أفديك بروحي لتصلي بأمان

317
أحد المساجد الشيعية التي طالها الإرهاب التكفيري في المنطقة الشرقية بالحجاز

بعد جرائم الإعتداء والتفجير لبيوت الله تعالى التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء بين مصل وصائم وقائم وراكع وساجد هب عدد كبير من المتطوعين ليقفوا سدا منيعا بوجه الاعتداء الغاشم ولحماية بيوت الله والمصلين وليقفوا جنبا إلى جنب مع رجال الأمن كل يقوم بدوره وواجبه.

هؤلاء الشباب قدموا بحماس ليأخذوا على عواتقهم القيام بهذه الخدمة الجليلة ويضحوا بأرواحهم ويتشرفوا بالشهادة كما فاز بها عبدالجليل ورفاقه -رحمة الله عليهم- الذين كانوا سبباً في تقليل الخسائر والأضرار وأنقذوا مئات الأرواح في مسجد الإمام الحسين (ع) في الدمام. شكر الله سعي حماة الصلاة المتطوعين عند كل مسجد وجعل ذلك في ميزان حسناتهم فمنهم الطالب ومنهم الموظف ومنهم المتقاعد.

يقول أحد الحماة إنه لشعور جميل أن تقف عند باب المسجد تحت أشعة الشمس الملتهبة تتصبب عرقا لتحمي إخوانك المؤمنين ليقفوا أمام جبار الجبابرة ويصلوا بخشوع وطمأنينة وأمن وأمان. نعم هنيئا لمن وفق لهذه الخدمة الجليلة الشريفة ليقف بإخلاص قربة إلى الله تعالى يفدي إخوانه بروحه لتبقى بيوت الله عامرة مقدسة، ويبقى ذكر الله مدوياً على كل مأذنة.

ماهو السبيل لو غاب هؤلاء المتصدون لأي ظرف ما؟ أتترك أبواب المساجد مشرعة أمام أعداء الدين ليعبثوا فيها وينهشوا لحوم الأبرياء ويسفكوا دماءهم؟ هنا يتجسد دور المصلين ليأخذوا بزمام الأمور ويتحملوا جزءا من المسؤولية ويضحوا بصلاة الجماعة بيوم أو فريضة في كل أسبوع ليتيحوا الفرصة لإخوانهم للالتحاق بصلاة الجماعة بعيدا عن الاتكالية والأنا وحب الذات. إنها مسؤولية الجميع وليس فيها خجل أو إهانة بل يتشرف صاحبها بوسام العز والفخر والكرامة ليشعر بمعنى الفداء والتضحية والإيثار، ويتحرر من بوتقة التذمر والنقد السلبي الغير بناء فالأمر لايحتمل التهاون والتقاعس.

حمانا الله وعموم المسلمين ورزقنا الشهادة في سبيله إنه سميع مجيب.

عبدالله الحجي
٢٠١٥/٨/١٩

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*