الأقسام الداخلية في جامعة الكوفة تستقطب الطلبة من المحافظات الشمالية والجنوبية بشكل واسع

351

1-12-2012-12

تحقيق: فراس الكرباسي

أولت جامعة الكوفة الإسكان الطلابي جُلَّ اهتمامها وعَدَّت هذا الأمر من أولوياتها، وأوكلت هذه المهمة لمديرية الأقسام الداخلية فيها، والتي حرصت على توفير خدمة سكن ملائم لطلبتها من أبناء المحافظات المختلفة الدارسين في هذه الجامعة، وبما يهيِّئ الأجواء التي تساعد على الاستقرار النفسي لهم لمواصلة تحصيلهم العلمي.

وقال الأستاذ الدكتور عقيل عبد ياسين الكوفي رئيس جامعة الكوفة : حرصت جامعة الكوفة على توفير خدمة سكن ملائم في مديرية الأقسام الداخلية للطلبة بما يهيئ الأجواء التي تساعدهم على الاستقرار النفسي لمواصلة تحصيلهم العلمي، وكذلك العمل على متابعة حالتهم الصحية والحالات الخاصة التي تحتاج إلى رعاية ومتابعة، وتعمل الجامعة على وضع البرامج الترفيهية المختلفة لاستثمار أوقات الفراغ لطلبة الأقسام الداخلية في برامج هادفة وأنشطة ثقافية واجتماعية وفنية ورياضية تُنمِّي شخصيتهم وتُبرز مواهبهم لضمان إقامة مريحة لهم في جو أُسري بديل يجمع بين التوجيه والمتعة .. جو يُشيع روح التعاون والألفة بين الجميع، وحرصنا على توفير أجواء بعيدة عن الضوضاء والحركة .. أجواء هادئة يستغرق فيها الطلبة وقتهم في الدراسة والبحث والتحصيل الدراسي، ورغم كل ما حققناه من إنجازات في هذا الميدان فإننا لم نرتقِ بعد إلى طموحنا الكبير في الوصول إلى مجمعات سكنية راقية من حيث الجودة والتنفيذ وتكامل الخدمات وتوفر المستلزمات التي ترتقي إلى مستوى المعايير العالية في السكن الجامعي.

1-12-2012-11

وأضاف رئيس جامعة الكوفة: يمكننا القول إنّ خطواتنا الأولى على الطريق قد بدأت في إنشاء مجمعات نموذجية داخل المدينة الجامعية وكان هدفنا من ذلك تحقيق القرب للطلبة من أماكن دراستهم وتوفير مادي لقيمة المواصلات في التنقل بين الكلية والقسم الداخلي والاستفادة من الأندية الطلابية في الحصول على حاجيات الطلبة، كما وتهيِّئ للطالب الفرصة الكافية لممارسة الأنشطة المختلفة بعد الدوام الرسمي بالاستفادة من المرافق الجامعية من ملاعب وقاعات ومناطق خضراء. ونعمل جادين على أن نُوجدَ في تلك الأبنية قاعات خاصة للمذاكرة وقاعة تلفاز ومختبرات حاسوب وقاعات انترنت ومكتبة تحتوي على بعض المصادر وقاعات لتناول الطعام وعيادة طبية وغيرها من المستلزمات.

أما الدكتور سعيد جبار جياد مدير الأقسام الداخلية، قال: خُصصّت الأقسام الداخلية لتكون حاضنة طيبة توفر أجواء دراسية تفضي إلى نبوغ الطلبة وإنتاج العلماء الذين تنمو بهم مؤسسات الدولة وتزدهر كوادرها التي تسهم في أسس متينة لعراقٍ متألقٍ يشقُّ طريقه بأبنائه نحو صفٍ متقدم في عالم الدول المتقدمة حضارياً. ومن هذا الهدف السامي أخذت مديريتنا بكوادرها الفنية والخدمية والإدارية على عاتقها توفير جميع المستلزمات الأساسية لاحتياجات السكن الهادئ والمناسب لطلبة يرومون خدمة بلدهم وتطوره، إذ تبذل كوادر المديرية جهوداً مميزة، ابتداءً من بداية العام الدراسي حتى نهايته، فضلًا عن أيام العطل التي يعدُّ العمل فيها استقبالًا لأيام دراسية محفوفة، كما لم يلغِ ما ورد من اهتمام خدمي الجانبَ الثقافي الذي عُدّ في أدبيات أعمالنا مرتكزاً لاستثمار الطاقات الشابة والحركية السلوكية الهادفة لطلبتا بغية بناء الشخصية المتينة للفرد العراقي، وتزويد هذه الشخصية بالنظرية وتهيئتها للتطبيق من أجل المزاوجة بينهما دون الاعتماد على جانب وسلب آخر، وهو ما ترتضيه الحضارات المتقدمة وتقوم به الأمم المتحضرة.

