في ظل صراع الكتل السياسية في العراق للاستحواذ على مناصب في الدولة تبقى المراة العراقية على دكت الاحتياط فما زال توليها لمنصب قيادي يعد طموحا صعب المنال بالنسبة للمرأة التي تتوفر فيها الصفات القيادية لأسباب عديدة .. وربّ سائل هنا يسأل ما الذي يمكن ان تقدمه المرأة عند توليها لمنصب قيادي ان كان الرجال أنفسهم لم يقدموا شيئا يذكر من مطالبات المواطن العراقي؟ موقع الحكمة ومن خلال اجراء هذا التحقيق تعرف على أسباب صعوبة تولي المرأة لمناصب قيادية في العراق رغم دخولها للمعترك السياسي منذ عام 2003.
التسلط الذكوري للمناصب العليا
تحدثت المحامية علياء محمد عن رأيها بهذا الموضوع قائلة: “لا تستطيع المرأة ان تتقلد المناصب السيادية بالمجتمعات العربية عموما والمجتمع العراقي على وجه الخصوص كان تكون مثلا (في منصب رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء), لان ما يسود الآن هو التسلط الذكوري على تلك المناصب”.
البيئة العربية لا تشجع المرأة
أما رأي الأكاديمية سعاد العوادي بهذا الموضوع فقد بينته قائلة: “بالرغم من مساواة الرجل بالمرأة في الدين الاسلامي, اليوم نجد المرأة لا تمتلك القدرة الكافية لكي تتولى هذه المناصب, فالخلل ليس بشخص المرأة بل هي البيئة العربية التي لا تشجع المرأة لهذا الأمر”.
القناعة الكاملة
فيما قالت السيدة أم حسن انه: “ليست لي القناعة الكاملة بتقلد المرأة المناصب السيادية في المجتمعات العربية عامة كونها سوف تكون غير منصفة وغير ملتزمة بالمواقف التي تواجهها”.
مضيفة: “باعتقادي إن المرأة لم تخلق لقيادة العملية السياسية أو السيادية, وانما خلقت لأمور أخرى تنفرد بها عن أخيها الرجل, وهذا قول مأثور يدل على ذلك (ما أفلح قوم ولو أمراً لإمرأة)”.
تبلور عمل المرأة بعد تأسيس الدولة العراقية
وتؤكد رئيس لجنة المرأة والطفل في مجلس محافظة النجف الأشرف انه: “بعد تأسيس الدولة العراقية تبلور دور المرأة العراقية في مختلف المجالات والقطاعات, فأصبحت تقود معظم القطاعات الحيوية التي تقود البلد الى بر الأمان، وتمنع عنه الكوارث والنكبات, ومنذ ذلك الحين الى الآن مازالت المرأة العراقية تبحث عن السلام ونبذ العنف وتكرار الحروب أو بالأحرى الحد منها, ونحن بصدد هذه التجربة الديمقراطية استطاعت المرأة ان تكون مستشارة في شؤون الدولة, ووزيرة لمؤسسات حكومية متنوعة, ونائبة تمثل المرأة العراقية في البرلمان … الخ، من المناصب التي استطاعت المرأة العراقية من خلالها اثبات جدارتها على قيادة الاموروايصال البلد الى بر الأمان”.
التاريخ لا يخلو من مواقف المرأة العراقية
وتشير النائبة عن محافظة النجف الأشرف بان دوش ان: “المرأة العراقية لها وقفات عديدة بطولية ومشرفة سجلت عبر سجلات التاريخ, فالمرأة دائما ما تبحث عن السلام وتكرس كل ما تمتلك من طاقة لتحققه, وقد ذكر في سور القرآن الكريم عن قصص عديدة لأقوام مرت عبر التاريخ ساد على أغلبها الحكم للمرأة، إذ كانت تتميز بانصاف للعباد وتيسير أمورهم دون تحيز أو ميول, ولم أسمع أو أرى في يوم من الأيام بأن المرأة استخدمت العنف لتحقيق هدف ما”.
التجربة الديمقراطية الحديثة
أما وجهة نظر المواطن جاسم حيدر فعبر عنها قائلا: “نحن نطمح من وصول المرأة العراقية الى مراحل متقدمة في المجالات السيادية للبلد, بل انها خلال التجربة الحديثة التي شهدها العراق أثبتت الجدارة والتحدي والتفوق على الرجل لمعظم المواقع السياسية التي تقلدتها المرأة خلال المراحل السابقة بعد سقوط النظام البائد”.
أول امرأة عراقية بالشرق الأوسط
ويذكر عضو مجلس محافظة النجف الاشرف حسين الحدراوي ان: “المرأة العراقية ليست أقل كفاءة وقدرة من الرجل, فقد تغلبت بعض النساء في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على بعض الرجال وحصلن على الاقبال الجماهيري بالتصويت من دون “الكوتا” فهذا يدل على ثقة الناس بها ونزاهتها بالقول والفعل, والدليل هو ان أول امرأة عراقية في الشرق الاوسط تقلدت المنصب القيادي كوزيرة هي “زهيدة الدليمي” وذلك في خمسينيات القرن الماضي، وأول من تسلمت رخصة القيادة لسيارة هي امرأة, فالمرأة تفوقت على الرجل في بعض المجالات, وخير مثال هو حصول المرأة على أكثر من شهادة علمية بعكس الرجل الذي نادرا ما أجده حاصلا على شهادة أو شهادتين علمية”.
الشرع يرفض تقلد المرأة للحكم
ويؤكد استاذ الفقه في جامعة الكوفة الدكتور هادي العكراوي إن: “علماء الفقه والدين أجمعوا على أن المرأة لا تتقلد منصب “القضاة والحكم” لسببان أولهما؛ هو ان من طبيعة المرأة العطف والحنان فلن تستطيع ان تحكم أحدا ما من المجرمين أو الخارجين عن القانون بالاعدام, لرقة قلبها وعطفها عليه أمام جمهرة من الناس والأهل, والثاني: يحتاج من المرأة ان تسافر وتلتقي بالأجانب والأغراب من دول عدة, وقد تكون في ظرف معين كالولادة أو الحمل, لذا فهذه المهمة أجدها صعبة وغير مرغوبة للمرأة, بالرغم من وجود بعض الحالات في التاريخ التي شهدت لنا وصول المرأة الى كرسي الحكم كظهور الأميرات والخاتونات في فترة من الفترات, لكن كنَّ لا يخرجن من بيوتهن إلا للضرورة القصوى وكنَّ يدرن أمور وشؤون البلاد تحت قبة بيوتهن, لذا فمن الصعب ان تتقلد المرأة المناصب العليا في الدولة، لكونها لا تناسب طبيعة المرأة العربية عامة ومهماتها”.