سورية بين التسوية الدولية وحافة القيامة!

214

الحسيني محمد صادق الحسيني

غارات إسرائيلية على ريف دمشق تقول تل أبيب انها ردا على إيران ومنع تعاظم قوة حزب الله وأنباء عن القبض على طيارين واقتربت ساعة الهاوية أو تكاد! سباق ماراتوني غير مسبوق تعيشه الدوائر الأمريكية بين الإعداد للتسوية إذعانا لوقائع الميدان وبين التهويل بتصعيد الحرب المفتوحة على سورية! تخبط غير مسبوق تعيشه الإدارة الأمريكية بين الإذعان للتفاوض مع الروس بالنيابة عن وكلائها الاقليميين الذين خسروا رهان إسقاط الأسد ودخول دمشق فاتحين؛ وبين منح تل ابيب ضوءًا أخضر لخلط الأوراق ومحاولة تغيير معادلة الميدان!

‘في هذه الأثناء فإن أصابع موسادية اتخذت لنفسها منحى تصعيديًّا من خلال التمادي في عمليات العبث بقبور الأولياء والصالحين من صحابة النبي الأعظم ومن آله ومن والاه متجاوزة كل الخطوط الحمر بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي في محاولة واضحة لتأجيج الفتن المذهبية المتنقلة لتؤكد ذلك التخبط واضطراب العقول والموازين لدى قادة الروم ! وحده ‘السيد’ من بين زعماء العرب لم تضطرب لديه الموازين وقرر إعارة جمجمته لله وغرس قدميه في عمق الأرض العربية ورمى بصره في أقصى القوم من الروم والصهاينة محددًا اتجاه بوصلته التي لا تخطئ بكلام لا يقبل التأويل أو التفسير: لن نسمح لسورية أن تسقط بيد أمريكا أو إسرائيل أو التكفيريين! ‘بالمقابل فإنهم سيظلون على بؤسهم ويأسهم أولئك ‘المرجفين في المدينة’ عندما يحاولون ‘التفنن’ بالتحليل و’اللعب’ على وتر الطائفية والمذهبية أحيانًا وعلى نبض ‘الحرية’ احيانًا أخرى عندما يتهمون السيد بالوقوف مع الظلمة مقابل الشعب السوري العظيم ! بينما هم أكثر من يعرف بأن اصطفاف السيد وأنصاره إنما هو في جوهره ضد الظلم والطغيان الدولي المتربص بقضية فلسطين وما الساحة السورية إلا ميدان اختبار جديد بين من أنصار الوعد الصادق وبين عملاء حاكم العالم الظالم والطاغية الاكبر الذي يريد تطويب ‘ اسرائيل ‘ بالتحايل على جمهور الأمة مرة باسم ‘مبادرة السلام العربية’

ومرة ثانية بأخرى ‘معدلة’ وكأن أرضنا وأوطاننا وقيمنا وديننا براميل نفط وغاز او بضاعة بتروكيماوية تخضع لأسعار البورصة من هنا تأتي أهمية تحذيرات سيد المقاومة وندائه للمنازلة ‘وقوله فماذا لو تدحرجت الأمور؟ ‘وقوله أنى من يقاتل مثلث الاستكبار العالمي والرجعية الإقليمية والإسلام الأمريكي حتى الآن هو الجيش العربي السوري كما تؤكد وقائع الميدان، فماذا لو دخلت قوات دول وكتائب أحزاب مقاومة وجحافل متشوقة للشهادة دفاعًا عن أصحاب نبيها وأهل بيته ؟ ‘وهنا ثمة من قرأ تحذيرات نصر الله بحتمالات التدحرج على الشكل التالي: لو تدحرجت الأمور ولم يذعن أوباما للتفاوض والقبول بقواعد اللعبة الجديدة ومعادلات الميدان الفعلية على الأرض السورية عليه أن يستعد لدفع أثمان باهظة.

لو تدحرجت الأمور وركب أوباما رأسه وقرر التصعيد على مستوى المنطقة فإنه قد يستفيق من نوم إحدى لياليه ليقرأ رسالة عاجلة من إحدى بوارج حربيته بأنه كلما ينظر في المنظار لا يتمكن من رؤية الجيوبوليتيك الخليجي كما اعتاد أن يراه قبل التدحرج ! هذا أمر عمليات جدي اتخذ من جانب القيادة العليا و’آمر النار’ أصبح بيد القادة الميدانيين ولن تكون هناك حاجة لديهم بعد الآن للعودة لغرفة العمليات كما تؤكد المعلومات المسربة من مطبخ العمليات المشتركة! يتحدثون في إعلامهم عن غرفة عمليات مشتركة بين رجال المقاومة على امتداد محورهم الذي بات يضم روسيا والصين أيضًا ويقولون إنها هي التي منعت سقوط الأسد وسورية وفتح دمشق! الجواب كان واضحًا لدى سيد الكلام: حتى الآن لم تدخل القوات الإيرانية ولا كتائب حزب الله، وإن الجيش العربي السوري هو من يقاتلكم لوحده، فإن أردتموها حربًا مفتوحة على المقاومة فنحن أهلٌ لها!

‘يؤكد متابعون جيدون بأن رياحهم ستصبح في مهب عاصفة (الكرّار) وما أدراك ما (الكرّار) لأنه سيكون يومًا ليس له ما يشبهه في تاريخ حروب المنطقة الحديثة ! هكذا يقولون وهكذا يعدون وهكذا يتأملون مشهد يوم القيامة الموعود ! إنها ساعات الصبر والتأني والتأمل والدعاء للجيش العربي السوري لوحده بالتمكن من وقف سفك الدم السوري عند الحدود الراهنة وعدم زج المنطقة والعالم في ما لا يحمد عقباه! ثمة عقلاء وحكماء من بقايا العالم القديم يقفون صفًّا يتوسلون تسويات دولية وإقليمية للخروج من منزلق أو كوريدور التدحرج وهم يتجولون في عواصم المنطقة في الظل لعلهم ينجحون في لجم عطش بقايا الحرس القديم من حزب بوش ممن لا يزالون يعششون في بيت اوباما!

المصدر: القدس العربي

مراجعة وتدقيق: (الحكمة)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*