1-12-2012-13

وأضاف جياد: سبقت دائرةُ الأقسام الداخلية بنشأتها جامعةَ الكوفة، إذ كانت هذه المؤسسة تقدم خدماتها إلى طلبة كلية الطب التي كانت مرتبطة بالجامعة المستنصرية آنذاك، وكانت تحوي قسم الميدان الداخلي للطلاب، وقسم الوفاء الداخلي للطالبات، وعندما ارتبطت كلية الطب بجامعة الكوفة عند افتتاحها ارتبطت هذه المؤسسة ارتباطاً مباشراً مع جامعة الكوفة في 23/12/ 1987. وفي عام 1997 جرى افتتاح قسم جديد يضاف إلى القسمين السابقين، وهو قسم الكوفة الداخلي للطلاب الواقع في شارع السكة في الكوفة. يحوي طلبة الكليات في جامعة الكوفة. وفي منتصف التسعينيات من القرن المنصرم افتتح قسم الأمير الداخلي للطالبات الواقع في حي الأمير لإسكان طالبات الكليات في هذه الجامعة، وقد كانت هذه الدائرة تزاول عملها بوصفها جزءًا من قسم في جامعة الكوفة يسمى قسم شؤون الطلبة، وفي عام 1998 استقلت بإدارة خاصة أطلق عليها اسم مديرية الأقسام الداخلية في رئاسة جامعة الكوفة. وقد كانت الأقسام آنذاك تعاني من شحة الأثاث والمستلزمات التي يحتاجها الطالب، شأنها شأن المؤسسات المدنية والخدمية في تلك الحقبة الزمنية إذ لم يكن قسم الأمير الداخلي الذي يستوعب 320 طالبة يحوي إلا طباخاً واحداً ومجمدتين وثلاجة واحدة في كل طابق بوصفه أكثر الأقسام حظاً في توفير المستلزمات، فما بالك بالأقسام الأُخر. أما عن الكوادر الإدارية والخدمية فقد كانت من القلة بحيث لا تستطيع في تقديم خدماتها.

وأكد مدير الأقسام الداخلية: بعد سقوط نظام الطاغية وازدهار عصر الجامعات وانفتاح جامعة الكوفة وتوسعها بكليات وأقسام جديدة بدأت مديرية الأقسام الداخلية تنمو لتوازي ركب التقدم الحاصل في الجامعة، وبدأ الاهتمام ينصرف إلى الأقسام الداخلية كونها الجزء الذي  يخيم عليه الظل في العملية التعليمية، استحدثت أقسام شتى كان منها قسم الباقر والحسن والزهراء، وفي العام الدراسي 2006-2007 الذي شهد التوتر الأمني في بعض مناطق محافظات بلدنا العزيز، وللأمان الذي أنعم الله به على مدينة النجف الأشرف، وللسمعة العلمية التي حظيت بها جامعة الكوفة، ازداد عدد الطلبة الوافدين على الجامعة من المحافظات والجامعات الأُخرى مما جعل المديرية تسعى لفتح المزيد من الأقسام الداخلية لتبلغ تسعة أقسام، وتوفير المستلزمات الضرورية للطلبة، من أثاث وأجهزة ومولدات وخدمات وغير ذلك، وزاد التوسع في هذه المديرية في عام 2007- 2008 ليبلغ عدد الأقسام أحد عشر قسماً، أي بإضافة قسمين جديدين هما قسما السلام وغصن الزيتون، حيث كان الثاني منهما فندقاً مؤثثاً حتى بالمكيفات (السبلت)، وتضم المديرية أقساماً جديدة في الموقع الدائم أنجزت بواقع بنايتين من أصل سبع بنايات طاقة كل قسم منها أكثر من 220 طالباً، وفي العام 2008-2009 افتتحت ثلاثة أقسام هي: مسلم بن عقيل والفراهيدي للبنين والعراق الجديد للبنات ليكون مجموع الأقسام الداخلية (خمسة عشر قسماً) ليصل بعدها عدد الأقسام الداخلية أربع وعشرين قسماً في عام 2011-2012 سيراً على الطريق الذي اختطته المديرية لنفسها من توفير العدد الكافي من الأقسام لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة المقبولين في جامعة الكوفة.

