فرج الله ديب: مسرح أنبياء التوراة هو اليمن

439

12-2-2013-01

مرة أخرى يبرز من يقول إن التوراة جاءت من الجزيرة العربية وإن مسرحها كان اليمن لا فلسطين.

وبعد الكتاب الشهير “التوراة جاءت من الجزيرة العربية” للمؤرخ والباحث اللغوي الكبير الراحل كمال الصليبي والذي صدر سنة 1985 يأتي باحث لبناني آخر هو فرج الله صالح ديب ليقول إن اليمن هو مسرح أنبياء التوراة.

وقد جاء كلام ديب في كتابه “اليمن وأنبياء التوراة..هل جاء المسيح إلى صنعاء” الذي تألف من 211 صفحة متوسطة القطع وصدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت. ولديب كتاب آخر في هذا المجال اسمه “التوراة العربية وأورشليم اليمنية” صدر سنة 2009. 

وقال المؤلف عن عمله الحالي “يتناول هذا الكتاب تبيان مسرح أنبياء التوراة في اليمن حيث مدينة حبرون التي دفن فيها إبراهيم تقع شمال عدن وحصن أريحا (بالعبرية يريخو) مازال شمال صنعاء باسم يراخ وحصن اليهودية مازال جنوب (يريم) و(جرار) حيث تغرّب إبراهيم جنوب غرب صنعاء إضافة إلى مئات الأسماء التوراتية.

كما يتناول إفلاس علم الآثار في فلسطين في تصديق كتابات التوراة، وأن النبي هود (أصل اليهود) كان في الأحقاف شمال عدن، وأن الأنصار في يثرب كانوا يهودًا. كما يتناول المسرح الجغرافي للنبي إبراهيم ويوسف وموسى وسليمان والحلال والحرام في دين اليهود والإسلام.”

وتحت عنوان “الأثريات في إسرائيل تكذب أسطورة أرض الميعاد” قال فرج الله صالح ديب “مرة أخرى يكذّب علم الآثار في إسرائيل اسطورة “أرض الميعاد” وخطأ إسقاط جغرافية التوراة على فلسطين. فبعد تحقيق مجلة تايم (الأمريكية) 18-12-1995 بعنوان “هل التوراة واقع أم خيال” جاءت مجلة “لونوفيل أوبزرفاتور” الفرنسية عدد 18 ــ 24-7-2002 لتنشر تحقيقًا على امتداد عشر صفحات بعنوان “الطوفان.. إبراهيم.. موسى.. الخروج.. التوراة الحقيقية والأسطورة. الاكتشافات الجديدة لعلم الآثار كتبه فيكتور سيجلمان.. جان لوك لوتييه.. صوفيا لوران.

إضافة إلى نحو سبعة كتب نشرت في فرنسا منذ 1998 حول المضمون نفسه وملخصه: إن علم الآثار في فلسطين لم يؤكد ما جاء في أسفار التوراة، وبالتالي فإن “أرض الميعاد” الكنعانية… ليست في فلسطين، وعليه فالأسطورة الصهيونية عن أرض الأجداد باطلة.”

أضاف أنه وفي مقابلة مع (إسرائيل فلنكشتاين) مدير كلية الآثار في تل أبيب جاء “إن الحفريات الأثرية سيطر عليها نص التوراة الذي كان يعتبر مقدسًا” وكان ينتظر أن تصدق الحفريات، وأن تؤكد الرواية التوراتية. وحتى عام 1960 لم يكن أي عالم يشك في التاريخية المقدسة لرحلات الآباء، “أي أنبياء التكوين والخروج من إبراهيم حتى موسى. وكان المهم العثور على موجودات أثرية تؤكد النص. لكن منذ ذلك الحين والاثريات وسط معمعة”.

