انتخابات العراق: المالكي أكبر الخاسرين والصدر والحكيم بمقدمة الرابحين

203

1الانتخابات

د. أسامة مهدي

أظهرت النتائج النهائية للانتخابات المحلية لمجالس المحافظات العراقية فقدان ائتلاف دولة القانون ‏بزعامة المالكي لتسعة وعشرين مقعدًا مقارنة بالانتخابات الماضية عام 2009 ،على الرغم من انضمام كتل جديدة إلى الائتلاف.


على الرغم من فوز ائتلاف رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بالانتخابات المحلية التي اعلنت نتائجها خلال الساعات الاخيرة إلا أنه اعتبر اكبر الخاسرين فيها، حيث فقد 29 مقعدًا عن التي حصل عليها في انتخابات 2009، بينما زاد ائتلافا الصدر والحكيم من مقاعدهما في مجالس المحافظات، الامر الذي اعتبر مؤشراً اوليًا للخريطة السياسية التي ستكون عليها البلاد بعد الانتخابات النيابية العامة المنتظرة مطلع العام المقبل .. بينما قال وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي إن ساحات الاعتصام تحولت إلى مسالخ وحاضنة للإرهابيين وطالب الحكومة التركية بعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية.

فقد اظهرت النتائج النهائية للانتخابات المحلية لمجالس المحافظات العراقية التي اعلنتها رسميًا المفوضية العراقية المستقلة للانتخابات فقدان ائتلاف دولة القانون ‏بزعامة المالكي لتسعة وعشرين مقعدًا عن الانتخابات الماضية عام 2009 ،على الرغم من انضمام كتل جديدة الى الائتلاف في مقدمتها منظمة  بدر بقيادة وزير النقل هادي العامري، والفضيلة ‏بقيادة الاب الروحي لها آية الله محمد اليعقوبي، والاصلاح الوطني بزعامة ابراهيم الجعفري زعيم التحالف الشيعي.

وحصل ائتلاف دولة ‏القانون في المحافظات الاثنتي عشرة التي جرت فيها ‏الانتخابات على 97 مقعداً ، فيما حصل في الانتخابات الماضية التي جرت عام 2009 على 126 ‏مقعدًا وجاء حزب الدعوة الاسلامية

بزعامة المالكي في آخر قائمة الفائزين ضمن ائتلاف دولة القانون.

وحقق ائتلاف المواطن للمجلس الأعلى الإسلامي ‏بزعامة السيد عمار الحكيم  نتائج جيدة زادت من مقاعده في المجالس المحلية، حيث حصل على 65 مقعداً في انتخابات العام الحالي بعد أن كان حصل عام 2009 على 57 مقعدًا بزيادة 8 مقاعد. وجاء ائتلاف الاحرار للتيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر ثالثًا بحصوله على ‏‏55 مقعداً بزيادة 14 مقعدًا عمّا حصل عليه في انتخابات عام 2009، والتي كان عددها 41 مقعدًا.‏

وجاء في المركز الرابع من حيث عدد المقاعد ائتلاف العراقية الوطني بزعامة اياد علاوي وحصل على 15 مقعداً، ‏وقائمة متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بحصوله على 14 مقعداً، بينما جاءت القائمة العراقية العربية ‏برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في الاخير بحصولها على 5 مقاعد. وقد فازت ببقية المقاعد المتبقية ائتلافات وشخصيات مستقلة في هذه الانتخابات التي شارك فيها 6 ملايين ونصف المليون ناخب من بين 13 مليون ناخب يحق لهم التصويت، حيث شكلت نسبة المقترعين 51 في المئة بحسب المفوضية العراقية للانتخابات على الرغم من تأكيد منظمات مراقبة مستقلة أن المشاركة لم تتعدَ 47 في المئة.

وأظهرت النتائج خسارة ثلاثة محافظين من اصل 12 محافظًا جرت الانتخابات في محافظاتهم الجنوبية، حيث خسر محافظ كربلاء امال الدين الهر ومحافظ الديوانية سالم حسين علوان ومحافظ ذي قار طالب الحسن. وبعكس ذلك فقد فاز 9 محافظين هم : محافظو ميسان علي دواي وبغداد صلاح عبدالرزاق  وبابل محمد علي المسعودي والنجف عدنان الزرفي والمثنى ابراهيم الميالي وواسط مهدي حسين خليل  والبصرة خلف عبدالصمد وديالى عمر الحميري وصلاح الدين احمد عبد الله.

وقد جاء اقتسام الائتلافات لنتائج الانتخابات من دون فوز مطلق لأحدها ليرغم هذه الائتلافات على الدخول في تحالفات لتشكيل الحكومات المحلية لمجالس المحافظات من بين فائزيها، حيث أشارت تقارير الى وجود مباحثات بين ائتلافي المالكي والحكيم باتجاه الاتفاقات على تفاهمات على هذا الطريق.

كما اثارت الخسائر التي لحقت بائتلاف المالكي مخاوف من امكانية توجهه إلى تأجيل الإنتخابات النيابية العامة المنتظرة في اذار (مارس) المقبل 2014 .. الامر الذي دعا المجلس الأعلى الإسلامي برئاسة الحكيم الى التحذير من ذلك مشددًا على أن أي تفكير بتأجيلها جزئيًا او كليًا سيكون “خطأ يرفضه الجميع”.

وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى حميد معلة إن “الوضع الحالي لا يسمح بتأجيل أي انتخابات برلمانية مقبلة” واصفًا الاقتراع المقرر مطلع عام 2014 بأنه “السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تشهدها الساحة السياسية”.

وحول تحالفات ائتلاف المواطن في ظل الفوز الملحوظ الذي حققه في هذه الانتخابات قال إن “موضوع تشكيل الحكومات المحلية بالاغلبية لم يحسم بعد وما زال قيد التفاوض والمناقشة بين ائتلاف المواطن ودولة القانون وكتل أخرى”. واوضح أن “تحالفات المجلس الاعلى في المرحلة المقبلة ستتركز بالدرجة الاولى على الخدمة بما ينسجم مع برامجنا الانتخابية”.

 المصدر: إيلاف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*