“داعش” يحتكر الحبوب لسد نقص الغذاء والإيرادات في العراق

359

داعش تعتزم السيطرة على محاصيل الحبوب في العراق(فرانس برس)
داعش تعتزم السيطرة على محاصيل الحبوب في العراق(فرانس برس)

الحكمة – متابعة: لجأت جماعة “داعش” في العراق، إلى احتكار محصولي القمح والشعير لمواجهة أزمتي نقص الغذاء والإيرادات في المناطق التي تسيطر عليها، جراء تصاعد المعارك المسلحة والضربات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده أميركا.

وأكد مسوّقون زراعيون وفلاحون في محافظة نينوى، لـ “العربي الجديد”، أن جماعة داعش حظرت بيع محصولي القمح والشعير لهذا العام إلا عن طريقها، وأجبرت الفلاحين على البيع بمبلغ 150 ألف دينار (الدولار = 1208 دنانير) لطن الشعير و200 ألف دينار لطن القمح، وهو أقل من أسعار السوق المحلية في المناطق الأخرى التابعة لحكومة بغداد.

وحسب محللين، لجأت داعش إلى السيطرة على المحاصيل الزراعية لسد الفجوة الغذائية بالمناطق التي تسطر عليها، في ظل تصاعد العمليات العسكرية ضدها، بالإضافة إلى تعويض خسائر عائداتها من تعطل الصادرات النفطية.

وأكد أحد فلاحي محافظة نينوى، عبد الرحمن سعدي، لـ “العربي الجديد”، أن التنظيم أبلغ الفلاحين الذين يمتلكون مساحات زراعية كبيرة بضرورة تسليم كامل المنتج إلى مخازن الحبوب في مناطق عدة حددتها الجماعة مسبقا، ويقوم خلالها عناصر من داعش بتسليم المال للفلاحين والمسوّقين بشكل مباشر.

وأضاف سعدي، أن داعش قام بفرض تسعيرة محددة لشراء الحنطة والشعير، حيث خصص مبلغ 150 ألف دينار للشعير و200 ألف دينار للقمح؛ وهو أقل من سعر السوق المحلي العام بالعراق والبالغ 200 ألف للشعير و300 ألف للحنطة.

وقامت الجماعة بنقل عشرات الآلاف من الأطنان إلى سوريا، حيث تسيطر على معامل الدقيق هناك لتخفيف حدة الأزمة عند سكان المدن السورية.

وتخصص الجماعة نحو 70% من عائداتها للإنفاق على عملياتها العسكرية، في حين تنفق النسبة المتبقية على الترويج لنفسها، حسب محللين.

وقال نائب رئيس مجلس عشائر الموصل حسن الحردان، لـ “العربي الجديد”، إن الجماعة في سوريا والعراق باتت تركز على القطاع الزراعي أكثر من أي وقت مضى، بفعل صعوبة نقل المواد الغذائية وتضييق الحصار على المناطق التي تسيطر عليها.

من جانبه قال أحد موظفي مركز استلام الحبوب في نينوى، أحمد أبو بكر، لـ “العربي الجديد”، إن مركزنا تسلم نحو 400 ألف طن من القمح والشعير قامت الجماعة بنقل ثلثها تقريباً إلى سوريا، والباقي إلى محافظات أخرى تسيطر عليها ولا تنتج القمح، مبينا أن إنتاج العام الحالي أكبر من الأعوام السابقة.

وأرجع خبراء اقتصاد عراقيون لجوء داعش لاهتمامها بالقطاع الزراعي لمواجهة انخفاض أسعار النفط، وارتفاع خطورة عمليات النقل والتهريب، بعد زيادة استهداف الضربات الجوية لشاحنات النفط المهربة من الحقول التي تسيطر عليها.

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي محمد جواد، لـ “العربي الجديد”، إن سياسة داعش الاقتصادية تقضي بفرض عقوبة على كل فلاح لا ينتج وفقاً للغلة الزراعية المقدرة للفدان الواحد، وتقوم الجماعة بسحب الأرض منه لموسم واحد عقوبة له.

وفي المقابل، قال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان، لـ “العربي الجديد” إن الجماعة دمرت القطاع الزراعي في العراق بشكل عام ونينوى بشكل خاص، وأدت سياساتها الرعناء إلى خروج نحو مليون هكتار من الأراضي التي خصصت لإنتاج الحنطة والشعير.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*