وقال “أما فيكتور سيجلمان وإن كان أكثر جرأة من فلنكشتاين إلا أنه صهيوني بالقوة، إذ كما حمل الشعب الفلسطيني وزر التفسير الصهيوني للتوراة، فإنه يريد تحميله أيضًا وزر سقوط الوهم وتجلياته.”

يقول سيجلمان “الأمر بالنسبة للفلسطيني فإن شرعية وجود دولة إسرائيل هي المطروح وليس الأراضي التي احتلت عام 1967. فبعد المؤرخين الجدد جاء دور الآثاريين الجدد في إسرائيل، الذين وضعوا النص التوراتي محل الشك، خصوصًا حول تاريخية الآباء والأنبياء وحول معبد سليمان”.

وتابع سيجلمان يقول “وعليه فإن الأيديولوجيا الصهيونية التي أسس اليهود دولتهم على أرض الأجداد عليها لم تعد بالحسبان. إن علماء الآثار لم يعثروا، على أي أثر لخراب معبد، ولا مملكة متألقة لسليمان، ولا أي شيء آخر. والنص التوراتي الذي ليست له مادية حقيقية ليس سوى اختراع أدبي. لكن ذلك لا يبدل أبدًا ارتباط الشعب اليهودي بهذه البقعة المسماة أرض إسرائيل وبالعربية فلسطين.”

وقال ديب “الحقيقة إن مسرح التوراة كان هناك في اليمن. فمن أبناء نوح حسب التوراة (آزال) وحضرموت و(آزال) اسم صنعاء عاصمة اليمن حتى القرن السادس الميلادي أو مدينة سام. كما أن إبراهيم رحل من أور قاصديم من بلاد بني قاصد، أي يافع السفلى جنوب اليمن إلى مصر بين بريم وإب جنوب صنعاء. ولم يتساءل الفكر الغربي التوراتي عن مصراييم التوراتية وتناسى أن مصر الدولة الحاضرة كان اسمها التاريخي بلاد القبط. ثم ارتحل إبراهيم إلى حبرون التي ما زالت باسمها شمال شرق عدن في منطقة الواحدي.”

أضاف “إن الفكر العربي يلام تاريخيًّا وآثاريًّا ولا يلام الفكر الغربي. فهل كان الهمذاني (في كتاب الإكليل) والطبري (في تاريخ الأمم والملوك) من الأغبياء عندما ذكرا أن فراعنة مصر أيام يوسف وموسى كانا الوليد بن الريان والوليد بن مصعب، أم إن أحدًا لم يقرأ الطبري بل اعتمد فهرسه فقط؟ إن اليهود عشائر عربية يمنية نسبة إلى النبي هود الوارد ذكره في القرآن والذي كان من (الأحقاف) شمال (حضرموت)”. 

وفي الحديث عن (صور) ينفي أن تكون هي نفسها المدينة اللبنانية الحالية ويقول “أما فعلًا فإن مدينة ومرفأ وقلعة (صور) العمانية… تقع على بحر العرب وعلى مداخل خليج عمان المرتبط بمضيق هرمز. إذن (صور) وقلعتها التوراتية هي (صور عمان) أو (بني عمون)، لأن التوراة التي ظلت محفوظة بالسريانية تبدل الألف إلى واو… وبالتالي عمان – عمون”.

وينتقل إلى مجال آخر فيقول عن صهيون إنه “في التوراة العبرية ترد اسم (صيّون) وليس (صهيون)، وبالتالي فإن الهاء فعلُ لهجةٍ عربية بدلت الياء إلى هاء. لكن أين نجد صيّون في اليمن؟ إنها مدينة (سيئون) اليوم… وسيئون مدينة يمنية على حافة وادي حضرموت”.

وعن مصر يعود فيقول إن “مصر الحاضرة كان اسمها قبل الإسلام في القرن السابع بلاد القبط وفي التوراة ترد باسم (مصرايم) وبالتالي فإن مصر هنا في اليمن.”

 

المصدر: رويترز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*