ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية يثقل كاهل المواطن المحدود الدخل
النجف الأشرف ، الحكمة – (تحقيق: آلاء شاكر)
ما إن تقترب أيام التحاق الطلبة بصفوفهم الدراسية من كل عام دراسي، حتى تبدأ معاناة المواطن الذي يواجه الارتفاع الكبير في أسعار مواد القرطاسية والملابس الدراسية، ليثقل بصرفيات جديدة قد تفوق ميزانيتَه المحدودة، لاسيما إذا كان في العائلة الواحدة أكثر من طالب بحاجة إلى تجهيز دراسي كامل، وهنا تتفاقم المشكلة.
ففي محافظة النجف الأشرف بدأ موسم التسوق المدرسي قبل حينه المعتاد هذا العام، استعدادًا للموسم الدراسي الجديد، حيث تنافست المكتبات ومحال الملابس واللوازم المدرسية بعرض بضائعها لكسب ود المتبضعين. ويشير الباعة إلى تصاعد تدريجي في نسبة الإقبال على شراء اللوازم المدرسية من قبل الأهالي خشية ارتفاع أسعارها مع اقتراب بداية العام الدراسي .
مصاريف المدرسة كثيرة
محمد عبد الرسول مواطن عبَّر عن معاناته من غلاء أسعار اللوازم الدراسية قائلًا : ” مصاريف المدرسة كثيرة، بين حقيبة ودفاتر وأقلام وغيرها من المستلزمات، كلها تعرض بأسعار مرتفعة بمجرد قرب الموسم الدراسي ” .
مضيفًا : ” ارتفاع التجهيزات المدرسية في الأسواق يضع المواطن في مأزق كبير، فيستلزم منه ذلك أن يضحي ببعض احتياجات أسرته اليومية من أجل توفير تلك التجهيزات ” .
القدرة الشرائية للمواطن لا تتناسب وتصاعد الأسعار
بينما تحدث مسلم حسن عن هذه المشكلة قائلًا : ” أنا لدي ثلاثة أولاد لا أستطيع أن أجهزهم مرة واحدة، بل أشتري مادة تلو أخرى إلى أن أكمل المطلوب من القرطاسية والملابس والحقائب وغيرها ” .
وتابع : ” المشكلة أن القدرة الشرائية للمواطن لا تتناسب والارتفاع التصاعدي في أسعار السلع الدراسية، مما يولد أزمة لدى الأسرة العراقية ” .
ابني يتيم ومحروم من الدراسة
أما أم ماجد فتقول : ” أنا أرملة وأم لأربعة أطفال وليس لدي معيل يساعدني على شراء التجهيزات المدرسية لأولادي، فأسعارها مرتفعة، ولا أتمكن من اقتنائها، فاضطررت إلى حرمان ابني الكبير ، وعمره عشر سنوات، من المدرسة ليعمل ويساعدني في مصاريف المنزل ” .
مطالبة “بقيام وزارة التربية بتوفير مستلزمات الدراسة بشكل مبكر، بالتزامن مع بداية الموسم الدراسي في إطار تهيئة ضروريات إنجاح العملية التربوية ” .
أصحاب الجملة هم السبب
أصحاب محال بيع اللوازم المدرسية وضعوا الكرة بمرمى التجار الموردين للبضائع، كونهم يفرضون أسعارًا مرتفعة عليهم، فيقول حسام علي صاحب محل الملابس المدرسية : ” أصحاب الجملة يفرضون علينا أسعارًا مرتفعة للملابس ما يضطرنا إلى رفع الأسعار، فمثلًا في العام الماضي كان سعر الصدرية المدرسية للفتيات ( 50 ) دولارًا، بينما في هذا العام يبيعها أصحاب الجملة بأكثر من (75 ) دولارًا، ما جعل بعض المواطنين المحدودي الدخل يمتنعون عن شراء الملابس المدرسية لغلاء أسعارها ” .
إقبال مبكر على الشراء
فيما أكد حسين خالد صاحب محل قرطاسية قائلًا: “أخرجت الدفاتر والأقلام وبقية مواد القرطاسية اللازمة للدراسة قبل الوقت المحدد مقارنة بالأعوام الماضية، حيث شهدت الأسواق في هذا العام إقبالًا مبكرًا من المواطنين لشراء المستلزمات الدراسية”.