1-12-2012-14

وعن رؤية ورسالة وأهداف مديرية الأقسام الداخلية، قال جياد: إننا لا نرى في القسم الداخلي مجرد مكان لإيواء الطلبة يكفل لهم الراحة والطمأنينة فحسب، بل تراه ميداناً يمكنهم من المساهمة في بناء الأمة، وأما رسالتنا فهي تسخير كل طاقاتنا المادية والبشرية وخبرتنا العلمية لتهيئة كوادر قادرة على خدمة مجتمعاتنا عبر تحقيق أعلى مستوى من تكافل عملها مع عمل الكليات، من خلال توفير سكن بمناخ ملائم، وفيما يخص أهدافنا فإننا إحدى المؤسسات التابعة لجامعة الكوفة التي تهدف إلى الإسهام في إنجاح العملية العلمية، تحقيقاً للأهداف العليا المنشودة فالقسم الداخلي هو الرديف للقسم العلمي كون الطالب لا يستطيع أن يحصل على المستوى الكافي من الخبرات والمعارف للأقسام العلمية دون توفر جو ومناخ مناسبين للسكن الكريم، وليحصل الطالب على القدر الكافي من الراحة والاستعداد قبل وبعد القسم العلمي، إذن نسعى إلى إسكان الطالب الجامعي بسكن لائق وكريم ومضمون فيه الأمن والاطمئنان، فضلاً عن توفير الخدمات الضرورية والأساسية التي يحتاجها الطالب في حياته اليومية فالغرفة وما تحويه من أثاث وأجهزة ومستلزمات حياتية مكفولة لدى الطالب، والحركة دؤوبة ومستمرة لمعالجة مشاكل الماء والكهرباء وتوفير الطاقة الكهربائية البديلة لتعويض النقص الحاصل كل ذلك لتصب هذه العملية في خدمة المسيرة العلمية لهذه المؤسسة (الجامعة).

وفيما يخص ملف الإنجازات للأقسام الداخلية، أوضح جياد: أورد على نحو موجز طائفة من الإنجازات كاحتضان 3085 طالب وطالبة ومن مختلف المحافظات العراقية، وبالأخص المحافظات الشمالية كالموصل والمحافظات الجنوبية في أقسامنا الداخلية البالغ عددها 24 قسماً داخلياً، والعدد في تزايد، واستئجار أبنية إضافية لاستيعاب أعداد الطلبة المتزايدة ليصل عدد الأقسام الداخلية التي تضمها المديرية 24 قسماً داخلياً مؤثثاً باللوازم الضرورية لتوفير السكن المريح لأبنائنا الطلبة الأعزاء ولتوفير الجو الدراسي الملائم. وتعيين 115 موظفًا أدارياً وفنياً وخدمياً بصفة أجور يومية لسد النقص الحاصل في عدد كادر المشرفين والإداريين والفنيين والخدميين لتقديم أفضل الخدمات لطلبتنا الأعزاء. واستلام مولدتين جديدتين من الوزارة سعة 250 كي في لكل واحدة منهما نوع FG Welson لسد النقص الحاصل في عدد المولدات الكهربائية المجهزة للمديرية، وإقامة دورة تخصصية في مجال الدفاع المدني لموظفي مديرية الأقسام الداخلية لغرض زيادة كفاءة وقابلية الموظف في التعامل مع حالات الطوارئ التي قد تواجهها الأقسام، كما قامت لجنة صيانة المولدات في المديرية بصيانة مولدات أقسام (الكندي،الأمير،الأساتذة،المجمع الأول، المجمع الثاني، المثنى، الوفاء، السفير) وإدامتها وتهيئتها للعمل استعدادًا للعام الدراسي الجديد.

1-12-2012-15

وتابع جياد: قامت الكوادر الفنية في مديرية الأقسام الداخلية بإجراء الصيانة الشاملة على أقسام (الميدان، المثنى، الأمير، السفير، الكوفة، الحسن، الوفاء, المجمع الاول، المجمع الثاني، الاساتذة، الكندي، ارض النجف) حيث تم تأهيل التأسيسات الكهربائية والمائية والصحية للأقسام لغرض تجهيز الأقسام لاستقبال الطلبة في العام الدراسي الجديد، ونصب منظومتين لتصفية المياه سعة كل واحدة منهما 400 غالون في الساعة في كل من قسمي المجمع الأول لإسكان الطلبة والمثنى الداخليين لسد احتياجات الطلبة من مياه الشرب الصحية، كما قامت لجنة المشتريات في المديرية بشراء مواد متنوعة (كهربائية، مائية، فلاتر، حديد صيانة، اغطية ووسائد…..الخ). لغرض تجهيز الأقسام بكافة احتياجاتها واستبدال المواد المتضررة بمواد أخرى جديدة واستمر العمل في تجهيز مادة الغاز والكاز من قبل لجنة الوقود للأقسام التي سكن فيها طلاب الدور الثاني وطلبة التدريب الصيفي وطلبة الدراسات العليا وهي أقسام (السفير، الكندي، أرض النجف، الأمير) خلال العطلة الصيفية، كما أنجزت لجنة الصيانة في المديرية صيانة وتأهيل المتضرر من الأجهزة المختلفة في الأقسام، ومنها (جهاز استنساخ الشعبة الإدارية منظومات ماء، مضخات ماء، صيانة السيارة الكازيلا والسيارة الدانيا، غسل وكوي بطانيات أقسام الميدان والكوفة….إلخ) لغرض تهيئة الأقسام للعام الدراسي الجديد، وتقديم محاضرات توجيهية لمشرفي الأقسام عن كيفية التعامل مع الطلبة بالأساليب التربوية والعلمية بما يؤمن تقديم الدعم والرعاية للطلبة في الاحتياجات كافة، والتي تسهم في رقي المسيرة العلمية والأدبية للبلد، كما جرى البدء بأعمال صيانة مطبخ وحمامات لبعض الأقسام لغرض ترميمها وتأهيلها للاستخدام بشكل أفضل، وإنجاز صيانة وإعادة تأهيل المتضرر من الأجهزة الكهربائية المختلفة في الأقسام، وتأهيل بعض الأبواب والشبابيك، وتأسيس شبكة ماء جديدة وشراء مستلزمات وأجهزة كهربائية جديدة، وتنصيب مبردات هواء جديدة مع حلول فصل الصيف، ووسائل تدفئة وإعادة تأهيل السخانات مع حلول فصل الشتاء.

