الشعب العراقي يمنح الشيخ المصري حسن شحاتة الجنسية العراقية
بين ليلة وضحاها ولأول مرة في العصر الحديث نجد شخصًا عربيًّا غير عراقيٍّ يصبح هو الحدث الأبرز في الساحة الشعبية العراقية بعيدًا عن ضفاف الحكومة والمواقف السياسية العربية إيحاءً وصراحة، وبعيدًا عن العنف الدراماتيكي الذي أودى بحياة الشيخ المصري الشهيد حسن شحاتة (مع طول العمر للمدرب الرياضي المصري المعروف بنفس الاسم حسن شحاتة)، وهي حالة غريبة عن المجتمع المصري الودود الذي لم ينزلق أبدًا للمنزلقات ذات القساوة البشعة كما يحصل في بعض البلدان.
نجد أن وصول الإخوان المسلمين للحكم المصري مع قوة المعارضة الشعبية لهم كان سببًا ، مع الأسف ، في نشر ثقافة غريبة على المجتمع المصري الودود ذي التسامح الراقي مجتمعيًّا وحضاريًّا متقدمًا بخطوات على نظرائه العرب… فلن ينفع أن أعيد وأكرر بشاعة الجريمة العنفية ذات التنفيذ الأبشع والأفظع ، ضد الشيخ المصري الشهيد شحاتة ولا أعلم هل ستكون هناك مواقف حكومية مصرية واقعية وحقيقية تنتفض لدمه الطهور لأنه مصري أولًا قبل النظر لمذهبه ولدينه؟ ولكن الغريب ماشاهدته من فعاليات شعبية، أكرر شعبية عفوية من الناس في العراق، من إقامة سرادقات العزاء مع تكاليفها المعروفة، للشيخ شحاتة في المناطق الشعبية الشهيرة في بغداد والمناطق المقدسة النجف وكربلاء وربما سامراء؟ وتعليق مئات اللافتات إعلانًا لشهادته وكأنه معروف الجانب الشعبي عند كل الناس، مع أن الآلاف بل الملايين ربما لا تعرف عنه شيئًا، ولكنهم اليوم جميعًا عرفوا أنهم قتلوه لأنه معتنق لمذهب آل البيت الكرام ، وقتلوه ببشاعة تشبه بشاعة مقتل سيد الشهداء الحسين بن علي سبط الرسول(ص) من استعمال السكاكين والمطاوي والهراوات والعصي ، وهي رؤية نفسية مؤلمة جدًّا عند العراقيين، ببشاعة ذكراها كل سنة في محرم الحرام ثم توقيت اغتياله في الاحتفال بمناسبة لا يعرف قيمتها المعنوية والواقعية غير شيعة العالم ، وهي النصف من شعبان ولادة الإمام المهدي الثاني عشر(عج) بما تشكله من دلالات نهضوية يمكن الرجوع إليها في مصادرها المتيسرة الآن.
اليوم عرفت أن الشعب العراقي منح الشيخ حسن شحاته الجنسية العراقية بعيدًا عن ضوابط الإقامة والزواج و و و و … فليس من طبع العراقي أن يقيم سرادقات العزاء للأجانب عنه مطلقًا، ولكنه اليوم أقامها، واليوم سمّوا مدرسة باسمه، وسجلوا شارعًا باسمه، وستتوالى دفقات حب العراقيين لكل مظلوم.
تمنياتنا لمصر أن لا تنزلق هذا المنزلق الخطير، لأنها تضم كل الأعراق والأطياف، ولا يمكن أن يكون لها لون واحد ونكهة محددة مفروضة على الجميع.
الرحمة للشهيد شحاتة ولأصحابه المظلومين.
والقصاص من قتلته هو أجمل ما تقدمه الحكومية المصرية لمواطنيها قبل أن تكون رسالة للغير، مع الفخر العراقي الشعبي بمنح الجنسية العراقية طوعيًّا للشيخ المصري الشهيد حسن شحاتة.