تدخين و( كعب عالي) و(مكياج) في المسجد الأقصى

216

14-8-2012-3

 القدس – نايف زيداني

   يشهد المسجد الأقصى المبارك ظواهر سلبية كثيرة تحدث في باحاته، بعضها يدخل في باب انتهاك حرمة المكان من قِبل نساء ورجال وشبان وفتيات لا يراعون قدسية المكان.

   وفيما جرت العادة بتسجيل انتهاكات المستوطنين وجنود الاحتلال وتدنيسهم للأقصى باقتحام باحاته والعيث فسادًا فيها، إلا أننا  من خلال وجودنا في الأقصى رصدنا أيضاً انتهاكات يرتكبها مَنْ هم أولى الناس بالحفاظ على حرمته من مسلمين ومسلمات يزورونه، ورصدنا  أيضاً تذمر المصلين  والمسؤولين في المسجد من هذا الحال.

   من يزور المسجد الأقصى – حتى في شهر رمضان المبارك – سيجد أن هناك نسبة كبيرة من الفتيات يدخلن إلى باحات المسجد في حالة من التزيّن بالملابس  والمكياج، بل ويسمع أيضاً طقطقة أحذيتهن ذات الكعب العالي المارة من بين المصلين أو من ينتظرون الصلاة.

   وعبّر عدد من الرجال والشبان الذين شهدوا مثل هذه الحالات عن تذمرهم من الوضع، معتبرين أنه لا يجوز أن تكون مظاهر من هذا النوع داخل المسجد دون مراعاة حرمته.

   في حين أكد عدد ممن يرتادون المسجد الأقصى بشكل دائم أن “هذه الظاهرة ليست جديدة، ولكن يبدو أن حراس المسجد والمنظمين يتساهلون أحياناً مع الناس بسبب الوضع الخاص للمسجد الأقصى ووقوعه تحت الاحتلال وحاجته الماسة لتواجد الناس فيه بشكل دائم، لكن الطامة الكبرى أننا سمعنا عن وجود لقاءات غرام بين شبان وفتيات من القدس أو يسكنون في القدس يفضلون أن يلتقوا في باحات الأقصى، ونحن لا نقول إن مثل هذه الحالات كثيرة، ولا نقول إنها تصل لحد اللمس – لا سمح الله – ولكن مجرد اعتبار الأقصى غطاءً لمثل هذه اللقاءات أمر مرفوض ومنبوذ، ولكن للأسف هذا موجود”.

   وتابع آخر “هناك فتيات يرتدين زيًّا معيناً لحظة دخولهن المسجد، وبعد تجاوزهن للحرس والبوابات يقمن بخلعه والبقاء في ملابس لا تتلاءم مع قدسية المكان، ولا يكون هدفهن الصلاة، ولكن إما مجرد الزيارة والترفيه أو التقاط الصور أو غير ذلك ” .

   وقد رصدنا انتهاكاً فاضحاً من قبل عدد من الرجال الذين قاموا بتدخين السجائر داخل منطقة الحرم وببيع القهوة في ليالي رمضان، كما رصدنا حالات قام فيها رجال بالصلاة خلف النساء، إما بسبب تجمع النساء في أماكن ليست مخصصة لهن أو بسبب عدم تقدم الرجال إلى أماكن أخرى، إضافة إلى قيام عدد كبير من الناس بمغادرة المسجد الأقصى وقت الصلاة تحديداً، ما يشير إلى أنهم لم يقصدوه للصلاة ولكن لغايات أخرى.

   ومن المصلين من قال إنه “رغم المظاهر السلبية التي لا نرغب فيها، إلا أنه لا شك أن معظم من يقصدون المسجد الأقصى إنما يقصدونه للصلاة والرباط فيه ولطاعة الله سبحانه وتعالى، وللتصدي لمساعي الاحتلال الإسرائيلي لتهويده وتقسيمه والنيل منه، والمظاهر السلبية تكاد تكون حالات شاذة مقارنة بعدد من يزورون المسجد الأقصى المبارك”   .

“الأوقاف”: للأسف ثقافة شعبنا غير مكتملة

   وبدوره أقرّ الشيخ عزام الخطيب، مدير دائرة أوقاف القدس، بوجود عدد من الظواهر السلبية التي تنتهك حرمة المسجد، مؤكداً لـنا أن “الأئمة والمسؤولين في المسجد الأقصى ودائرة الأوقاف يحذرون دائماً من التجاوزات، ويحثون على احترام قدسية المكان، لكن تبقى هناك شريحة لا تتجاوب مع هذه التعليمات”.

   وزاد “هناك فصل بين النساء والرجال، وكلٌّ يجب أن يلتزم بالصلاة في الأماكن المعدة لذلك، ومنها مثلاً تخصيص مسجد قبة الصخرة وساحته للنساء وحدهن في رمضان، ومع هذا تجد بعض النساء أو الرجال يؤدون الصلاة في غير الأماكن المعدة لكل من الشريحتين، ما قد يؤدي لحالات يجب أن لا تكون”.

   وأضاف الخطيب: “وبالنسبة للملابس والتبرج وغيره من قبل بعض النساء أو الفتيات، فإننا نتحدث دائماً عن الموضوع، وكذلك المنظمين والحراس لكن يبقى هناك من لا يتجاوب مع التوجيهات، بل ومعلوم لدينا عن حالات تقوم النساء فيها بتغيير ملابسهن بعد تجاوز أبواب المسجد، ومعلوم لدينا أن الكثيرين لا يقصدون المسجد للصلاة. ونواجه أيضاً مشكلة مع المتسولات اللاتي نحاول منعهن من التسول بالمسجد فيقصدن الشرطة، وحدث أن اتهمن حراساً ومنظمين بالمسجد بالاعتداء عليهن عندما حاولوا منعهن من التسول”  .

   وقال إنه لا علم له بوجود من يبيعون القهوة في باحة المسجد ومن يقومون بالتدخين فيها، ولكن سيتم الاهتمام بمعالجة الموضوع…

   وانتهى الخطيب للقول: “رغم بعض المظاهر السلبية الناجمة عن عدم اكتمال ثقافة شعبنا الدينية للأسف الشديد، إلا أننا نقوم على خدمة المسجد الأقصى بصورة جيدة جداً، فالوضع العام جيد رغم وجود الاحتلال، وعلينا ألا ننسى مكانة المسجد الأقصى في قلوب المسلمين ومدى تعطشهم له، وعليه يجب أن نتمتع برحابة صدر وبقدرة على الامتصاص واستيعاب الجميع”.

المصدر: العربية نت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*