وعن الأقسام الداخلية الجديدة قيد الإنشاء، قال الدكتور سليم الجصاني معاون مدير الأقسام الداخلية :تسعى مديرية الأقسام الداخلية في جامعة الكوفة إلى توفير سكن داخلي بمواصفات عالية وتجهيزات متميزة تعود جميعها إلى ممتلكات الجامعة للتخلص من استئجار بنايات لا ترقى إلى مستوى ما تطمح إليه الوزارة والجامعة برغبتهما الجادة في توفير كل ما يستحقه الطالب العراقي، وبما يسهم في بناء البلد، لذا شرعت جامعة الكوفة في إنشاء أقسام جديدة يضاف إلى ما أنجز من قسمين سبق إنجازهما، وطاقة كل واحد منهما تُقدر بـ(200) مائتين طالب، إذ يوجد في الموقع الدائم لجامعة الكوفة قسمان داخليان قيد الانشاء أحدهما في مرحلة الإنهاءات وهما يحملان تصميم وسعة استيعابية متشابهة وبواقع ثلاث طوابق ؛ كل طابق يحتوي على عشرة اجنحة ، وكل جناح يحتوي على أربعة غرف ومجموعة صحية ومطبخ بالإضافة إلى فسحة أمامية في الجناح أي إن الطابق الواحد يحتوي على أربعين غرفة، فيكون مجموع الغرف في القسم مائة وعشرين غرفة، بالإضافة إلى وجود قاعات كبيرة تصلح للاستقبال وقاعات انترنيت ومكتبات للطلبة ويوجد كذلك مساحة كبيرة وسط القسم تحتوي على حدائق. وتقدر سعة القسم بـ(600) ستمائة طالب فضلاً عن مكان لجلوس الطلاب. ولوجود القسم داخل الحرم الجامعي جعله يؤمن حماية للطلبة من الناحية الامنية وكذلك يوفر قرب من الكليات مع وجود خط لنقل الطلاب قامت بتوفيره الجامعة من اجل تقديم التسهيلات التي تساعد في وجود اجواء دراسية مناسبة.

1-12-2012-17

وعن إسكان الطلبة في الأقسام الداخلية، قال الجصاني: شمل إسكان الطلبة على مرحلتين، فالمرحلة الأولى من إسكان الطلبة شهدت تميزًا ملحوظًا عن الأعوام السابقة، إذ برز تطور في التنظيم وانسيابية في التوزيع، وتوفير قاعات مريحة للمراجعة وسرعة في الإنجاز لإسكان الطلبة في بنايات الأقسام الداخلية؛ بعدها بدأت لجنــة الإسكان مباشرتها في المرحلة الثانية بإتمام معاملات طلبة المحافظات بغية توزيعهم على وفق الإمكانات التي أعدتها رئاسة جامعة الكوفة، للمقبولين مركزياً من أبناء المحافظات، الذين نسبوا إلى كليات الجامعة بلحاظ كثرتهم عند مقارنتهم بالمنسبين إلى الجامعات الأخرى، وهو أمر سببه مكانة الجامعة العلمية وأهمية محافظة النجف الأشرف لدى شبابنا من الطلاب والطالبات الذين يرومون العيش فيها والدراسة في كلياتها وجامعاتها، وتأتي هذه الجهود المبذولة لتنسجم مع أهداف جامعة الكوفة، وتطلعات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في توفير أفضل الأجواء الدراسية التي تسهم في بناء جيل علمي مثقف ينهض باحتياجات العراق.

1-12-2012-16

1-12-2012-18

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*