .
الشواذ في العادة يكونون معزولين من مجتمعهم مرفوضين مطرودين في حين ما نلاحظه هو العكس تماماً فهم يتصدرون المشهد الحياتي بيننا, لذا فهؤلاء ليسوا شواذًّ بل ظاهرة عامة عند المسلمين السنة.
هل رأيتم تحركاً من زعماء أو شيوخ من المسلمين السنة لمحاصرة هذه الظاهرة, و البحث في العيوب و الخلل في الفكر الإسلامي السني الذي أوصل أبناء الطائفة إلى هذا “الشذوذ” ؟
على العكس التحركات التي نراها هي وضع التبريرات , على سبيل المثال العمل على نشر و ترسيخ الكذبة : أن أمريكا والغرب يقتلون السنة وان الشيعة يقتلون السنة وان الهنود يقتلون السنة والروس والبريطانيين والفرنسيين ووو حتى الصين في عرفهم تقتل السنة وكأن السنة ابتكروا ما لم يسبقهم إليه أحد لذا يتصورن أن الجميع متآمر عليهم، لذلك يجب على السنة العمل على قتلهم وببشاعة، وذلك للتغطية على جرائمهم المستمرة التي تستهدف جميع البشر.
العالم شرقاً و غرباً يئن من الإرهاب ( السني ) فمن قطع رؤوس القرويين المسيحيين في الفلبين، إلى قطع رؤوس طالبات المدارس بيد أتباع أبو سياف , إلى قتل السياح في اندونيسيا، إلى تفجيرات الهند التي تستهدف الأبرياء،  إلى تفجيرات المساجد الشيعية و الحسينيات في باكستان , إلى مذابح مزار الشريف، و باميان في أفغانستان التي ذهب ضحيتها الآلاف الأبرياء، إلى تفجيرات شرم الشيخ وسيناء، إلى مذابح الجزائر المروعة في التسعينيات التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الجزائريين العزل، إلى التفجيرات التي تستهدف المدنيين في مدن أوربا وأمريكا إلى الهجوم الإرهابي على نيويورك وواشنطن، إلى ذبح الصحفيين أمام شاشات التلفزيون على وقع صيحات الله اكبر، إلى جرائم بوكو حرام التي يندى لها الجبين،  والقائمة تطول وتطول، و ليس آخرها المذبحة التي لا تتوقف منذ ١٢ سنة في العراق والتي تستهدف الجميع من شيعة وأكراد ومسيحيين والإيزيديين والتركمان، وحتى الطير والشجر والحجر.
القاعدة، بوكو حرام، داعش، عسكر طيبة، جماعة أبو سياف، حركة شباب المجاهدين، أنصار الإسلام، أنصار السنة، الحركة الإسلامية المسلحة في الجزائر، فتح الإسلام، حركة الجهاد الإسلامي المصرية، حزب التحرير، تنظيم القاعدة في المغرب العربي ، الجيش الإسلامي، جيش محمد، التوحيد والهجرة وغيرها العشرات من المنظمات الإرهابية الإسلامية السنية التي قطعت الرؤوس وذبحت الأبرياء وفجرت الأسواق والمدارس بسيارات مفخخة وانتحاريين مصابين بهوس جنسي يسعون إلى مضاجعة حور عين في جنة موعودة.
هناك مجتمعات تفتخر بعطائها العلمي ، و هناك من يعطي الإنجازات التقنية،  و هناك من يعطي الفن  ،وهناك من يقدم الحوار الحضاري و هناك من يطرح الديمقراطية ، و هناك من يسعى للحفاظ على البيئة.
أما الإسلام السني فقد أعلناها مدوية : ليس لدينا ما نقدمه للعالم و للإنسانية و لباقي الطوائف سوى الذبح و القتل و الأشلاء و أنهار الدماء.
والآن تطلَّب الأمر تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب الإسلامي السني…. إنه بحق زمن حزين.

(*)كاتب كويتي / صحيفة الوطن الكويتية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*