كيف نشكركم يا أهلنا في العراق
كتبت إحدى الأخوات الخليجيات، وهي في رحاب النجف وكربلاء في زيارة أربعين الإمام الحسين، تصف مشاهداتها وانطباعاتها التي شاركها بها كل من قابلناهم من الزوار:
«بعد ثماني سنوات من حرب وقتال بين العراق وإيران يقف طوفان بشري مليوني إيراني يحتسي الشاي ويتم استقباله بحفاوة في مضايف العراقيين.. حبًّا وكرامة للإمام الحسين وضيوفه..
ورغم كل رواسب حرب الخليج الثانية وما بثه ويبثه الإعلام التحريضي ليثير به البغضاء والعداء تستضيف أسر العراق في بيوتها من دون مقابل الزوار الخليجيين وكأنهم أهل وإخوان.. حبًّا وكرامة للإمام الحسين وضيوفه.. ولسان حال هؤلاء جميعًا بأننا نعلم بأن من جرَّ علينا الكوارث في حروب الخليج ، ومن صَنعَ ودفعَ المجرم صدام ليقوم بجرائمه وتعدياته هي الجهات الصانعة نفسها والداعمة الآن للتكفير والتكفيريين القتلة..
تسير مسيرة الزائرين بأعدادها المليونية بانسيابية مطلقة ليس لها نظير في التاريخ دون تدخل رسمي دافعها في هذا الانضباط التلقائي حب الإمام الحسين..
تعلو ابتسامات الرضا والسكينة محيا العائدين من زيارة الأربعين وهم يعيشون طمأنينة حيازة المغفرة والرضوان وقناعتهم بأنهم قد فازوا لحبهم للإمام الحسين».
عاد الزائرون المقدر عددهم بـ 20 مليوناً أو أكثر إلى بيوتهم في العراق والخليج ودول الإقليم وأقاصي جهات المعمورة سالمين رغم استهدافهم بالقتل والتفجير من قبل الجماعات الإرهابية والإجرامية التي تعتبر من أعتى ما شهده التاريخ البشري.. عادوا سالمين بفضل جهود وتخطيط وتضحيات وتفاني الطواقم الأمنية في العراق وهذا الإنجاز يقترب من أن يكون معجزة..
لقد استضاف العراق وتكفل وحمى كل هذه الملايين وضمن عودتهم سالمين راضين يحملون معهم أفضل ما يمكن أن يحمله بشر من رضا معنوي ومادي لينتقش في أعماقه الإنسانية فيتتوأم فيها مع مشاعر الحب والانجذاب الراسخة للقيم الفطرية الراقية التي يمثلها الإمام الحسين في أعماق الوجدان البشري.
ياسر الصالح / الرأي الكويتية