منافسات جلود الأضاحي في مصر.. الحكومة تتصدر والإخوان يتراجعون

255

30-9-2014-7-d

ساحات صلاة العيد وتوزيع اللحوم على الفقراء، ميدان تنافس كل عام قد يصل لحد التصادم بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقوى حزبية وشعبية وكذلك هيئات حكومية، ولكن الجديد هذا العام هو وصول هذه المنافسة إلى جلود أضاحي عيد الأضحى المبارك.
فقد دخلت وزارة الأوقاف المصرية رسميا ميدان المنافسة على تبرعات الجلود التي تنتعش طوال أيام عيد الأضحى المبارك، حيث جرت العادة على التبرع بجلود الأضحية وهو الأمر الذي يوفر فرص عمل موسمية للشباب الذين يقومون على جمع الجلود وتوصيلها للمدابغ في هذا الوقت من العام.
وحذرت الأوقاف في بيان قبل أيام، من تسليم جلود الأضاحي لأي ممن أسمتهم “أعضاء الجماعات الإرهابية”.
وبررت الوزارة طلبها، بأنه “حتى لا يستخدم ثمنها في شراء أسلحة أو تمويل أعمال إجرامية وإرهابية ضد أبناء الوطن الشرفاء، أو تدمير بناه التحتية ومصالحه الحيوية”، حسب البيان.
وزارة الأوقاف لم تكتف فقط بالتحذير، بل اتفقت مع وزارتي الشباب والرياضة والتنمية المحلية، على تشكيل لجنة ثلاثية لجمع جلود الأضاحي بمراكز الشباب ووحدات الحكم المحلي، لصالح تطوير مرفقي الإسعاف والمطافئ.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الأوقاف، فقد تقرر تجميع الجلود، من خلال لجنة ثلاثية في كل منطقة، وإيداعها بإيصال رسمي معتمد ومعلن في الوحدة المحلية، لشراء سيارات إسعاف جديدة أو شراء المستلزمات اللازمة لأي من المرفقين (الإسعاف والمطافئ).
وجاء تحرك الوزارة في مواجهة تقليد متبع على مدار الأعوام الماضية من قبل جماعة الإخوان المسلمين، حيث يقوم شبابها بجمع جلود الذبائح من المواطنين أو الجزارين، وايداعها الجمعيات الخيرية، بحسب مسوؤل بلجنة البر (المسؤولة عن كفالة الفقراء والأيتام) في الجماعة.
وأوضح المسؤول الذي تحفظ على ذكر اسمه، أنه “بجانب توزيع اللحوم في عيد الأضحى، يعد توزيع قيمة جلود الأضاحي بعد بيعها من أبرز أنشطة لجنة البر داخل جماعة الإخوان” التي تقول إنها “تستهدف به الفقراء والمحتاجين من خلال جمعياتها في المحافظات المختلفة”.
وأشار إلى أنهم “عادة ما كانوا يشكلون لجانا في كل منطقة لجمع الجلود من المضحين ومن الجزارين، وبيعها إلى المدابغ، ومن ثم إيداع ريعها بالجمعيات الخيرية لكفالة الفقراء والمحتاجين”.
وفي معرض رؤيته لتحرك الجماعة في ظل التطورات السياسية الراهنة، ودخول هيئات ووزارة حكومية ميدان التنافس على لحوم الأضاحي قال المسؤول بلجنة البر التابعة لجماعة الإخوان “مع موجات الاعتقال التي طالت قيادات الجماعة وشبابها، فقد أصبح ذلك من الصعب تنفيذه، وهو ما اتضح العام الماضي، الذي لم نجمع فيه جلود الأضاحي ككل عام”، مشيرا إلى أنهم “سيقومون بجمع الجلود على نطاق ضيق هذا العام، خوفا من الاعتقال”.
وأضاف: “سنقوم بذلك للاستفادة من ريع هذه الجلود في كفالة أسر الشهداء والمحبوسين الذين فقدوا مصادر دخلهم”.
ولم تقتصر منافسات جلود الأضاحي على الإخوان والحكومة حيث كثفت تيارات تيارات دينية أخرى مثل الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة المحمدية (سلفية)، من دعواتها بالتبرع لها بجلود الأضاحي.
حيث دعت الجمعية الشرعية في بيان، قبل أيام، المضحين إلى التبرع بـ”جلود الأضاحي” لصالحها وفروعها بالمحافظات لتتمكن من الانفاق على مشروعاتها الخدمية.
كما حذرت في بيانها من أنه “لا يجوز أن يعطي المضحي جلود الأضاحي للجزار، فهو يأخذ أجره مقابل عمله (أي بمعزل عن الجلود التي لا يجوز شرعا احتسابها ضمن الأجر)”.
ومنذ عزل مرسي في 3 يوليو/تموز 21013، تقوم السلطات بالتضييق على أنشطة جماعة الأوان المسلمين والمقربين منها، كون العمل الخدمي والاجتماعي أحد أهم المصادر التي منحت شعبية للتيار الإسلامي سياسيا في الشارع المصري.
وأعلنت الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين إرهابية في ديسمبر/ كانون أول الماضي، وشكلت لجنة للتحفظ على أموال قاداتها، أسفرت عن تجميد عمل المئات من الجمعيات الخيرية التابعة لها.
وتشهد مصر منذ شهور أزمة سياسية، تسببت في انقسام مجتمعي بين مؤيدين ومعارضين للرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي جرى عزله من قيادات الجيش بعد مظاهرات لقوى شعبية في 3 يوليو/ تموز من العام الماضي، في خطوة يعتبرها أنصاره “انقلابا عسكريا” ويراها المناهضون له “ثورة شعبية”.

“الأناضول”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*