خبير ألماني: نشر مشاهد العنف يحقق أهداف الإرهابيين

630

0,,16820216_303,00

الحكمة – متابعة: بشكل عشوائي يحصل مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعية على أخبار سلبية ترتبط بأعمال العنف والإرهاب. في لقاء مع DW يشرح البروفيسور أوليفر كفيرينغ* كيف يؤثر ذلك على الناس.

DW : كيف يؤثر عرض الأخبار المستمرة عبر وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية عن أعمال العنف والعمليات الإرهابية على الناس؟

أوليفر كفيرينغ: بداية يجب أن نقول بأن شعور الخوف لدى الإنسان لا ينطلق من العقل. من الناحية الحسابية فالاحتمال لأن يصبح الإنسان ضحية أعمال عنف إرهابية أمر ضعيف ترجيحه. ولكن تلك الصور والمعلومات التي يتم نشرها من قبل الإعلام تبقى عالقة بمخيلة النسان. وبذلك يحقق الإرهابيون هدفهم.

أظهرت دراسات لجامعتي دارمشتات و دريسدن بأن أغلبية الاخبار والتقارير تتحدث عن أعمال عنف وجرائم. كيف نشرح ذلك؟

نعم، إن الأمر كذلك. الناس يتعاملون بشكل أقوى مع الأخبار السلبية والصور المتضمنة لأعمال عنف. ولا شك أن الرغبة في الإثارة تلعب دورا في ذلك، ولكن في نفس الوقت هناك شيء في طبيعة الإنسان وهو أنه يكون غالبا أكثر اهتماما عندما يتعلق الأمر بالمخاطر وبالتالي تكون مثل تلك الأخبار في مقدمة اهتماماته.

ما هو الدور الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الناس باستمرار بنشرها إشاعات وصور وفيديوهات ليست لها خصوصية العمل الصحفي وقد يرفض صحفيون نشرها؟

الصحفيون المختصون يقيمون النصوص والصور بشكل آخر. لكن العديد من الذين يستخدمون الشبكات الاجتماعية يتعاملون معها بمشاعر عاطفية. ونلاحظ ذلك مثلا في النقاشات الخاصة باللاجئين، حيث يعمل بعضهم على توظيف الخوف في تلك النقاشات عن وعي، فتنتشر الاخبار غير الصحيحة وتكون النقاشات بعيدة عن الحقيقة. فمثلا إذا كتبت صحيفة محترمة موضوعا بهذا الشأن فقد يتحول الأمر سريعا إلى نقاشات حارة بعيدة عن مضامين النص وخارج سياقه وقد تأخذ تلك النقاشات أبعادا مختلفة بالكامل.

وما هو الدور الذي يلعبه الهاتف الذكي الذي يمكن من خلاله الحصول على أخر الأخبار في التطورات بشكل مستمر من خلال تطبيقات الاخبار؟

الناس تصلهم كثير من الأخبار بشكل يشبه اجتياح الفيضانات، بمعنى أن هناك ضغط دائم لتقديم الجديد، بما في ذلك الاخبار السلبية. في الماضي كان النقاش المرتبط بالأخبار يتم بين الناس حول طاولات المقاهي، أما في يومنا هذا فالنقاشات تتم في العموم وليس فقط من خلال الكلام بل أيضا من خلال النصوص والتواصل بالشبكات الاجتماعية. ولذلك يجب علينا أن ننتبه بشكل قوي لمعرفة مصدر الاخبار وهل هي حقا من مصادر جديرة بالثقة أم لا.

  • أوليفر كفيرينغ هو أستاذ للدراسات الاجتماعية وعلوم الاتصال بجامعة مانيس. وتركز أبحاثه على قضايا تحولات الإعلام وعلى الابداعات

الاعلامية والتواصل السياسي.

(DW)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*